رغم أن عيد الميلاد غالباً ما يُرتبط بالثلوج في الأغاني والأفلام وبطاقات التهاني، إلا أن معظم سكان المملكة المتحدة نادراً ما يشهدون عيد ميلاد أبيض. ومع ذلك، فإن بلدة واحدة، تُعرف بمناظرها الطبيعية الخلابة، تتميز بتساقط الثلوج بانتظام، حتى أنها شهدت عاصفة ثلجية غير متوقعة في فصل الصيف.
تقع بلدة باكستون على أطراف منطقة بيك ديستريكت، وهي أعلى بلدة سوقية في إنجلترا بارتفاع يتراوح بين ألف و1,100 قدم فوق مستوى سطح البحر. هذا الموقع المرتفع يمنحها مناخاً أكثر برودة مقارنة بالمناطق المحيطة، مما يجعل تساقط الثلوج شائعاً خلال فصل الشتاء.
ظاهرة الثلوج في أوقات غير متوقعة
رغم تساقط الثلوج المعتاد في الشتاء، إلا أن الثلوج قد تفاجئ سكان باكستون في أوقات غريبة. ففي عام 1975، شهدت البلدة عاصفة ثلجية غير متوقعة خلال فصل الصيف، أدت إلى توقف مباراة كريكت بين ديربيشاير ولانكشاير.
تتحول باكستون إلى لوحة فنية عند تساقط الثلوج، حيث تبدو كأنها مستوحاة من بطاقات عيد الميلاد. تضم البلدة معالم معمارية رائعة، أبرزها مبنى “ذا كريسنت”، الذي يُعد واحداً من أروع المباني الجورجية المصنفة ضمن الدرجة الأولى. بُني هذا المبنى على يد الدوق الخامس لديفونشاير بهدف تحويل باكستون إلى منتجع أنيق، وأُعيد افتتاحه بعد تجديد شامل ليصبح الآن فندقاً فاخراً من فئة الخمس نجوم يُعرف بـ “باكستون كريسنت”.
من المعالم الأخرى المميزة قبة ديفونشاير، التي كانت في السابق أكبر قبة غير مدعومة في العالم، وتستخدم الآن كجزء من جامعة ديربي.
معالم بارزة وتجارب فريدة
يوفر مسرح باكستون وقاعة الحدائق المجاورة له تجربة فريدة، سواء كانا مغطين بالثلوج أم لا. وتتميز الحدائق بتصميمها الرائع، حيث تضم مروجاً خضراء مشذبة، وجسوراً ساحرة، ومنصة للفرق الموسيقية.
كما تُعد البلدة وجهة مثالية لمحبي الأجواء الشتوية، حيث يمكنهم الاستمتاع بنزهات في الطبيعة، ثم اللجوء إلى أحد المقاهي أو المطاعم الدافئة. من بين الأماكن المميزة مقهى “نمبر 6 ذا سكوير تيرومز”، الذي يوفر أجواء مريحة لتناول الشاي والكعك، بينما يقدم “ذا أولد صن إن” وجبات تقليدية في أجواء حميمية.
يجعل الموقع الفريد لباكستون من البلدة وجهة مميزة لعشاق فصل الشتاء، سواء كانوا يبحثون عن مناظر طبيعية ساحرة أو تجارب ثقافية وتاريخية غنية. بفضل تاريخها العريق وطبيعتها الخلابة، تستحق باكستون مكانتها كواحدة من أجمل الوجهات الشتوية في بريطانيا.