التهديدات العالمية الأربعة التي تقلق الجيش البريطاني في عام 2025
مع نهاية عام 2024 الذي شهد اضطرابات جيوسياسية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، تستعد المملكة المتحدة لمواجهة مجموعة من الصعوبات الأمنية في العام الجديد. فخبراء الدفاع والمسؤولون العسكريون يحذرون من تصاعد التهديدات العالمية، التي تتراوح بين الصراعات الإقليمية والتحالفات الجيوسياسية الجديدة.
1. روسيا: الخطر الأكثر إلحاحًا
بحسَب كير جايلز، الخبير الروسي بمؤسسة تشاتام هاوس والمستشار السابق لأكاديمية الدفاع البريطانية، تُعَد روسيا التهديد الأقرب والأكثر قدرة على إلحاق أضرار كارثية بالمملكة المتحدة.
وتشمل التهديدات الروسية المحتملة هجمات إلكترونية، وحروبًا إعلامية، وقطع إمدادات الطاقة، واغتيالات، وهجمات إرهابية مدعومة، وربما ضربات صاروخية مباشرة.
وأوضح جايلز: “الضربات الصاروخية التي استهدفت مراكز سكانية في أوكرانيا قد تصبح خطرًا واقعيًّا في أي مواجهة مفتوحة مع روسيا”.
ورغم تأكيد مصادر دفاعية أن المملكة المتحدة تعتمد على نهج متعدد الطبقات لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية، فإن جايلز أبدى قلقه بشأن نقص التحضيرات المدنية والدفاعات الجوية الكافية.
2. الصين وتايوان: صراع يهدد الاستقرار العالمي
تصاعدت المخاوف بشأن احتمال غزو الصين لتايوان، ولا سيما بعد مناورات عسكرية مكثفة أطلقتها الصين حول الجزيرة. وقد تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان في حال وقوع غزو، ما يثير احتمال اندلاع حرب شاملة بين الصين وأمريكا، مع تداعيات كارثية على التجارة العالمية.
وبينما تدعم المملكة المتحدة تايوان عسكريًّا وتقيم تحالفًا وثيقًا مع الولايات المتحدة، يخشى خبراء الدفاع أن يؤدي تركيز الموارد الأمريكية على منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى ترك أوروبا بمفردها في مواجهة التهديد الروسي.
3. الصراع الإيراني الإسرائيلي: خطر ممتد
تزايدت التوترات بين إيران وإسرائيل لتتحول إلى مواجهة مفتوحة هذا العام، مع إطلاق إيران صواريخ على إسرائيل للمرة الأولى ردًّا على هجوم استهدف قنصليتها في سوريا.
ويرى اللورد ويست، القائد السابق للبحرية البريطانية، أن هذا الصراع قد يتفاقم مع سعي إسرائيل للقضاء على التهديد الإيراني. وحذر من أن بريطانيا قد تجد نفسها مضطرة للتدخل؛ نظرًا لوجود قواتها وسفنها في المنطقة.
وأشار خبراء إلى أن التهديد النووي الإيراني قد يزداد في 2025، إذ يقترب النظام الإيراني من امتلاك أسلحة نووية.
4. محور روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية
يحذر القادة العسكريون البريطانيون من تنامي التعاون بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، الذي وُصف بـ”محور الاضطراب”.
وأكد الجنرال رولي ووكر، قائد الجيش البريطاني، أن هذا التحالف يمثل عقبة مستقبلية كبيرة، وقد تتقاطع مصالحه على نحو أكبر بحلول عام 2027.
العقبات الأخرى: تغير المناخ والتكنولوجيا
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن التغيرات البيئية والتكنولوجية ستزيد من تعقيد المشهد الأمني. فالتقدم في الذكاء الاصطناعي والتنافس على الموارد الطبيعية سيؤثران كثيرًا على العلاقات الدولية.
دعا الخبراء الحكومة البريطانية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي على جناح السرعة. وأكد اللورد ويست أن المملكة المتحدة يجب أن تواصل دورها بوصفها قوة بحرية أساسية في الناتو، مع الالتزام بالمشاركة في القضايا العالمية خارج أوروبا.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: إن الحكومة ملتزمة بفعل كل ما يلزم للدفاع عن البلاد. وأشار إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بمقدار 2.9 مليار باوند للعام المقبل، مع وضع خطة للوصول إلى 2.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد أن مراجعة استراتيجية الدفاع تعمل بسرعة لتحديد التهديدات المستقبلية والقدرات اللازمة لمواجهتها.
المصدر: آي نيوز
اقرأ أيّضا:
الرابط المختصر هنا ⬇