غضب بين المسافرين.. كل ما يجب معرفته عن حظر رايان إير لبطاقات الصعود الورقية
من اليوم، يدخل ملايين المسافرين في أوروبا مرحلة جديدة من السفر دون بطاقات صعود ورقية، بعد بدء شركة رايان إير تنفيذ سياسة “الصعود الرقمي فقط”. القرار يمثل نقلة كبيرة في نموذج السفر المنخفض التكلفة، ويعيد طرح سؤال مهم: هل كل فئات الركاب جاهزة فعلًا لهذا الانتقال السريع نحو الرقمنة؟
ما الذي تغيّر ابتداءً من اليوم؟
أوقفت رايان إير قبول أي بطاقة صعود مطبوعة في المنزل، وأصبح تطبيق الشركة على الهاتف الذكي هو الوسيلة الأساسية -وأحيانًا الوحيدة- لعرض بطاقة الصعود.
الشركة تطلب منذ عام 2009 إتمام إجراءات السفر إلكترونيًّا قبل ساعتين على الأقل، مع غرامة قدرها 55 باوند لمن يتخلف. وحتى الأمس، كان السفر ممكنًا باستخدام بطاقة صعود مطبوعة احتياطيًّا.
أما اليوم فلم يعد ذلك مسموحًا، باستثناء ما يطبعه موظفو الشركة داخل المطار مجانًا عند الضرورة.
لماذا هذا التغيير الآن؟

تقول رايان إير: إن 85 إلى 90 في المئة من ركابها يستخدمون أصلًا بطاقات الصعود الرقمية، وإن الانتقال الكامل إلى التطبيق سيخفض التكاليف التشغيلية، ويُحسّن تجربة السفر عبر إشعارات فورية بشأن البوابات والتأخيرات.
كما تمنح هذه الخطوة الشركة فرصة لتوسيع خدمات البيع عبر التطبيق، مثل طلب وجبة تُسلّم للراكب في مقعده.
وتؤكد الشركة أيضًا أن السياسة الجديدة ستقلل استهلاك الورق بما يقرب من 300 طن سنويًّا.
ماذا لو لم أملك هاتفًا ذكيًّا؟
بحسَب الرئيس التنفيذي لرايان إير، مايكل أوليري، لن يُمنع أي مسافر من السفر ما دام قد أتم تسجيل الدخول إلكترونيًّا:
“إذا فُقد الهاتف أو نفدت بطاريته، فلا مشكلة. ما دمت قد أتممت تسجيل السفر قبل الوصول إلى المطار، سنصدر لك بطاقة صعود ورقية مجانًا”.
يمكن أيضًا وضع بطاقات صعود جميع أفراد العائلة على هاتف واحد.
هل أحتاج إلى إنترنت داخل المطار؟
لا. بمجرد تحميل البطاقة داخل التطبيق بعد تسجيل الدخول، يمكن عرضها دون أي اتصال بالإنترنت.
وماذا عن المسافرين ذوي الإعاقة البصرية؟
تقول الشركة: إن بطاقة الصعود الرقمية “متوافقة مع جميع معايير الوصول”، وإن الدعم الخاص متوافر في جميع المطارات.
ماذا لو وقع هجوم سيبراني أو توقف النظام الإلكتروني؟
تعترف الشركة بأن الخطر قائم -كما حدث سابقًا في عدة مطارات أوروبية- لكنها تقول إنها وضعت خطة استجابة طارئة لتقليل أثر أي خلل محتمل.
مطارات لا تزال تفرض بطاقات ورقية

تفرض بعض الدول، مثل المغرب، استخدام بطاقة صعود ورقية مختومة رسميًّا. ومن ثَمّ سيُطلب من المسافرين من مطارات المغرب:
إتمام إجراءات السفر عبر الإنترنت، ثم الحصول على بطاقة صعود ورقية عند الوصول إلى المطار.
وينطبق الأمر نفسه على مطارات تركيا (باستثناء دالامان) ومطار تيرانا في ألبانيا.
هل البطاقة الرقمية هي مستقبل السفر؟
بالنسبة لرايان إير: نعم، بدءًا من اليوم.وتراقب شركات طيران أخرى التجربة وقد تحذو حذوها لاحقًا.
لكن التكنولوجيا الحالية -بطاقات رقمية ورموز (𝖰𝖱)- ليست سوى مرحلة انتقالية. التوجه العالمي يميل نحو أنظمة تعتمد على:
- الهوية الرقمية
- التعرف على الوجه
- أو “المسار الحر” الذي يسمح بالمرور دون بوابات عبر الذكاء الاصطناعي.
وفي مطار أتلانتا الأمريكي، يستخدم المسافرون بالفعل نظامًا يعتمد على التعرف على الوجه للعبور من الأمن وحتى الصعود دون إبراز أي وثيقة.
غضب بين المسافرين بعد بدء التطبيق
ما إن دخل القرار حيّز التنفيذ حتى ظهرت موجة غضب واسعة النطاق بين المسافرين. كثيرون أعربوا عن اعتراضهم في تعليقات لصحيفة “مترو”، وبعضهم دعا إلى مقاطعة الشركة بالكامل.
كتب يوسف كا: “على الناس أن يقاطعوا… ليس كل شخص يمتلك هاتفًا ذكيًّا”.
وقال ريموند سكينر: “قاطعوهم وسافروا مع إيزي جِت أو جيت 2 بدلًا منهم”.
وأضاف دان جيمس: “لا تسافروا معهم”.
وكتب أندرو كاي: “أفضل أن أذهب سيرًا على قدمي”.
تساءلت جولي تشيانتار: “ماذا لو تعطّل التطبيق أو الهاتف؟ لماذا نُضيف قلقًا جديدًا أثناء السفر؟”.
كما أشار مستخدم آخر يُدعى جوني سي إلى موقف واجهه مؤخرًا حين أخطأ النظام الإلكتروني في بيانات حجزه للحقائب، وقال: “لولا الموظف الذي راجع الإيصال يدويًّا، لدفعت رسومًا باهظة فقط لأن الحاسوب قال لا”.
رد الشركة

يقول الرئيس التنفيذي مايكل أوليري: إن الهدف النهائي هو “التخلص من مكاتب التسجيل بالكامل”، وجعل كل شيء يتم عبر التطبيق دون ورق.
ويضيف أن نحو 60 في المئة من المسافرين يستخدمون التطبيق الآن، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 80 في المئة بنهاية العام، قبل الوصول إلى هدف إلغاء البطاقات الورقية تمامًا بحلول أيار/مايو 2026.
تقول الشركة: إنها تستطيع طباعة بطاقة صعود عند البوابة عند الضرورة، لكنها لم توضّح بعد ما إذا كانت هناك رسوم مستقبلية لهذه الخدمة. ويشير موقعها إلى أن إعادة الطباعة كلّفت سابقًا 20 باوند.
أما لقطات الشاشة، فهي مقبولة كحل احتياطي شريطة أن تتضمن:
- رقم الرحلة
- رمز 𝖰𝖱
- الاسم الكامل
- رقم المقعد.
فجوة رقمية

تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن حالة الغضب تكشف عن فجوة رقمية يعيشها جزء من المسافرين، خصوصًا كبار السن وسكان المناطق الضعيفة الاتصال.
وترى المنصة أن التحول الرقمي الكامل قد يحقق كفاءة أعلى لشركات الطيران، لكنه لن ينجح دون توفير بدائل سريعة وواقعية للطوارئ، وضمانات واضحة للمسافرين الأقل قدرة على التعامل مع التكنولوجيا.
وتعتقد المنصة أن نجاح هذا التحول يعتمد على تحقيق توازن دقيق بين خفض التكاليف وتحسين تجربة السفر من دون استبعاد أي فئة من الركاب.
المصدر: الإندبندنت، مترو.
الرابط المختصر هنا ⬇
