بريطانيا ترفض تعليق تزويد إسرائيل بقطع غيار مقاتلات F-35 رغم استمرار الإبادة في غزة
رغم الضغوط الداخلية المتصاعدة، أعلنت وزارة الدفاع في بريطانيا أنّ الحكومة لن تعلّق توريد المكوّنات المصنّعة محليًا والمستخدمة في مقاتلات F-35 التي يشغّلها سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك في وقت تواجه فيه إسرائيل اتهامات متزايدة بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وفي بيان كتابي أمام البرلمان بتاريخ 29 سبتمبر ، شدّد وزير المشتريات الدفاعية لوك بولارد على أنّ بريطانيا ما زالت تنتقد الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، مذكّرًا بأن لندن ألغت العام الماضي 30 رخصة تصدير من أصل 350 لأسباب إنسانية.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أجرت تحقيقًا حول العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة عقب هجمات 7 أكتوبر 2023 ، وخلصت إلى أنّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. كما أصدرت المنظمة بيانًا قبل أسبوعين أكدت فيه أنّ 15 شركة عالمية، بينها شركة Lockheed Martin المصنعة الأصلية لمقاتلات F-35، متورطة في إبقاء “الفظائع الجماعية”.
بريطانيا : تجميد مكونات الـF-35 يضعف الناتو

وقال بولارد في بيانه: “موقفنا واضح؛ على إسرائيل أن توقف عملياتها العسكرية في غزة وأن ترفع فورًا القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع”. لكنه أشار في المقابل إلى أنّ وقف توريد مكوّنات هذه المقاتلة الشبحية المتعددة المهام، التي تؤدي وظائف تشمل الحرب الإلكترونية وقمع الدفاعات الجوية المعادية، سيترتب عليه “تداعيات خطيرة” على حلف الناتو والأمن العالمي.
وعندما سُئلت وزارة الدفاع البريطانية عن طبيعة هذه التداعيات، لم يقدّم المتحدث باسمها توضيحات مباشرة، مكتفيًا بالقول إنّ مقاتلات F-35 “حيوية في حماية الناتو وحلفاء بريطانيا”، وهو ما يعكس صعوبة فصل إسرائيل عن البرنامج دون الإضرار بالمشروع الدولي الأوسع.
بيانات تكشف استمرار مئات رخص تصدير السلاح لإسرائيل رغم تعليق محدود

شملت الرخص الثلاثون التي ألغتها بريطانيا العام الماضي مكوّنات أساسية تُستخدم في صناعة المقاتلات والمروحيات والطائرات المسيّرة، إضافة إلى معدات لتحديد الأهداف البرية كان يمكن توظيفها في العمليات داخل غزة. وبحسب بيانات الحكومة البريطانية، فإن عدد الرخص غير المعلّقة لإسرائيل بلغت 347 رخصة حتى 31 يوليو 2025 ، انخفاضًا من 352 في 6 ديسمبر 2024. ومن بين هذه الرخص، هناك 167 رخصة عسكرية سارية.
وتشير البيانات أيضًا إلى أنّ 55 رخصة تعود لإسرائيل كمستخدم نهائي أو محتمل، وتشمل أجزاء لطائرات تدريب وأنظمة دفاع صاروخي ومكونات للغواصات، وهي تجهيزات اعتبرت الحكومة البريطانية أنها لا تملك فاعلية قتالية مباشرة في الحرب الجارية. كما تشمل الرخص صادرات مرتبطة بالبرنامج العالمي لمقاتلات F-35، حيث تُصنَّف إسرائيل مستخدمًا محتملاً، من دون أن يشمل ذلك تصديرًا مباشرًا لمكونات المقاتلة، إذ ما زال هذا التصدير معلّقًا.
انتقادات لنسبة مساهمة بريطانيا في مقاتلات إسرائيلية غطّت غارات على غزة

تؤكد الحكومة البريطانية أنّ شركاتها تساهم بما يصل إلى 15% من المكوّنات الأساسية لمقاتلات F-35 حول العالم، بينما تشكك نقابة العمال البريطانية (British trade union Unite) في هذه الأرقام وتقول إن النسبة الحقيقية أقرب إلى 3%.
ويضم مكتب برنامج المقاتلة المشتركة 20 شريكًا دوليًا، من بينهم إسرائيل التي تشغّل 45 مقاتلة من طراز F-35A، ضمن أكثر من 1,185 طائرة سُلّمت عالميًا. وتغطي مساهمة بريطانيا في هذا البرنامج أكثر من 100 مورد رئيسي داخل البلاد، ما وفر نحو 20,000 وظيفة. وتشمل المكونات البريطانية جسم الطائرة الخلفي، وأنظمة إنقاذ الطاقم، ونظام الوقود، وأجهزة التوجيه بالليزر.
كما تنتج شركة L3Harris UK كابلات إطلاق الأسلحة للمقاتلة، ما يعني أن هذه الأنظمة ربما استُخدمت في تنفيذ غارات إسرائيلية، بينها القصف الذي استهدف منطقة المواصي الإنسانية العام الماضي وأوقع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. وأكدت الأمم المتحدة أن استخدام قنابل من طراز GBU-31 و GBU-39 في مناطق مكتظة، مثل سوق شعبي داخل مخيم للاجئين في وضح النهار وأحياء سكنية مكتظة، يجعل حجم الدمار الكبير وسقوط أعداد مرتفعة من الضحايا “نتيجة متوقعة بالكامل”.
القرار البريطاني بعدم تعليق توريد مكوّنات مقاتلات F-35 إلى إسرائيل، رغم استمرار القصف على غزة، يثير تساؤلات حيوية حول قدرة بريطانيا على موازنة التزاماتها الأمنية مع مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين. ومن الضروري ضمان الشفافية في تقييم تراخيص التصدير، وإيقاف أي صادرات لمكوّنات عسكرية يمكن استخدامها في عمليات قتالية مميتة، إلى حين إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات.
كما ينبغي دعم جهود إيصال المساعدات الإنسانية ورفع القيود عن دخولها، إلى جانب تطوير سياسات صناعية بديلة لحماية الوظائف في بريطانيا دون المساس بالالتزامات الإنسانية والقانونية.
المصدر : Airforce Technology
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
