دراسة تكشف تراجع الفخر الوطني وارتفاع الانقسام في المجتمع البريطاني
كشفت دراسة جديدة عن تراجع ملموس في مشاعر الفخر الوطني لدى البريطانيين، إذ أظهرت نتائج استطلاع أجرته كلية كينغز في لندن بالتعاون مع مؤسسة إيبسوس أن نسبة الفخر بالهوية الوطنية انخفضت إلى 46 في المئة، بعد أن كانت 56 في المئة قبل خمس سنوات فقط.
ويعكس هذا الانخفاض، بحسب الباحثين، تحولًا لافتًا في المزاج العام للمجتمع البريطاني، الذي بات يشهد حالة من التراجع في الثقة والانتماء الوطني مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في السنوات السابقة.
تصاعد الشعور بالانقسام داخل المجتمع
وأظهر الاستطلاع كذلك ارتفاعًا كبيرًا في إحساس المواطنين بانقسام البلاد، حيث يرى 84 في المئة من المشاركين أن بريطانيا تعيش حالة انقسام داخلي، مقارنة بنسبة 74 في المئة عام 2020.
ويُرجع الخبراء هذا التصاعد في الشعور بالانقسام إلى التبعات المستمرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، الذي تحول مع مرور الوقت إلى انقسامات أوسع على المستويين السياسي والثقافي.
القلق من تغيّر الثقافة البريطانية
وبيّن نصف المستطلَعين أن الثقافة البريطانية تتغير بسرعة مفرطة، في حين عبّر 48 في المئة عن رغبتهم في أن تعود البلاد إلى “ما كانت عليه في السابق”، في إشارة إلى الحنين إلى صورة بريطانيا التقليدية قبل موجات التغير الاجتماعي والسياسي التي شهدتها البلاد خلال الأعوام الأخيرة.
توتر العلاقات بين المهاجرين والمواطنين
كما كشفت الدراسة عن تصاعد واضح في حالة التوتر بين المهاجرين والسكان المولودين في بريطانيا، إذ يرى 86 في المئة من المشاركين أن هناك صراعًا قائمًا بين الطرفين.
ويرى الباحثون أن هذه النسبة المرتفعة تعبّر عن عمق الأزمة الاجتماعية وتزايد الانقسامات الثقافية والعرقية داخل المجتمع البريطاني.
وفي سياق آخر، أشار الاستطلاع إلى تغيّر في مواقف الرأي العام تجاه قضايا المتحولين جنسيًا، حيث يرى 39 في المئة من المشاركين أن حقوق هذه الفئة “تجاوزت الحد”، وهو ما يعكس تنامي الخلافات حول قضايا الهوية والنوع الاجتماعي في النقاش العام البريطاني.
تفسير الباحثين للظاهرة
وفسّر الباحثون في كلية كينغز هذا “الارتفاع المقلق في الإحساس بالانقسام الوطني” بأنه نتيجة مباشرة لما خلّفه بريكست من انقسامات سياسية واجتماعية عميقة، تحولت لاحقًا إلى خلافات ثقافية تتعلق بالهجرة والتعددية الثقافية وسرعة التغير في القيم والمفاهيم داخل المجتمع البريطاني.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن نتائج هذه الدراسة تعكس أزمة هوية متنامية في المجتمع البريطاني، تتجاوز السياسة لتصل إلى عمق الحياة الاجتماعية والثقافية. وتؤكد المنصة أن التنوع والاندماج لا يجب أن يُنظَر إليهما كمصدر انقسام، بل كقيمة أساسية تعزز التماسك الوطني وتثري التجربة البريطانية.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
