عائلة بريطانية: ابنتنا توفيت بعد ساعات من مغادرتها طوارئ الصحة NHS
اتهمت عائلة بريطانية الحكومة ووزارة الصحة بالتقاعس بعد وفاة طفلتهم ليلا مارسالند (5 أعوام) التي فارقت الحياة بعد ساعات من مغادرتها مستشفى تامسايد العام في 27 ديسمبر 2023، إثر تشخيص حالتها بشكل خاطئ على أنها التهاب لوزتين، بينما كانت تعاني في الحقيقة من التهاب السحايا.
الطبيب الشرعي يحذر من فقدان معلومات طبية حيوية

في يونيو الماضي، وجّه الطبيب الشرعي كريس موريس رسالة إلى وزير الصحة ويس ستريتينغ بعد نشره تقريرًا بعنوان الوقاية من الوفيات المستقبلية، محذرًا من أن “المعلومات الطبية الحيوية قد تضيع في مزيج معقد من الأنظمة الورقية والرقمية المختلفة المستخدمة في مستشفى تامسايد العام”.
وأشار موريس إلى أن سجلاً طبيًا لم يتم العثور عليه بشأن الفحص الأخير الذي أجراه الطبيب المسجّل المؤقت في قسم الأطفال، والذي بناءً عليه تم تسريح ليلا من المستشفى، مؤكدًا أن هذه الفجوات في توثيق البيانات قد تؤدي إلى تكرار مثل هذه المآسي.
قلق من نظام صحي “مجزأ وغير مترابط”
عبّر الطبيب الشرعي عن قلقه أيضًا من أن “العديد من المستشفيات في البلاد ما تزال تعمل بأنظمة متفرقة ومجزأة لتخزين ومشاركة المعلومات بين المهنيين”، ما يهدد سلامة المرضى ويجعل التواصل بين الفرق الطبية صعبًا وغير فعّال.
رد حكومي “منسوخ ولصق” يثير غضب العائلة
وفي الشهر الماضي، ردّت وزيرة الدولة للرعاية الثانوية كارين سميث، المسؤولة عن ملف البيانات والتكنولوجيا في الـNHS، على تقرير الطبيب الشرعي، لكن والدة ليلا، رايتشل منشيرتون، وصفت ردها بأنه “بيان منسوخ ولصق لا يتناول جوهر القضية”.
قالت منشيرتون في تصريحات لصحيفة مانشستر إيفنينغ نيوز: “ما كتبته الوزيرة لا يتناول ما حدث في مستشفى تامسايد. تحدّثت عن استثمارات وطنية منذ عام 2022، لكنها لم تشرح ما الذي يُنفّذ فعليًا لتحسين الوضع. كما تجاهلت تمامًا رعاية الأطفال، رغم أن تقرير الطبيب الشرعي كان حول طفلة توفيت.”
وأضافت أن الملاحظات الخاصة بليلا كانت موزعة بين أنظمة إلكترونية وأوراق، وأن ورقة تسليم المريض التي تضمنت ملاحظة الممرضة المتقدمة بشأن الاشتباه بالتهاب السحايا لم تصل إلى الطبيب أبدًا، وهو ما كان كفيلًا بتغيير مسار العلاج وإنقاذ حياة الطفلة.
الحكومة تتحدث عن التحول الرقمي
الوزيرة كارين سميث أكدت في ردها أن الحكومة استثمرت 1.9 مليار باوند منذ عام 2022 في التحول الرقمي ضمن منظومة الصحة والرعاية، بما في ذلك تعميم السجلات الطبية الإلكترونية (EPR) على المستشفيات التي لا تمتلكها ودعم المستشفيات التي تمتلك نظامًا لتحديثه وتحسينه.
وقالت: “93٪ من المستشفيات الثانوية لديها سجلات طبية إلكترونية، ونتوقع أن تصل النسبة إلى 96٪ بحلول مارس 2026.”
وأضافت أن النظام الجديد الذي يهدف لتوحيد السجلات الطبية بين جميع المستشفيات سيُطلق خلال ثلاث سنوات لتفادي مشاكل التواصل ونقل البيانات بين الفرق الطبية.
تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة ليلا

بدأت حالة ليلا بالتدهور في 27 ديسمبر 2023، عندما لاحظت والدتها — وهي ممرضة مجتمعية تعمل في هيئة تامسايد وغلوسوب للرعاية الصحية — أن أعراض ابنتها تستدعي زيارة الطوارئ، بعد معاناتها من صداع حاد، وألم في الحلق، وتسارع ضربات القلب، وتيبس في الرقبة، وقيء، وخمول، وصعوبة في التبول.
تم تحويلها من قسم الطوارئ العام إلى قسم طوارئ الأطفال، وسألت الأم الأطباء إن كان السبب التهاب السحايا. وأبدى عدد من الممرضين قلقهم من ذلك، لكن الطبيب المناوب رجّح أن الطفلة مصابة بالتهاب لوزتين، فتم تسريحها في الساعة الثانية صباحًا يوم 28 ديسمبر مع مضادات حيوية وبخاخ للحلق.
بعد ثماني ساعات فقط، وُجدت ليلا فاقدة الوعي في سريرها، وقد كانت قد فارقت الحياة.
التحقيق يكشف إهمالاً وسوء إدارة للمعلومات
خلص التحقيق الذي جرى في يونيو 2024 إلى أن وفاة ليلا كانت قابلة للمنع ونتيجة للإهمال.
وقالت هيئة المحلفين في تقريرها: “لو تم إدخال ليلا إلى المستشفى وإعطاؤها مضادات حيوية واسعة الطيف خلال الساعة الأولى من تقييمها، لكان بالإمكان منع وفاتها.”
كما أكّد الطبيب الشرعي أن “عدم وجود سجل للفحص الأخير الذي أُجري قبل تسريحها، يحد من قدرة المستشفى على استخلاص الدروس الكاملة من وفاتها.”
وقد اعترف مستشفى تامسايد وغلوسوب بوجود “إخفاقات مؤسفة” وقدّم اعتذارًا رسميًا للعائلة.
تصريحات وزارة الصحة
قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: “نتقدم بأعمق التعازي لعائلة ليلا بعد خسارتهم المأساوية. الحكومة مصممة على ضمان عدم تكرار أخطاء الماضي. من خلال خطة الصحة لعشر سنوات، نستثمر ملياري باوند في التكنولوجيا لتحويل الـNHS من نظام ورقي إلى رقمي وتعزيز سلامة المرضى.”
حزن وألم لا يزول
قالت والدة ليلا، رايتشل منشيرتون، بعد صدور الحكم: “أشكر هيئة المحلفين على التوصل إلى هذا الاستنتاج بناءً على الأدلة المقدمة، وهو استنتاج كنت أعلمه منذ 17 شهرًا. سماع كلمة ‘إهمال’ أمر لا يجب أن يسمعه أي والد، ونحن الآن نعيش مع فقدان ابنتنا المفجع لبقية حياتنا.”
وتُعرب منصة العرب في بريطانيا (AUK) عن أسفها العميق لهذه المأساة التي تُجسد معاناة العديد من العائلات داخل منظومة الصحة البريطانية نتيجة الأخطاء الإدارية والطبية المتكررة.
وترى المنصة أن ما حدث مع الطفلة ليلا مارسالند ليس حادثًا فرديًا، بل يعكس ثغرات خطيرة في إدارة البيانات والتواصل بين الأقسام داخل مستشفيات الـNHS.
المصدر: manchestereveningnews
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
