العرب في بريطانيا | تقرير جديد لصندوق النقد: هل ينجو الاقتصاد البري...

1447 جمادى الأولى 22 | 13 نوفمبر 2025

تقرير جديد لصندوق النقد: هل ينجو الاقتصاد البريطاني من موجة التضخم؟

هل خسر الاقتصاد البريطاني بعد بريكست؟ تحليل جديد يكشف الحقيقة بالأرقام
ديمة خالد October 14, 2025

أصدر صندوق النقد الدولي (IMF) تقريره نصف السنوي حول آفاق الاقتصاد العالمي (WEO)، الذي كشف عن تحول لافت في نظرته لأداء الاقتصاد العالمي، ولا سيما الأمريكي والبريطاني، مقارنة بتوقعاته السابقة قبل ستة أشهر.

فبعد أن حذّر الصندوق سابقًا من تباطؤ اقتصادي خطير بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتوقّع أن يبلغ النمو العالمي 2.8٪ فقط هذا العام، عاد اليوم بتقديرات أكثر تفاؤلًا، متوقعًا أن يصل النمو العالمي إلى 3.2٪.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يعني هذا أن الصندوق أقر بانتصار ترامب؟ أم أن المخاوف من آثار السياسات الحمائية لم تتبدد بعد؟

مرونة غير متوقعة أمام الصدمات التجارية

تقرير جديد لصندوق النقد: هل ينجو الاقتصاد البريطاني من موجة التضخم؟
التضخم (Pixabay)

أوضح صندوق النقد أن الاقتصاد العالمي أظهر قدرة غير متوقعة على الصمود في وجه التحديات الناتجة عن السياسات التجارية.

وقال في تقريره: “لقد أظهر الاقتصاد العالمي مرونة أمام الصدمات الناتجة عن السياسات التجارية”.

وأضاف أن هذه المرونة تعود إلى عوامل مؤقتة، أبرزها أن الرسوم الجمركية كانت أقل حدة من المتوقع، إلى جانب ظروف مالية داعمة مؤقتًا.

ومع ذلك، حذر الصندوق من أن التأثيرات السلبية التي كان يخشاها — مثل ارتفاع التضخم وتراجع التجارة وضعف نمو الدخل — لم تختفِ بل تأجلت فقط، مؤكدًا أن الخطر ما زال قائمًا على المدى المتوسط.

المملكة المتحدة… بين نمو جيد وتضخم خانق

وفيما أظهر التقرير تفاؤلًا نسبيًا تجاه أداء الاقتصاد البريطاني، إلا أنه كشف في الوقت ذاته عن تحديات مقلقة تواجه البلاد.

إذ توقع الصندوق أن تسجّل بريطانيا ثاني أعلى معدل نمو اقتصادي بين دول مجموعة السبع (بعد الولايات المتحدة) هذا العام، وثالث أعلى معدل في العام المقبل.

غير أن الصورة تختلف عند النظر إلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد، حيث يُتوقع أن تسجل المملكة المتحدة أضعف نمو للفرد في مجموعة السبع خلال العام المقبل بنسبة 0.5٪ فقط.

والأكثر إثارة للقلق هو أن معدل التضخم البريطاني سيظل الأعلى في مجموعة السبع خلال العامين الجاري والمقبل.

ويضع هذا التحدي عبئًا كبيرًا على وزيرة الخزانة رايتشل ريفز ومحافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي، اللذين يُتوقع أن يواجها تساؤلات حادة في اجتماعات واشنطن حول أسباب استمرار التضخم البريطاني بهذه المستويات المرتفعة مقارنة ببقية الاقتصادات المتقدمة.

هل يهدد انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي الاقتصاد العالمي؟

لفت تقرير الصندوق الانتباه إلى الارتفاع المفرط في تقييمات شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الأخيرة، مشيرًا إلى أن الأسواق باتت تُظهر ملامح فقاعة مالية جديدة.

وجاء في التقرير تحذير واضح: “قد تؤدي المراجعة المفرطة للتوقعات حول الذكاء الاصطناعي، مع ورود بيانات من المستخدمين الأوائل، إلى تصحيح في الأسواق. وإذا لم تتحقق المكاسب الإنتاجية المنتظرة، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع حاد في أسعار أسهم شركات التكنولوجيا مع آثار نظامية واسعة”.

وأشار الصندوق إلى أن انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي المحتملة قد يكون بقدر خطورة فقاعة الإنترنت عام 2000، نظرًا لاعتماد السوق على عدد محدود من الشركات العملاقة، ولانتشار التمويل عبر قروض خاصة غير خاضعة للرقابة الكاملة، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تآكل ثروات الأسر وتراجع الاستهلاك العالمي.

الاقتصادات النامية: أزمة صامتة تتفاقم

تقرير جديد لصندوق النقد: هل ينجو الاقتصاد البريطاني من موجة التضخم؟
التضخم (Pixabay)

سلّط الصندوق الضوء أيضًا على الوضع المتدهور في الدول الأقل تطورًا، خاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا جنوب الصحراء، مشيرًا إلى أن تلك الاقتصادات تواجه ضغوطًا مالية غير مسبوقة.

فمنذ الأزمة المالية العالمية، تراجع اهتمام الدول الغنية بتقديم المساعدات، في حين ارتفعت معدلات الفائدة العالمية، ما أدى إلى زيادة أعباء خدمة الديون على الدول الفقيرة.

ونتيجة لذلك، وللمرة الأولى منذ جيل، أصبحت مدفوعات الفوائد على ديون الدول الفقيرة تفوق حجم المساعدات التي تتلقاها.

ويرى الصندوق أن هذه التطورات قد تمهد لاضطرابات سياسية واقتصادية خطيرة، قد تمتد آثارها إلى الاقتصادات المتقدمة، مؤكدًا ضرورة متابعة هذا الملف بـ”قلقٍ بالغ”.

بداية أسبوع حاسم في واشنطن

يمثّل تقرير صندوق النقد الدولي بداية أسبوع من الاجتماعات المكثفة في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مستقبل الاقتصاد العالمي واتخاذ قرارات قد تحدد مسار الأشهر المقبلة.

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تقرير صندوق النقد الدولي يعكس مرحلة حساسة من التحول الاقتصادي العالمي، حيث تتداخل الضغوط التضخمية مع التحولات التكنولوجية في مشهد معقد ومتشابك.

وتعتبر المنصة أن الاقتصاد البريطاني يقف أمام اختبار حقيقي: فبينما يُظهر مؤشرات على التعافي والنمو، يواجه في الوقت نفسه أعلى مستويات التضخم بين الاقتصادات المتقدمة، ما يتطلب سياسات مالية ونقدية أكثر تنسيقًا وجرأة.

المصدر: سكاي نيوز


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة