العرب في بريطانيا | الطبيبة رحمة العدوان تُعاقَب بعد حملة ضغط إسرائ...

1447 جمادى الثانية 7 | 28 نوفمبر 2025

الطبيبة رحمة العدوان تُعاقَب بعد حملة ضغط إسرائيلية غير مسبوقة

الطبيبة رحمة العدوان تُعاقَب بعد حملة ضغط إسرائيلية غير مسبوقة
صبا الشريف November 27, 2025

علّقت هيئة المحاكم الطبية للأطباء في بريطانيا (MPTS) الطبيبة البريطانية الأردنية رحمة العدوان عن ممارسة عملها لمدة 15 شهرًا، بانتظار نتائج التحقيق في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وُصفت بأنها مسيئة لإسرائيل، وفق ما أعلنته الهيئة.

ويأتي هذا القرار بالتزامن مع تحقيق المجلس الطبي العام البريطاني (GMC) مع العدوان، البالغة من العمر 31 عامًا، حول منشورات وتعليقات على منصات متعددة أثارت شكاوى تتعلق بـ “معاداة السامية”، بما في ذلك شكاوى من الجمعية الطبية اليهودية في بريطانيا وحملة مكافحة معاداة السامية.

وكانت العدوان، وهي متدربة في جراحة العظام والكسور، قد وُجه إليها اتهام بالتعبير عن دعم “للعمل العنيف والمنظمات الإرهابية”.

وقالت محامية المجلس الطبي العام، إيما جيلسنان، أمام جلسة هيئة المحاكم الطبية إن منشورات العدوان تضمنت محتوى يُزعم أنه “يبرر الإرهاب، وينكر العنف الجنسي، ويحتوي على نظريات مؤامرة معادية للسامية، ويسيء استخدام صور الهولوكوست والنازية، ويعبّر عن دعم جماعات محظورة وأعمال إرهابية”.

وأضافت جيلسنان أن العدوان أعربت صراحة عن دعمها لجماعات محظورة مثل حماس و”فلسطين أكشن”، مؤكدة أن “من غير المقبول السماح للعدوان بالاستمرار في ممارسة مهنتها”.

الهيئة الطبية تعلق عمل العدوان مؤقتًا وتأثير منشوراتها على ثقة المرضى

الطبيبة رحمة العدوان تُعاقَب بعد حملة ضغط إسرائيلية غير مسبوقة

ونفت العدوان جميع التهم الموجهة إليها، مؤكدة أن ما كتبته يدخل في إطار النقد المشروع لإسرائيل والصهيونية، التي تصفها بأنها أيديولوجية سياسية مسؤولة عن تطهير الفلسطينيين واحتلال أراضيهم.

وأشار محاميها، كيفين سوندرز، إلى أن المنشورات “تندرج ضمن نطاق الخطاب السياسي المشروع والنقاش العام”، نافياً أن تكون العدوان قد أدلت بأي كلام عنصري أو تحريضي. وأضاف أن “لا معلومات تشير إلى أن العدوان تشكل خطرًا حقيقيًا أو فوريًا على سلامة المرضى”.

وكانت هيئة المحاكم الطبية قد قررت في سبتمبر الماضي عدم فرض قيود مؤقتة على تسجيل العدوان، معتبرة أن الشكاوى ضدها “غير كافية لإثبات وجود خطر حقيقي على المرضى”.

لكن الهيئة أعلنت يوم الأربعاء أن منشورات العدوان “قد تؤثر على ثقة المرضى” بها وبالمهنة، وقد تشجع المرضى على “التردد في طلب العلاج” منها. وبناءً عليه، تم تعليق ممارسة العدوان مؤقتًا لمدة 15 شهرًا، على أن يتم مراجعة القرار خلال ستة أشهر.

يذكر أن المجلس الطبي العام وهيئة المحاكم الطبية مسؤولتان عن تقييم سلوك الأطباء وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لفرض عقوبات، بما في ذلك شطب الطبيب من السجل الطبي. بينما تحدد محاكم الأوامر المؤقتة ما إذا كان يجب تقييد ممارسة الطبيب أثناء التحقيق، دون الوصول إلى استنتاجات نهائية.

أثر “اللوبي الإسرائيلي” على قرار تعليق العمل

الطبيبة رحمة العدوان تُعاقَب بعد حملة ضغط إسرائيلية غير مسبوقة

ردًا على القرار عبر منصة X، دانت العدوان ما وصفته بـ “اللوبي الإسرائيلي” في بريطانيا، مؤكدة أنه وراء الشكاوى ضدها.

وكتبت: “الحمد لله على كل شيء. ليكن هذا القرار دليلًا قاطعًا على غياب الاستقلالية في الرقابة الطبية البريطانية. اللوبي الإسرائيلي واليهودي هو من يحدد من يمكنه ومن لا يمكنه ممارسة الطب في بريطانيا. هذه ليست النهاية، بل بداية لمعركة أكبر للحفاظ على نزاهة مؤسساتنا. إيماني ثابت، وامتناني لكل من دعم قضيتنا العادلة لا حدود له. شرف عظيم أن أضحي من أجل شعبي. حرروا فلسطين وبريطانيا من هيمنة اليهودية”.

كما نشرت صورة لآية من القرآن : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ ۖ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ } سورة الأنفال الأية ٣٠

حصيلة الحرب على غزة: آلاف الضحايا ودمار مستمر

الطبيبة رحمة العدوان تُعاقَب بعد حملة ضغط إسرائيلية غير مسبوقة

أفادت آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، أن حصيلة القتلى في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية بلغت 69,785 شخصًا، فيما أصيب 170,965 آخرون. وأضافت الوزارة أن العشرات من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وعلى الطرقات، حيث لا تستطيع فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأوضحت الوزارة أنه منذ إعلان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، استشهد 357 فلسطينيًا، وتم انتشال 596 جثة خلال الفترة نفسها.

ووُصفت الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها “أكثر الإبادات الجماعية توثيقًا في التاريخ”، مع تداول يومي لصور وفيديوهات مروعة تظهر قتل المدنيين وتعذيبهم ومعاناتهم على نطاق واسع خلال العامين الماضيين. وأكدت التقارير أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال، مما أثار غضبًا عالميًا واسعًا وترك أثرًا نفسيًا عميقًا على أجيال كاملة، خصوصًا بين المسلمين والفلسطينيين.

القضية تسلّط الضوء على التوازن الدقيق بين حرية التعبير والواجب المهني للطبيب تجاه مرضاه. محاكمة الأطباء على آراء سياسية تفتح نقاشًا حول حقوقهم في ممارسة النقد السياسي المشروع ضمن إطار النقاش العام، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الحفاظ على ثقة المرضى بالمهنة الطبية.

كما تبرز الحاجة إلى وجود آليات رقابية مستقلة، بعيدة عن تأثير أي لوبيات ضغط، لضمان نزاهة المؤسسات الطبية في بريطانيا وحماية حقوق الأطباء والمرضى على حد سواء.

المصدر : فايف بيلارز


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة