العرب في بريطانيا | الأدب الفلسطيني يتألق في لندن خلال فعاليات جوائ...

1447 جمادى الأولى 24 | 15 نوفمبر 2025

الأدب الفلسطيني يتألق في لندن خلال فعاليات جوائز فلسطين للكتاب 2025

الأدب الفلسطيني يتألق في لندن خلال فعاليات جوائز فلسطين للكتاب 2025
فريق التحرير November 15, 2025

شهدت العاصمة البريطانية لندن على مدار يومَي الخميس والجمعة فعاليات جوائز فلسطين للكتاب 2025، التي تحولت هذا العام إلى احتفاء ثقافي واسع بالأدب الفلسطيني وروايته التاريخية والإنسانية. وقد بدأت الفعاليات مساء الخميس بأمسية أدبية في P21 Gallery جمعت الجمهور مع الكتّاب المدرجين في القائمة القصيرة، لتُختتم مساء الجمعة بحفل التتويج الرسمي في فندق Hilton London Paddington بحضور نخبة من الكتّاب والأكاديميين والشخصيات الثقافية.

في الأمسية الأولى، استضافت الصحفية والكاتبة البريطانية فيكتوريا بريتين مجموعة من المؤلفين الذين وصلت أعمالهم إلى المراحل النهائية للجائزة، حيث امتلأت القاعة بالحضور الذي جاء للاستماع إلى أصوات أدبية تركت بصمتها في الرواية الفلسطينية المعاصرة. ومن بين المشاركين: عزة الحسن، د. دينا مطر، حازم جمجوم، لويس بريهوني، ماثيو تيلر، ندى طربوش ممثلةً عن الراحل محمد طربوش، عمر العقاد، بانكاج ميشرا، البروفيسورة تحرير حمدي، سارة عزيزة، ويوسف الجمل.

بدأت الأمسية بوقفة صامتة لأجل 9,250 أسيرًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية، بينهم أطفال ونساء ومعتقلون إداريون، قبل أن ينطلق البرنامج بسلسلة من القراءات والمداخلات الفكرية حول الذاكرة والهوية والمقاومة الثقافية.

وتنوّعت الطروحات بين السرد الأدبي والبحث التاريخي والتحليل السياسي، حيث ناقشت سارة عزيزة البعد الداخلي لفقدان الوطن، في حين تناولت د. دينا مطر أزمة التمثيل وضرورة أن يبقى الفلسطيني في مركز روايته. كما تحدث ماثيو تيلر عن مهمة تصوير غزة كـ”مكان حي”، بينما قدّم الباحث بيتر شَمبرُوك مراجعة أرشيفية نقدية لسياسات الانتداب البريطاني.

وركّزت البروفيسورة تحرير حمدي على إرث غسان كنفاني، فيما عرضت عزة الحسن مشروعها في تحويل “أرشيفات الاختفاء” إلى “أرشيف حضور”. وقدم حازم جمجوم قراءة في سرديات مايا أبو الحيات، ليختتم يوسف الجمل الجزء الحواري بإشادة خاصة بإرث الشهيد رفاءت عليرير ودوره في صناعة جيل جديد من الكتّاب في غزة.

وفي اليوم التالي، اجتمع الكتّاب والحضور في فندق Hilton London Paddington لحفل إعلان الفائزين. وقد حصل الكاتب يوسف الجمل على جائزة الكتاب الإبداعي، تقديراً لعمله الذي قدّم رؤية أدبية عميقة تُعيد تأكيد حضور الذاكرة الفلسطينية. كما فاز الباحث حازم جمجوم بجائزة الترجمة عن عملٍ أعاد تقديم نصوص أساسية للقارئ الإنجليزي، واعتُبر خطوة مهمة في مواجهة محاولات الهيمنة على السرد الفلسطيني. وشهد الحفل تكريم عدد من الأعمال الأخرى في فئات متعددة، شملت التاريخ والدراسات النقدية والمذكرات والكتابة السياسية.

وأشاد المنظمون بالدور المتنامي للجائزة التي أصبحت محطة سنوية بارزة في المشهد الثقافي البريطاني، ليس فقط للاحتفال بالأعمال الأدبية، بل لحماية الرواية الفلسطينية وتعزيز حضورها عالميًا. وقد اختُتم الحدث بتأكيد من لجنة التحكيم على أن الأدب الفلسطيني سيظل مساحةً للمقاومة وحفظ الذاكرة، مهما اشتدت محاولات المحو أو التشويه.

حفل تتويج الكُتب المُختارة

احتضن فندق Hilton London Paddington مساء الجمعة الحفل الختامي لجوائز فلسطين للكتاب 2025، وسط حضور لافت من الكتاب والناشرين والأكاديميين وشخصيات ثقافية عربية وبريطانية، ليكون ختامًا احتفاليًا لمسار طويل من القراءة والتحكيم والفعاليات الثقافية.

قدّم الحفل مساحة احتفاء خاصة بالأعمال التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة، والتي تنوعت بين الإبداع الأدبي، والبحث التاريخي، والدراسات السياسية، والترجمة، والسير الذاتية. وجاءت نتائج هذا العام لتعكس ثراء السرد الفلسطيني وتعدّد زواياه عبر الأجيال واللغات.

نال الكاتب الفلسطيني يوسف الجمل جائزة الكتاب الإبداعي، في تتويج لعمله الذي لاقى صدى واسعًا داخل أوساط القرّاء واللجنة معًا، لما يحمله من حس أدبي عالٍ واستعادة مؤثرة للذاكرة الفلسطينية. وقد عبّر الجمل عن فخره بهذا التكريم قائلاً إن “الإبداع الفلسطيني سيظل شاهدًا على الحكاية التي يصرّ أصحابها على الحياة رغم كل محاولات الطمس”.

كما فاز الباحث حازم جمجوم بجائزة الكتب المترجمة، تقديرًا لعمله الذي نقل نصوصًا فلسطينية وعربية إلى القارئ الإنجليزي بأسلوب دقيق وواعٍ للسياق السياسي والثقافي. وأشادت لجنة التحكيم بدوره في “حماية الرواية الفلسطينية عبر الترجمة، وإعادتها إلى مساحة عالمية أوسع”.

شهد الحفل كذلك الإعلان عن الفائزين في فئات أخرى كالدراسات النقدية، والبحث التاريخي، والكتابة السياسية، إلى جانب تكريم عدد من الأعمال التي تناولت فلسطين من زوايا جديدة، من الذاكرة الشخصية إلى السرد الأرشيفي والمقاومة الثقافية.

ووقف المنظمون دقيقة صمت خلال الحفل استحضارًا لأرواح الأدباء الفلسطينيين الذين رحلوا خلال العام الماضي، وللمثقفين الذين ما زالوا يواصلون الإنتاج رغم ظروف الحرب والتهجير.

أشادت اللجنة المنظمة بجودة الأعمال المشاركة هذا العام، إذ وصلت الطلبات إلى مستوى غير مسبوق من التنوع والعمق. وأكدت أن جوائز فلسطين للكتاب أصبحت محطة ثقافية رئيسية في لندن، وواجهة مهمة للأدب الفلسطيني والعربي في الفضاء الأدبي البريطاني والدولي. واختُتم الحفل بالتأكيد على أن الأدب الفلسطيني، سواء كُتب بالعربية أو تُرجم إلى الإنجليزية، بات يشكّل جسرًا حيويًا بين الثقافة الفلسطينية والجمهور العالمي، ويحمل رسالة مقاومة إنسانية وثقافية لا تقل أهمية عن أي شكل آخر من أشكال النضال.


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة