بوب فايلان يتهم الخطوط الجوية البريطانية بالخضوع لضغوط إسرائيلية
اتهم مغني البانك البريطاني بوبّي فايلان شركة الخطوط الجوية البريطانية باستخدام “أسلوب الترهيب” بعد إيقاف رعايتها لبودكاست لويس ثيرو عقب استضافته، معتبرًا أنّ جماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل تستهدفه عقابًا على مواقفه المناهضة للحرب على غزة. الخطوة أعادت إلى الواجهة سؤال الحدود بين سياسات العلامات التجارية وحرية التعبير، وكيف تُدار الرعاية الإعلامية حين يتقاطع الفن بالسياسة.
رعاية مُعلّقة وتصريحات تصعيدية

قالت الخطوط الجوية البريطانية يوم السبت إن إعلاناتها أزيلت من بودكاست لويس ثيرو بعد حلقة استضافت فايلان في أكتوبر، موضحةً أنّ محتوى الحلقة خالف سياسة الرعاية الخاصة بها المرتبطة بالمواد “الحسّاسة أو الخلافية سياسيًا”. وأكّد متحدّث باسم الشركة أنّ إيقاف الرعاية جرى بقرار فوري، وأن الشركة ووكالة الإعلان المتعاقدة تُجريان مراجعة داخلية لتحديد سبب الخلل في إجراءات التحضير للحملات. في المقابل، وصف فايلان الخطوة بـ“التخويف”، مضيفًا: “هذه محاولة لبثّ الخوف لثني الآخرين عن إتاحة المنصات لي. حاولت جماعات الضغط ووسائل الإعلام ليّ عنق ما قلته وفشلت، فلجأت إلى الرعايات”.
خلفية الجدل: هتاف غلاستونبري وتداعياته

كان فايلان قد أثار جدلًا واسعًا في وقت سابق من العام بعد قيادته هتاف “الموت للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية (الجيش الإسرائيلي)” خلال عرضه في مهرجان غلاستونبري الذي بُثّ عبر هيئة الإذاعة البريطانية. وأعقبت الواقعة قرارات بإلغاء مشاركات للفرقة في عدد من الفعاليات، بينها مهرجان رادار في مانشستر وعرض في قاعة موسيقية ألمانية، إضافة إلى إلغاء جولة أمريكية بعد سحب التأشيرات وفق ما أفاد به الفنان. وبرغم ذلك، قال فايلان في أول حديث مطوّل له منذ الحادثة إنه غير نادم: “لو عاد الأمر لفعلته مجددًا—مرتين يوم الأحد”، معتبرًا أنّ ما يواجهه “هين بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون”، على حدّ تعبيره.
بين حرية التعبير وسياسات العلامات التجارية

شدّد فايلان على أنّه يتعرّض للاستهداف بسبب “التعبير عن موقفه من حرب غزة”، وقال إنّ دعم فلسطينيين لموقفه يمنحه دافعًا للاستمرار. بالمقابل، أكّدت الخطوط الجوية البريطانية أنّ سياسات الرعاية تحظر الارتباط بمحتوى سياسي حساس، وأن الإجراءات المعتمدة صُمّمت لتجنّب مثل هذه الحالات. وتثير الواقعة نقاشًا متجددًا حول كيفية مواءمة الشركات بين السمعة التجارية ومسؤوليتها الاجتماعية، وحول ما إذا كانت الاستجابة لضغوط جماعات اللوبي تُقوّض تنوّع الأصوات في المجال العام، وفق قراءات متباينة.
تؤكّد “العرب في بريطانيا” أنّ صون حرية التعبير النقدي في المملكة المتحدة قيمةٌ جوهرية ينبغي ألا تُفرَّغ من مضمونها عبر ضغوط الرعايات أو حملات التشهير، مع التزام واضح برفض أي خطاب يُفهم باعتباره تحريضًا مباشرًا على العنف. وتدعو المنصّة الشركات الراعية إلى شفافية أكبر في صياغة سياساتها وتطبيقها على نحو متّسق لا ينتقي موضوع فلسطين معيارًا استثنائيًا، كما تدعو الفاعلين الثقافيين والإعلاميين إلى حماية المساحة العامة للنقاش المسؤول حول الحرب على غزة وانعكاساتها، بما يضمن حقوق الضحايا وحق الجمهور في الوصول إلى آراء متعددة دون ابتزاز سياسي أو تجاري.
المصدر: ميدل إيست اي
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
