أنس سروار يطالب بتسهيل لمّ شمل عائلات أبناء غزة
دعا زعيم حزب العمال الاسكتلندي، أنس سروار، حكومة المملكة المتحدة إلى اتخاذ خطوات عاجلة؛ لتسهيل لمّ شمل العائلات الفلسطينية المقيمة في بريطانيا مع أفراد أسرهم العالقين في غزة، مشيرًا إلى أهمية توفير ملاذ آمن للفلسطينيين حتى تصبح عودتهم إلى ديارهم أمرًا ممكنًا.
وجاءت دعوة سروار في سياق حملة “لم شمل العائلات في غزة”، التي طالبت منذ مدة طويلة بإنشاء برنامج خاص يستند إلى برنامج “لم شمل العائلات الأوكرانية”، الذي وفر ملاذًا مؤقتًا للنازحين الأوكرانيين. إلا أن النظام الحالي في بريطانيا يسمح فقط بانضمام الشركاء والأطفال دون سن الـ18، مستثنيًا بذلك الوالدين والأشقاء وأبناءهم من هذا الامتياز.
نقاش في البرلمان حول البرنامج
وكانت عريضة تديرها الحملة قد حصلت على أكثر من 100ألف توقيع، ما مكّنها من تأمين نقاش في البرلمان البريطاني في مايو الماضي. وخلال هذا النقاش، حظيت المبادرة بدعم كبير من النواب، ومنهم أعضاء من حزب العمال. كما دعمت الحكومة الاسكتلندية، بقيادة الوزير الأول السابق حمزة يوسف، هذه الجهود.
ورغم ذلك، رفضت الحكومة المحافظة السابقة تبني البرنامج، وأعلنت أن المسألة “قيد المراجعة”. وحتى الآن، لم تُغير حكومة العمال الحالية هذا الموقف، حيث أكد متحدث باسم الحكومة لـ”ذا ناشيونال” أن “جميع المسارات الحالية لا تزال قيد المراجعة”.
وفي ضوء هذا الجمود، نبّه أنس سروار إلى ضرورة اتخاذ وزارة الداخلية بقيادة كير ستارمر خطوات ملموسة. وقال في تصريح لـ”ذا ناشيونال”: “يجب بذل كل جهد ممكن لمساعدة أولئك الذين يعانون في غزة، ويشمل ذلك الفلسطينيين الذين لديهم أفراد من عائلاتهم في بريطانيا”. وأضاف: “أحث الحكومة البريطانية على النظر في إمكانية لم شمل العائلات الفلسطينية في بريطانيا، ويشمل ذلك مراجعة المتطلبات البيومترية الحالية أو تعديلها”.
التحديات التي تواجه الفلسطينيين في الحصول على التأشيرات
يشار إلى أن العائلات الفلسطينية في غزة تواجه عقبات كبيرة في الحصول على تأشيرات دخول إلى المملكة المتحدة. ففي ظل الدمار الكبير والمخاطر المتزايدة، إذ قُتل حتى الآن أكثر من 41,534 شخصًا وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، لا يوجد مركز فعال لإصدار التأشيرات في غزة.
فضلًا عن ذلك، ترفض وزارة الداخلية البريطانية مرارًا التنازل عن شرط تقديم البصمات، ما يدفع كثيرين إلى خوض رحلات محفوفة بالمخاطر ومكلفة عبر الحدود إلى مصر؛ للوصول إلى أقرب مركز تأشيرات بريطاني في القاهرة، دون ضمان الحصول على التأشيرة.
وفي لقاء سابق مع “صنداي ناشيونال”، تحدثت دعاء، وهي امرأة فلسطينية تعيش في غلاسكو منذ خمس سنوات مع زوجها وابنتها، عن الألم النفسي الذي تقاسيه وهي تتابع الأحداث في غزة، حيث يعيش بقية أفراد أسرتها وأقاربها تحت الحصار.
وبسبب غياب أي بديل حقيقي، يلجأ العديد من الفلسطينيين في بريطانيا إلى إطلاق حملات لجمع التبرعات لدفع الأموال لشركات التهريب لمساعدة أفراد عائلاتهم على الوصول إلى مصر. إلا أن دعاء رفضت اللجوء إلى هذه الطرق، موضحة أن عائلتها “تستحق الحماية والاحترام”.
وأضافت: “نحن ندفع الضرائب ونسهم في هذا البلد. ومن ثَمّ، نعتقد أن عائلاتنا تستحق الحماية نفسها التي قُدمت للأوكرانيين من خلال برامج مماثلة”.
ترحيب الحملة بدعم أنس سروار
جدير بالذكر أن حملة “لم شمل العائلات في غزة” رحبت بتصريحات أنس سروار ودعمه، مؤكدة أن الحاجة إلى برنامج لم شمل خاص بالفلسطينيين باتت ملحة أكثر من أي وقت مضى. وقال متحدث باسم الحملة: “عندما كان حزب العمال في المعارضة، انتقد بشدة الحكومة السابقة على الصعوبات التي تواجهها العائلات الفلسطينية الساعية للاجتماع في المملكة المتحدة. والآن بعدما أصبح في السلطة، يجب عليه أن يتخذ إجراءات حاسمة بناءً على تلك المبادئ، وضمان أن تجد العائلات ملاذًا آمنًا مؤقتًا في المملكة المتحدة حتى يُصبح من الآمن العودة إلى غزة”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇