أوين جونز: حزب المحافظين ساهم بتغذية الإسلاموفوبيا والعمال يشاركه الذنب
في مقال يعكس الوضع السياسي المعقد في بريطانيا، وجه الكاتب أوين جونز انتقادات لاذعة لحزب المحافظين وحزب العمال على حد سواء، متهمًا إياهما بتغذية الإسلاموفوبيا وتكريس التعصب ضد المسلمين.
يشير جونز إلى أن هذه الظاهرة ليست بجديدة، بل تعود إلى فترة حكم توني بلير، حيث وضع الحزب بذرة الانقسام داخل المجتمع البريطاني، ولم يكن الحزب خاليًا من وصمة التحيز ضد المسلمين حتى يومنا هذا.
عنصرية حزب المحافظين والعمال
ويستشهد في مقاله بصحيفة الغارديان، بمثال من حملة انتخابية في عام 2010، حينما وجه وزير الهجرة في عهد جوردون براون خطاب نحو إثارة مخاوف الناخبين البيض من المسلمين، مستخدمًا صورًا لمتظاهرين إسلاميين غاضبين، في خطوة وصفها بأنها لا تختلف كثيرًا عن تدخلات الحزب الوطني البريطاني في العملية الديمقراطية.
ويشير الكاتب إلى أن هذا السلوك لم يكن حادثة فردية، بل هو جزء من نمط متكرر داخل حزب العمال.
حيث دعم نواب الحزب وزير الهجرة حتى بعد طرده من البرلمان بسبب الكذب، وذهبوا إلى جمع الأموال لدعمه، في حين طالب بعضهم باستقالة هارييت هارمان، نائبة زعيم الحزب آنذاك، بسبب تأييدها لقرار المحكمة.
يتساءل جونز عن كيفية وصول التعصب ضد المسلمين إلى هذا المستوى من الانتشار والقبول في بريطانيا، ويؤكد أن هناك جهات واضحة تتحمل المسؤولية.
إذ لطالما قدمت الصحافة اليمينية المسلمين كعدو داخلي خطير، وصورتهم كمهاجرين ولاجئين يشكلون تهديدًا للمجتمع البريطاني.
الإسلاموفوبيا في بريطانيا
وفي هذا السياق، يشير جونز إلى أن حزب المحافظين قد أسهم بشكل كبير في خلق بيئة معادية للمسلمين، ويستشهد بمعركة الوزيرة المسلمة السابقة في حزب المحافظين، سعيدة وارثي، التي حاولت فضح التحيز ضد المسلمين داخل حزبها.
لكن جونز لا يعفي حزب العمال من المسؤولية أيضًا، مؤكدًا أن الحزب ساهم في تكريس هذه الظاهرة من خلال سياساته في العراق وأفغانستان التي أدت إلى مقتل الآلاف من المسلمين.
ويرى جونز أن تصريحات قادة حزب العمال، مثل توني بلير وجاك سترو، ساهمت في تأجيج المشاعر المعادية للمسلمين، وأضفت الشرعية على الإسلاموفوبيا.
وفيما يتعلق بالزعيم الحالي لحزب العمال، كير ستارمر، يشير جونز إلى أن هناك شعورًا بين المسلمين بأن الحزب لم يتعامل بشكل جيد مع قضية الإسلاموفوبيا.
ويستشهد بإعادة قبول الحزب للإعلامي تريفور فيليبس، الذي وصف المسلمين بأنهم “دخلاء على الأمة”، ما أثار استياء المسلمين وجعلهم يشعرون بأن الحزب يتجاهل مخاوفهم.
في الختام، يشدد جونز على أن الإسلاموفوبيا قد أصبحت متجذرة في المجتمع البريطاني، وأن حزب العمال، باعتباره الحزب الحاكم، يجب أن يتحمل مسؤولية تطهير المجتمع من هذا التعصب المتزايد.
لكنه يؤكد أن الحزب لن يتمكن من تحقيق ذلك دون أن ينظر بعمق داخل صفوفه، ويعترف بأخطائه ويسعى لإصلاحها.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇