أزمة النفايات في ويلز: نظافة الشوارع في أدنى مستوياتها تاريخيًا

كشفت منظمة “حافظ على نظافة ويلز” (Keep Wales Tidy) في تقريرها السنوي عن تدهور غير مسبوق في نظافة الشوارع، حيث سجلت نتائج النظافة في 2024 أدنى مستوى منذ بدء الاستطلاعات قبل 17 عامًا. وأكدت المنظمة أن الوضع وصل إلى “نقطة الأزمة”، محذرة من استمرار ارتفاع مستويات القمامة، لا سيما في المناطق الحضرية.
زيادة حادة في نفايات الطعام والتدخين

أرجعت المنظمة أسباب التدهور إلى الزيادة الكبيرة في عبوات الطعام والمشروبات المخصصة للاستهلاك أثناء التنقل، إضافة إلى النفايات الناتجة عن التدخين، والتي شكلت النسبة الأكبر من المخلفات المنتشرة في الشوارع. كما سُجل ارتفاع بنسبة 286 في المئة في عدد الشوارع المصنفة بدرجة “D”، وهي أدنى درجات النظافة.
أظهرت البيانات أن أكثر من 35 في المئة من المناطق الحضرية في ويلز تعاني من مستويات “غير مقبولة” من النفايات، فيما رُصدت أسوأ الأوضاع في العاصمة كارديف، لا سيما في أحياء مثل إيلي، رواث، غرانجتاون وسبلوت، والتي تعد من أكثر المناطق حرمانًا في المدينة. وتُنفق بلدية كارديف أكثر من 7 ملايين باوند سنويًا على تنظيف الشوارع.
شكاوى السكان وتدهور الصحة النفسية

عبّر سكان المناطق المتأثرة عن استيائهم المتزايد من تراكم القمامة بشأن منازلهم. وقال مالكوم ديفيز، أحد سكان سبلوت: “أصبح الوضع كابوسًا… نقوم بجمع النفايات بأنفسنا، ولكن العمر لم يعد يسمح بذلك”. وأشار إلى مشكلات إضافية مثل التخلص غير القانوني من النفايات (fly-tipping)، مؤكدًا أن المنطقة شهدت رمي أثاث منزلي كامل في الشوارع.
بدورها، أكدت المتطوعة لين توماس أن الوضع يؤثر على الصحة النفسية للمواطنين، مضيفة: “الأمر محزن ومؤلم، لقد بدأ الناس يشعرون بالضيق من رؤية أحيائهم مملوءة بالقمامة”. ودعت إلى المشاركة المجتمعية والإبلاغ عن المخالفات.
الفئران والروائح الكريهة… وتهديد بيئي حقيقي
قال غاريث ديفيز من منظمة “حافظ على نظافة ويلز” إن القمامة اليومية تؤثر على جودة الحياة، محذرًا من أن النفايات تجذب القوارض وتسبب روائح مزعجة في فصل الصيف، وقد تصل تأثيراتها حتى داخل المنازل.
وأكدت المجالس المحلية في ويلز أنها تكافح من أجل تخصيص الميزانيات الكافية لتنظيف الشوارع، في ظل ضغوط متزايدة على قطاعات أخرى مثل الرعاية الاجتماعية والتعليم. وقد بلغ إجمالي ما أنفقته المجالس على تنظيف الشوارع في عام 2023-2024 أكثر من 64 مليون باوند.
وفي منتجع باري آيلاند السياحي، وصف مجلس منطقة فالي أوف غلامورغان عمليات التنظيف بأنها “مجهود صناعي”، حيث يُجمع أكثر من 250 طنًا من النفايات سنويًا من شواطئ المدينة، بتكلفة تقارب 800 ألف باوند.
دعوات لمحاسبة المنتِجين وتعزيز القوانين
طالبت منظمات مثل WLGA وKeep Wales Tidy الحكومة الويلزية بتسريع تنفيذ خطط إلزام شركات تصنيع العبوات بتحمّل جزء من تكاليف جمع النفايات. كما انتقدوا تأخر تنفيذ نظام إرجاع العبوات (Deposit Return Scheme)، والذي تعطل بسبب خلافات مع الحكومة البريطانية بشأن إدراج الزجاج ضمن النظام.
وأكدت الحكومة الويلزية أنها تتخذ خطوات عملية لمواجهة هذه الأزمة، من خلال توفير تمويل إضافي لمنظمة “حافظ على نظافة ويلز” لتنظيم حملات تطوعية وتثقيفية، ورصد مستويات النفايات في البلاد. كما أعلنت عن إدخال نظام مسؤولية المنتج الممتدة للعبوات والعمل على نظام إرجاع العبوات يتناسب مع خصوصية ويلز.
دعوة للمسؤولية الجماعية
دعا أوين ديربيشاير، المدير التنفيذي لمنظمة “حافظ على نظافة ويلز”، إلى خطة طويلة الأجل لمواجهة الظاهرة، مشيرًا إلى أن “الزيادة الكبيرة في استخدام عبوات الاستخدام الواحد تخلق سلوكيات مقلقة”. وأضاف أن حل الأزمة يتطلب تكاتف المواطنين، والشركات، والمجالس، والجمعيات الخيرية، وليس فقط الحكومة.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇