مراسلة الغارديان السابقة في غزة تفوز بجائزة الصحفية الشابة في بريطانيا لعام 2025
حصلت ملاك طنطش، مراسلة صحيفة الغارديان السابقة في غزة، على جائزة “الصحفية الشابة للعام” في فئة الصحافة الوطنية، ضمن جوائز حرية الإعلام لعام 2025 التي تنظّمها جمعية المحررين في بريطانيا.
وجاء هذا التكريم تقديرًا لتغطيتها الاستثنائية تحت العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، إذ قال الحكّام إنها “أظهرت موهبة هائلة وشجاعة في بعضٍ من أصعب الظروف التي واجهها صحفي على الإطلاق، إذ واصلت التغطية بينما كانت تضطر للبحث عن الطعام في ظل خطر القصف المستمر وتهديد القتل المتعمد”.
18 شهرًا من التغطية وسط الدمار

عملت طنطش، البالغة من العمر 20 عامًا، مراسلة للغارديان لمدة 18 شهرًا في وسط العدوان الذي طاول كل شيء في القطاع. وخلال هذه الفترة وثّقت آثار القصف، وفقدانها لأقارب مقرّبين، ومشاهداتها المباشرة للدمار الذي طال الأحياء السكنية والبنى التحتية.
وفي أحد تقاريرها، وصفت عودة عائلتها إلى مسقط رأسها في بيت لاهيا ليجدوا منزلهم مدمّرًا وبستانهم قد مُحي، وكتبت: “ذكرياتي مسحوقة ومدفونة”، في تعبير يختزل حجم الألم الذي عاشته.
تقرير ملاك طنطش
في أكتوبر، نشرت طنطش مقالًا تستعرض فيه عامين كاملين من العدوان الإسرائيلي، ووصفت كيف مرّ سكان غزة عبر ما يشبه “بوابة إلى الجحيم”. ونقلت عن أفراد عائلتها الشعور بأنهم يحسدون الشهداء من شدّة المعاناة، في صورة مؤلمة تعكس الواقع الإنساني الذي وثّقته.
وبحسب الأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 248 صحفيًا في غزة حتى سبتمبر، وهو رقم غير مسبوق في أي عدوان. حيث استهدفت إسرائيل الصحفيين عمدًا.
امتنـانٌ للعائلة وشركاء المهنة

خلال تسلّمها الجائزة، شكرت طنطش والديها قائلة إنهما “ربّياني لأكون الشخص الذي أنا عليه اليوم”، مؤكدة أنهما ما زالا في غزة “يعانيان مما كنت أعانيه خلال الأشهر الماضية”.
كما أشادت بدور شقيقتها إيناس، التي عملت معها كمُصوِّرة، وبابنة عمّها سهام التي تولّت دورها بعد مغادرتها. ووجّهت الشكر للمحررين وزملائها في الغارديان، ولكل من دعم عملها وسط مخاطر يومية.
إشادة من رئيسة تحرير الغارديان
قالت كاثرين فاينر، رئيسة تحرير الغارديان: “يسعدني أن يُعترف بتقارير ملاك الشجاعة والدقيقة والمؤثرة، التي قُدِّمت في أثناء العدوان. إن مستقبلًا صحفيًا باهرًا ينتظرها.”
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن فوز ملاك طنطش يشكّل اعترافًا دوليًا مهمًا بالدور الإنساني والمهني الذي يؤديه الصحفيون الفلسطينيون، وخاصة من نقل الحقيقة من وسط العدوان الإسرائيلي على غزة. وتعتبر المنصة أن هذا التكريم يؤكد ضرورة حماية الصحفيين وضمان حرية عملهم، خصوصًا في ظل الأرقام القياسية لعمليات استهدافهم. وتشدد AUK على أهمية تسليط الضوء على القصص الإنسانية العميقة التي توثقها الصحافة الفلسطينية، وتدعو إلى محاسبة كل من ينتهك حق الشعوب في المعرفة وحرية الإعلام.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
