ارتفاع وفيات الشباب تحت سن 44 بسبب الأمراض العصبية
كشفت دراسة حديثة أعدتها شركة (FinTech Phinance Technologies) عن ظاهرة مقلقة، تتمثل في ارتفاع ملحوظ في معدل وفَيَات الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عامًا؛ بسبب الأمراض العصبية، وذلك في أعقاب وباء (COVID-19).
واستندت الدراسة إلى بيانات دقيقة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، وتناولت معدلات الوَفَيَات المرتبطة بالأمراض العصبية على مدار 23 عامًا، من عام 2000 إلى عام 2023. وأظهرت النتائج انقطاعًا واضحًا في الاتجاه التاريخي بعد عام 2019، حيث شهدت معدلات الوَفَيَات ارتفاعًا ملحوظًا يدعو إلى القلق.
ففي عام 2020، ارتفع معدل الوَفَيَات الزائد من الأمراض العصبية غير المعدية بنسبة 4.4 في المئة، ثم قفز إلى 10 في المئة في عام 2021. ومع أن هذه المعدلات بدأت بالانخفاض تدريجيًّا في عامي 2022 و2023، فلا تزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل الوباء.
عوامل معقدة
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الارتفاع قد يكون ناتجًا عن مجموعة من العوامل المعقدة، بعضها مباشر وبعضها غير مباشر، تشمل:
التأثيرات المباشرة لوباء (COVID-19)، ويشمل ذلك التدخلات الطبية المختلفة والاضطرابات المجتمعية، التي قد تكون قد فاقمت نقاط الضعف العصبية الكامنة.
- التأثيرات المزمنة للإصابة بفيروس كورونا، ويشمل ذلك تلف الأعصاب.
- زيادة معدلات التوتر والقلق، التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة الدماغ.
وطالب الباحثون بإجراء مزيد من الأبحاث؛ لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع في معدلات الوَفَيَات، ودعوا إلى تعزيز الخدمات الصحية العصبية والرعاية الوقائية للشباب.
وأثار هذا الكشف مخاوف جدية بشأن صحة الشباب، ودفع العديد من خبراء الصحة إلى الدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة؛ لمعالجة هذه الظاهرة.
ومن المهم التنبيه إلى أن هذه الدراسة أُجرِيت في الولايات المتحدة، ولا يمكن تعميم نتائجها على جميع البلدان. ولكن الارتفاع الملحوظ في معدلات الوَفَيَات من الأمراض العصبية بين الشباب يمثل قضية مقلقة تستدعي اهتمام السلطات الصحية وتدخلها في جميع أنحاء العالم.
ويُعدّ هذا الموضوع ذا أهمية سياسية كبيرة، حيث يؤثر على مستقبل الأجيال القادمة وعلى قدرة الدول على تحقيق أهدافها التنموية.
حياة صحية
ومن خلال الاستثمار في البحوث والرعاية الصحية، يمكننا العمل على منع هذه الوَفَيَات المأساوية، وضمان حصول الشباب على حياة صحية حافلة بالإنتاج.
ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى:
- دعم إجراء مزيد من الأبحاث؛ لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع في معدلات الوَفَيَات من الأمراض العصبية بين الشباب.
- تعزيز الخدمات الصحية العصبية والرعاية الوقائية للشباب.
- رفع مستوى الوعي بشأن مخاطر الأمراض العصبية وطرق الوقاية منها.
- معالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تُسهِم في تفاقم هذه المشكلة.
وفي النهاية لا بد من الإشارة إلى أن العمل الجماعي على جميع الصُّعُد هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل صحي وآمن للشباب.
المصدر ميرور
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇