كيف يؤثر ارتفاع تكاليف المعيشة على مسلمي بريطانيا في رمضان 2023؟
يُعرَف رمضان بشهر الخير والصدقات، وتتمثل إحدى صور الاحتفاء به في تبادل أطباق الطعام والإفطار الجماعي وغيرها. ولكن في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة كيف سيقضي مسلمو بريطانيا هذا الشهر، وهل سيكون باستطاعتهم تلبية جميع احتياجاتهم؟
تقول مسلمة بريطانية -وهي أم لأربعة أطفال-: إنها لن تشتري التمور هذا العام! وإن أسعار مواد البقالة ارتفعت كثيرًا.
وبعد مقارنة أسعار مواد البقالة الأسبوعية، اعتزمت إيمان عدم التسوق من المتاجر التي اعتادت التسوق منها، وبدلًا من ذلك ستشتري الخضار والفواكه من أكشاك الشوارع، وأما بخصوص المنتجات الأخرى، فستتسوق من تيسكو حيث الأسعار أقل بكثير، ويشمل ذلك اللحوم والأطعمة المعلبة.
ارتفاع تكاليف المعيشة في بريطانيا يؤثر على المسلمين خلال رمضان
قالت إيمان: إن إنفاقها الأسبوعي ارتفع بمقدار 30 باوند. وأشارت إلى أن بعض المتاجر الكبرى أبقت أسعارها منخفضة لفترة قصيرة حتى نفاد مخزونها، ثم بدأت ترفع الأسعار، ما جعلها تقلل من شراء السلع الرمضانية.
هذا وارتفعت أسعار التمور بشكل كبير؛ لزيادة الطلب عليها خلال الشهر الفضيل، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد بنحو 10 باوندات بعدما كان سعره من 4 إلى 6 باوندات فقط.
وكشفت مقارنة الأسعار التي أجرتها (The National) أن سعر تمور (Medjool) في متاجر لندن يتراوح بين 9 باوندات و15 باوند للكيلوغرام، وفي متاجر تيسكو بين 4.19 و5.60 باوند للكيلوغرام، تليها متاجر آزدا بسعر 6 باوندات للكيلوغرام، ومتاجر سانسبيري بسعر 7 باوندات للكيلوغرام.
وعلى ضوء ذلك قال المتحدث باسم اتحاد التجزئة البريطاني توم هولدر لصحيفة (The National): تستخدم متاجر السوبر ماركت الكبرى قدرتها الشرائية بالجملة للحصول على صفقات أفضل، ما يجعلها تبيع بأسعار أقل مقارنة بالمتاجر المحلية.
ويتوقع مسلمو بريطانيا تخفيض نفقاتهم في رمضان؛ بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة، وفقًا لآخر استطلاع للرأي أجرته (Nano Interactive)، وجاء فيه: إن 48 في المئة من المشاركين قالوا إن الوضع أثر بالفعل على استعداداتهم لشهر رمضان والعيد. في حين قال 45 في المئة منهم إنهم يتوقعون العمل ساعات إضافية؛ لتغطية تكاليف المعيشة هذا العام، علمًا أن أكبر 10 متاجر سوبر ماركت توفر أكثر من 96 في المئة من المواد الغذائية المتوفرة في السوق، ما يعني إنفاق أقل من باوند واحد من كل 25 باوند خارج هذه المتاجر الكبرى.
وقال 41 في المئة من المشاركين في الاستطلاع: إنهم أكثر عرضة للتقليل من كميات الطعام التي يتناولونها خلال رمضان، في حين قال 42 في المئة منهم: إنهم يتوقعون إنفاق أقل من 30 باوند للفرد على هدايا العيد، وقال 61 في المئة منهم: إن هذا أقل بكثير مما أنفقوه العام الماضي.
التقشف أثناء التسوق
سيكون أحد أكبر التغييرات بالنسبة إلى مسلمي بريطانيا هو عادات شراء مواد البقالة، حيث اختار 34 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الادخار وتقليل المشتريات من متاجر البقالة هذا العام؛ للتعامل مع ارتفاع تكاليف المعيشة. وقال أكثر من 40 في المئة منهم: إنهم يلجأون إلى متاجر البقالة التي تكون أسعارها معقولة عند الاستعداد لرمضان والعيد.
وفي هذا السياق خصصت متاجر آزدا ممرات رمضانية في 150 فرعًا من فروعها، بزيادة قدرها 47 في المئة عن العام الماضي. وتختلف المنتجات فيها من المنتجات الحلال إلى المعلبات.
جدير بالذكر أن أسعار بعض المنتجات تكون أقل عند شرائها بكميات كبيرة، ويشمل ذلك الفواكه المجففة التي تباع في كوستكو بأسعار الجملة.
هذ وقد أظهر الاستطلاع الذي أجرته (Nano Interactive) أن 44 في المئة من مسلمي بريطانيا، يشترون في العادة العلامات التجارية التي يعرفونها ويُفضِّلونها. في حين يتجه بعضهم لصنع ما يريدونه في المنزل؛ من أجل توفير المال، ويرى بعضهم الآخر أن الحصول على المشتريات من البلد الأم وشحنها يغنيهم عن البحث عنها في الأسواق البريطانية، فضلًا عن كونها أوفر بكثير.
من جهة أخرى تحاول متاجر آزدا جذب المتسوقين بدمى تتحدث العربية والإنجليزية. كما خزن السوبر ماركت الشكولاتة بعد اكتشاف نقص كبير فيها.
وبهذا الشأن قال أرتيوم إنكوف، رئيس قسم الرؤى والتحليلات في (Nano Interactive): يُعَد رمضان والعيد من المناسبات المهمة جدًّا لنحو أربعة ملايين شخص في بريطانيا، ولكن مع تغيير عادات الإنفاق مرة أخرى هذا العام، من المهم أن يأخذ التجار أزمة المعيشة بعين الاعتبار، فيضعوا أسعارًا معقولة على المنتجات الأكثر استهلاكًا.
اقرأ أيضًا:
ماذا يحتاج مسلمو بريطانيا من محلات السوبر ماركت؟
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
16°C
