محاكاة بريطانية لتجربة اللجوء من سوريا والصومال في برنامج تلفزيوني فريد
أنتجت قناة (Channel 4) البريطانية برنامجًا وثائقيًا جديدًا بعنوان “عودوا من حيث أتيتم”، يهدف إلى محاكاة تجارب اللجوء التي يخوضها المهاجرون الفارّون من مناطق النزاع في سوريا والصومال للوصول إلى أوروبا.
ويشارك في البرنامج ستة مواطنين بريطانيين من خلفيات وآراء مختلفة حول قضية الهجرة، حيث يخوضون رحلات مماثلة لتلك التي يسلكها المهاجرون، بهدف اختبار ظروف اللجوء ومعرفة مدى تأثير التجربة على مواقفهم.
برنامج لاختبار تجربة اللجوء والهجرة غير الشرعية إلى بريطانيا

وأثناء تصوير أحد مشاهد البرنامج في البحر الأبيض المتوسط، تعطّل القارب الذي كان يقل المشاركين بالقرب من السواحل اللبنانية، وهو ما أثار حالة من الذعر بينهم، حيث لم يكن هناك محرك احتياطي كما توقعوا، ولم يظهر قارب الدعم في الوقت المتوقع.
وشعر المشاركون بأنهم في خطر حقيقي، خاصة مع تأخر تدخل فريق الإنتاج.
وعبّرت إحدى المشاركات عن مخاوفها قائلة: “عندما توقف المحرك، أدركت أننا في موقف خطير، لم يكن لدينا وسيلة واضحة لإنقاذ أنفسنا”.
كيف علقت المنظمات الخيرية على البرنامج؟

وأثار البرنامج جدلًا واسعًا قبل بثه، حيث انتقدته منظمات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، معتبرةً أنه “استغلال لمعاناة اللاجئين لتحقيق أغراض إعلامية”.
وصرّح ستيف سميث، المدير التنفيذي لمؤسسة Care4Calais، بأنه “لا يمكن محاكات المعاناة الحقيقية للاجئين من خلال إنتاج تلفزيوني، إذ لا تشمل هذه التجربة الظروف النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المهاجرون”.
في المقابل، دافع المنتج التنفيذي للبرنامج، ليام همفريز، عن التجربة، مؤكدًا أن “البرنامج يهدف إلى تقديم تجربة واقعية، ولكن ضمن معايير أمان محددة، بالتنسيق مع الجهات المختصة”.
تغيّر الموقف من الهجرة بعد خوض التجربة

وشهدت آراء بعض المشاركين تغيّرات بعد خوضهم هذه التجربة، حيث قالت إحدى المشاركات، التي كانت تعارض الهجرة غير الشرعية: إنها أصبحت أكثر تفهمًا لمعاناة المهاجرين بعد أن اختبرت بعض الصعوبات التي يواجهونها.
وقالت مشاركة أخرى إنها واجهت نوبة هلع خلال الرحلة، ووصفت التجربة بأنها “مقلقة، لكنها ضرورية لفهم ما يعيشه اللاجئون”.
في المقابل، ظلّ بعض المشاركين متمسكين بآرائهم السابقة، حيث دعا أحد المشاركين إلى “تشديد إجراءات الحدود البحرية”، ولم يغير موقفه كثيرًا، رغم تأثره بمشاهد الفقر التي شاهدها خلال رحلته.
وخلال البرنامج، التقى المشاركون بمهاجرين في عدة مناطق، من بينها مخيمات اللاجئين في لبنان وشمال فرنسا.
وفي أحد اللقاءات، تحدثوا مع شاب سوري يدعى أحمد، يعيش منذ أكثر من عقد في مخيم غير رسمي بلبنان.
وقال أحمد: “البقاء هنا يعني العيش في ظروف صعبة دون أمل، لذلك يغامر البعض بالسفر رغم المخاطر”.
والتقى المشاركون في التجربة بلاجئين في إيطاليا يسعون للوصول إلى دول شمال أوروبا، وهو ما أدى إلى تغيّر نظرة بعضهم عن دوافع الهجرة.
وصرّح ناثان، أحد المشاركين، بعد اللقاء قائلًا: “كنت أعتقد أن جميع اللاجئين يريدون الاستقرار في بريطانيا، لكن الكثيرين يسعون للذهاب إلى دول أخرى بحثًا عن فرص عمل”.
تجربة عبور القنال الإنجليزي
وفي المرحلة الأخيرة، خاض المشاركون تجربة العبور غير القانوني للقنال الإنجليزي انطلاقًا من فرنسا، حيث واجهوا ظروفًا مماثلة لما يعيشه المهاجرون هناك.
وفي منطقة بولوني الفرنسية التقوا بامرأة اضطرت للقفز في البحر مع أطفالها بعد أن رفض المهربون اصطحابها على متن القارب بسبب الحمولة الزائدة.
وعقب انتهاء التجربة، أعرب بعض المشاركين عن تغيّر وجهة نظرهم تجاه قضايا اللجوء والهجرة، بينما تمسّك آخرون بمواقفهم السابقة، وسط تأكيدات من القائمين على البرنامج بأن الهدف الأساسي كان تسليط الضوء على واقع المهاجرين من خلال تجربة عملية مباشرة.
المصدر: التايمز
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
