إدانة طفل عمره 12 عامًا بتهمة المشاركة بأحداث شغب اليمين المتطرف

في حادثة صادمة، أُدين طفل يبلغ من العمر 12 عامًا بتهمة المشاركة في أعمال شغب نظمتها جماعات اليمين المتطرف في ساوث بورت، ليصبح بذلك أصغر متهم في جريمة قتل بالمدينة. جاءت إدانته بعد موجة من العنف اجتاحت المدينة وأثارت ذعرًا واسعًا على مستوى البلاد، ما أدى إلى اعتقال أكثر من 900 شخص، منهم 460 متهمون بتورطهم في العنف والشغب.

بريطانيا تدين طفل عمره 12 عامًا بسبب أعمال شغب اليمين المتطرف

والشاب، الذي لم يُكشف عن هويته لأسباب قانونية، وُجِّهت إليه تهم بالتحريض على أعمال شغب عنيفة في بلدة ميرسيسايد يوم 30 يوليو. وأكدت شرطة ميرسيسايد أن الطفل هو أحد المتهمين الثلاثة في أحداث إثارة الشغب التي تلت مقتل ثلاث فتيات صغيرات، هنّ بيبي كينغ (6 سنوات)، وأليس دا سيلفا أجويار (9 سنوات)، وألسي دوت ستانكومبي (7 سنوات)، حيث تعرضن للطعن خلال حصة رقص يوم 29 يوليو.

وشهدت المدينة اضطرابات كبيرة أسفرت عن إصابة أكثر من 50 ضابط شرطة بعد أن تجمع نحو 1000 شخص أمام مسجد في المنطقة، وسط شائعات غير صحيحة ذكرت أن الجاني مسلم جاء إلى البلاد بطريقة غير شرعية. ومن المتوقع أن يمثل الطفل أمام محكمة ميرسيسايد للشباب، بينما سيواجه كل من هارفي جابوت (21 عامًا) من تارلتون، لانكشاير، وبول درايهست (33 عامًا) المحاكمة في محكمة ليفربول الجزائية بتهم تتعلق بإثارة الشغب والعنف.

وحتى الآن، وُجِّهت تهم إلى ثلاثين شخصًا على صلة بالأحداث العنيفة في كل من ساوث بورت وليفربول. كما اعترف طفل آخر في الثانية عشرة من عمره بالذنب في تهمتين تتعلقان بأعمال عنف، بعد اعتقاله في مانشستر على خلفية حادثين منفصلين في المدينة.

وأثناء جلسة المحكمة، تبين أن الطفل المتهم ركل حافلة وأعطى حجرًا لشخص آخر ليرميه خلال تجمع للشباب يوم 31 يوليو أمام فندق “هوليدي إن” الذي كان يؤوي طالبي لجوء. ورصدته الشرطة عبر كاميرات وهو يركل نافذة متجر للسجائر الإلكترونية ويقذف قذيفة على شاحنة شرطة خلال أعمال الشغب في وسط المدينة يوم 3 أغسطس.

وأعربت القاضية جوان هيرست عن قلقها العميق إزاء خطورة القضية، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تتعامل فيها مع طفل متورط في مثل هذه الأحداث العنيفة. وفي دفاعها عنه، أكدت المحامية ناتاشا ماكجار أن الطفل “يشعر بالخجل العميق” من تصرفاته و”يأسف بشدة”، مشيرة إلى أنه محتجز حاليًا في سكن تابع للسلطة المحلية حتى جلسة المحكمة المقررة في 2 سبتمبر.

وتواصل الشرطة جهودها لتعقب المتورطين، حيث أعلنت اعتقال 927 شخصًا ووجهت اتهامات إلى 466 منهم في جميع أنحاء البلاد حتى يوم الأحد.

وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء، السير كير ستارمر، أن الحكومة لن تتوقف حتى تُحقق العدالة، وأن الشرطة والمحاكم ستستمران في ملاحقة المتورطين. وعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي ساد خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن البلاد لا تزال في حالة تأهب تحسبًا لاندلاع مزيد من الاضطرابات.

وأضاف ستارمر: “لن نرتاح حتى يشعر المواطنون بالأمان في مجتمعاتهم”، مشيدًا بالجهود التي بذلها ضباط الشرطة والمدعون العامون والقضاة، مشيرًا إلى أن النظام القضائي أظهر استجابة سريعة وفعالة. وأكد أن الجناة المتورطين سيُقدمون للعدالة قريبًا وسينتهي بهم المطاف خلف القضبان.

المصدر : سكاي نيوز

أقرأ أيضًا :

• نهاية بلطجية اليمين المتطرف قد تصل إلى السجن عشر سنوات
• مقتل امرأة طعنًا بالسكين ووفاة مرتكب الجريمة في حادثة مزدوجة بلندن
• الشرطة البريطانية تبدأ باعتقال المحرضين على الشغب عبر الإنترنت

#اليمين المتطرف #جريمة قتل #اطفال #طعن #ساوث بورت