إيجار غرف الطلاب في لندن يرتفع بنسبة 20 بالمائة خلال عامين
كشف تقرير جديد عن ارتفاع حاد في إيجار غرف الطلاب في لندن بنسبة 20 في المئة تقريبًا خلال العامين الماضيين، ما يضع طلاب العاصمة أمام أزمة حادة تتعلق بقدرتهم على تحمل تكاليف المعيشة.
ارتفاع غير مسبوق في الإيجارات
ووفقًا لتقرير مشترك صادر عن مؤسسة يونيبول للإسكان الطلابي ومعهد هيبي لسياسات التعليم العالي، بلغ متوسط الإيجار السنوي لغرفة طلابية مقدمة من مزودي الإسكان الطلابي المصمم لهذا الغرض (PBSA) نحو 13,595 باوند للعام الدراسي 2024-2025، مقارنة بـ11,500 باوند في 2022-2023، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 18 في المئة خلال عامين فقط.
وأظهر التقرير أن نحو 14 في المئة من غرف (PBSA) في لندن تجاوزت تكلفتها 20,000 باوند سنويًّا، مقارنة بـ5 في المئة فقط قبل عامين. كما أشار إلى أن بعض الغرف الخاصة، مثل تلك الموجودة في مناطق بلومزبري وكينغز كروس، تكلف أكثر من 40,000 باوند سنويًّا، مع عقود تصل إلى 800 باوند أسبوعيًّا.
فجوة بين القروض والإيجارات
بلغ الحد الأقصى للقرض المعيشي الممنوح للطلاب الإنجليز الذين يدرسون في لندن ولا يعيشون مع أسرهم 13,348 باوند سنويًّا، ما يترك الطلاب أمام فجوة مالية تبلغ 247 باوند لسداد متوسط الإيجار فقط، دون احتساب أي تكاليف معيشة أخرى مثل الطعام والتنقل.
وبهذا الشأن وصفت فيكتوريا تولمي-لوفرسيد، نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة يونيبول، الوضع بأنه “أزمة حقيقية في القدرة على تحمل التكاليف”، مشيرة إلى أن “لندن تُعَد مركزًا عالميًّا للتعليم العالي، لكن الطلاب الإنجليز الذين يعتمدون على القروض المعيشية يواجهون صعوبة كبيرة في سداد نفقاتهم، وقد يُستبعدون من الدراسة في العاصمة بسبب التكاليف المرتفعة”.
وأضافت: “مع استمرار ارتفاع الإيجارات وتباطؤ توفير السكن الميسور، من الضروري أن تستجيب الجامعات ومقدمو السكن والجهات المعنية لضمان قدرة الطلاب على مواصلة دراستهم في لندن”.
ودعا التقرير الجامعات ومقدمي السكن الخاص إلى تقديم مزيد من الدعم المالي للطلاب، ويشمل ذلك منحًا دراسية وحوافز مالية، للتخفيف من حدة الأزمة. كما حث الحكومة على إعادة هيكلة نظام القروض المعيشية الذي يترك العديد من الطلاب غير قادرين على سداد تكاليفهم الأساسية.
تداعيات على التعليم العالي
وفي هذا السياق حذر نيك هيلمان، مدير معهد هيبي، من التداعيات السلبية على التعليم العالي في لندن، قائلًا: “الأرقام في هذا التقرير صادمة. متوسط تكلفة الغرفة الطلابية في لندن الآن يتجاوز الحد الأقصى للقرض المعيشي، ما يترك الطلاب في عجز مالي حتى قبل سداد نفقات الطعام أو التنقل”.
وأضاف: “وجدنا أنفسنا في وضع يعيش فيه أربعة من كل عشرة طلاب إنجليز يدرسون في لندن مع أسرهم، غالبًا بدافع الضرورة لا الاختيار. هناك آخرون يشعرون بأنهم لا يستطيعون الدراسة في لندن على الإطلاق، رغم خططهم السابقة”.
وأكد أن الوقت قد حان لإجراء مراجعة شاملة لدعم القروض المعيشية، تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المتنوعة للطلاب.
نداء من الاتحاد الوطني للطلاب
أعربت أميرة كامبل، رئيسة الاتحاد الوطني للطلاب (NUS)، عن قلقها إزاء ارتفاع الإيجارات، قائلة: “الإيجارات ترتفع بسرعة ولكن القروض المعيشية لا تواكب ذلك. نحن بحاجة إلى تدخل حكومي لإصلاح نظام تمويل الطلاب بما يتماشى مع التضخم، حتى لا يضطر الأهالي إلى جمع آلاف الباوندات فقط لضمان وجود سقف فوق رؤوس أبنائهم”.
هذا وأكد متحدث باسم وزارة التعليم البريطانية أن الحكومة تعمل على إصلاح التعليم العالي لدعم الطلاب بطريقة أفضل. وقال: “نحن نعمل على إزالة العوائق أمام الشباب الراغبين في الالتحاق بالجامعات، من خلال زيادة الحد الأقصى للقروض المعيشية للعام الدراسي 2025-2026 بنسبة 3.1 في المئة بما يتماشى مع معدل التضخم المتوقع، لضمان تقديم مزيد من الدعم للطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض”.
إقرأ أيَّضا
الرابط المختصر هنا ⬇