العرب في بريطانيا | أحمد الناعوق يستذكر أهله الذين قضوا في غزة

1446 ربيع الثاني 7 | 11 أكتوبر 2024

أحمد الناعوق يستذكر أهله الذين قضوا في غزة

أحمد الناعوق
فريق التحرير November 1, 2023

لم يترك العدوان “الإسرائيلي” سبيلًا إلى الوحشية والدمار إلا سلكه، مرتكبًا أبشع الجرائم بحق الناس العُزّل في غزة على مرأى العالم ومسمعه. وكانت الساعة الـ04:30 يوم الأحد الـ22 من أكتوبر عندما استيقظ أحمد الناعوق فجأة وشعور سيِّئ يختلج في صدره.

ألقى أحمد المقيم في لندن نظرة خاطفة على هاتفه ليجد عدة رسائل على الواتساب من أصدقائه في غزة، رسائل أرسلت ثم حُذِفت كلها، ما أربكه وجعله يرسل رسالة إلى أحدهم: “هل أنت بخير؟”، ومع عدم وجود تفسير للنصوص المحذوفة اتصل أحمد بصديقه، فأخبره بخبر نزل عليه كالصاعقة!

أسرة الناعوق تُباد على يد العدوان “الإسرائيلي”!

غارة
أحمد الناعوق يستذكر أهله الذين قضوا في غزة

استشهد نصري والد أحمد الناعوق، وشقيقاته الثلاث، واثنان من أشقائه، وابن عمه، و13 من أبناء أشقائه و20 فردًا من أسرته في غارة جوية إسرائيلية. لم يجد أحمد كلمة تصف شعوره عندما سمع الفاجعة التي حلّت به، ولكن بقي يردد أن والده كان أكثر شخص يحبه.

عاش معظم أفراد الأسرة معًا في منزل والده. وانتقلت شقيقاته الثلاث بعيدًا بشكل مؤقت من أجل سلامتهن؛ لأن المنزل كان جنوب نهر وادي غزة. ولكن بعد وقت قصير من أمر المدنيين بالذهاب إلى الجنوب، واصل الجيش الإسرائيلي استهداف المنطقة.

وقال الناعوق: أمرت إسرائيل الناس بالذهاب إلى هناك لأنها كانت أكثر أمنًا، ثم قصفوا المكان!

انتقل أحمد الناعوق إلى المملكة المتحدة قبل أربع سنوات بعد حصوله على منحة دراسية لدراسة الماجستير في جامعة ليدز. وها هو الآن يدير منظمة (We Are Not Numbers)، التي تجمع بين الكُتّاب الفلسطينيين والمعلمين في الغرب. ولم يتمكن من رؤية والده منذ مغادرته غزة.

وقد قال: “لطالما قلت في نفسي إنه إذا حدث شيء لوالدي قبل أن أتمكن من رؤيته مرة أخرى، فلن أسامح نفسي أبدًا”. ولم تقتصر أحزانه وآلامه على فقد أحبائه فحسب، بل حُرِم أيضًا من الحزن عليهم كما ينبغي إذ لم يتمكن من الذهاب لحضور جنازة ذويه ورؤية وجوههم للمرة الأخيرة، إضافة إلى أن تسعة من أفراد أسرته لا يزالون تحت الأنقاض.

متابعة الأحداث في غزة عن كثب

مظاهرة حاشدة في لندن رفضا للاعتداءات في الأقصى وغزة
مظاهرات في لندن رفضًا لاعتداءات الاحتلال على قطاع غزة (AUK)

أحمد الناعوق هو واحد من كثير من الفلسطينيين البريطانيين الذين، يشعرون بأهوال الحرب في دواخل أنفسهم على الرغم من كونهم على بعد 2500 ميل (4000 كيلومتر) من غزة. فالكل يحاول تعقب تحركات أهاليهم عن بُعد، والضغط على السلطات من أجل اتخاذ التدابير اللازمة. إنهم يشاهدون الحرب على التلفزيون وعلى هواتفهم، محاولين الحفاظ على رباطة جأشهم والاستمساك ببارقة الأمل بأن يكون أحباؤهم بخير.

بسمة غلاييني، 40 عامًا، مقيمة في مانشستر، قلقة هي الأخرى من جهلها بأحوال أقاربها، فقد سافر شقيقها وشقيقتها إلى غزة في سبتمبر لزيارة والديهم. ثم غادرت شقيقتها قبل إغلاق الحدود وبقي شقيقها ووالدهما في غزة، وانتقلا إلى خان يونس في الجنوب عندما أصدرت إسرائيل أمر الإخلاء.

يصف محمد غلاييني الوضع قائلًا: بصرف النظر عن خطر الصواريخ الفتّاكة، فإن إمدادات المياه والغذاء تتناقص كثيرًا، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن النظام المدني في القطاع “بدأ بالانهيار”. أضف إلى ذلك أن الكهرباء في خان يونس محدودة كذلك، حيث قالت بسمة: إن أخاها محمدًا اضطر إلى الوقوف في طابور خمس ساعات لشحن هاتفه من بطارية سيارة!

جدير بالذكر أن “إسرائيل” شنت مساء الجمعة غارات على نطاق واسع من القطاع بما لم يسبق له مثيل. وانقطع الاتصال عن غزة بالكامل تقريبًا.

وفي ظل انتشار صور الفلسطينيين الناجين وهم يجمعون أشلاء الشهداء صغارًا وكبارًا، يُعرب العرب والمسلمون في بريطانيا عن خيبة أملهم بوسائل الإعلام البريطانية، ويشمل ذلك بي بي سي التي تستخدم مصطلحات مثل “الحرب الإسرائيلية على حماس”، في تضليل كبير لحقيقة قتل آلاف الفلسطينيين المدنيين، معظمهم أطفال، الذين لا ينتمون إلى المقاومة.

ولكن المسيرات الحاشدة المؤيدة لغزة وفلسطين في جميع أنحاء بريطانيا تركت بصيص أمل عند بسمة غلاييني، التي قالت: إنها تشعر بالاطمئان عندما ترى الحشود تندد بالجرائم الإنسانية التي تحدث في فلسطين.

 

المصدر: BBC


اقرأ أيضًا:

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
12:20 pm, Oct 11, 2024
temperature icon 11°C
clear sky
Humidity 64 %
Pressure 1018 mb
Wind 5 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 4%
Visibility Visibility: 0 km
Sunrise Sunrise: 7:18 am
Sunset Sunset: 6:15 pm