أرسنال يواجه موجة غضب بسبب شراكته مع شركة إسرائيلية وتعيينها راعيًا لقميص الفريق
أثار إعلان نادي أرسنال عن شراكة جديدة مع منصة متخصصة في إدارة الموارد البشرية والرواتب، أسسها إسرائيليون، جدلًا واسعًا بين جماهير النادي ونشطاء داعمين للفلسطينيين، حول قيم النادي ومواقفه الأخلاقية.
في 12 ديسمبر، أعلن أرسنال توقيع اتفاقية متعددة السنوات مع شركة “ديل” (Deel)، لتصبح بموجبها الشريك الرسمي للنادي في مجال الموارد البشرية.
ورغم تأكيد النادي رسميًا أن الشراكة تقتصر على الموارد البشرية، أشارت عدة تقارير إلى أن “ديل” قد تحل مكان “Visit Rwanda” كراعٍ على أكمام قمصان أرسنال لموسم 2026–27، بعد انتهاء العقد الحالي.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن أعلن النادي الشهر الماضي عدم تجديد عقده مع “Visit Rwanda”، الذي بدأ في 2018 وبلغت قيمته نحو 10 ملايين باوند سنويًا.
الجماهير تنتقد أرسنال لتفضيله الشركات الإسرائيلية على المبادئ الإنسانية

واجهت الشراكة السابقة انتقادات مستمرة من جماهير أرسنال ومنظمات حقوق الإنسان، بسبب دعم رواندا لميليشيات M23 في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأظهر استطلاع للرأي أجراه “صندوق مؤيدي أرسنال” في وقت سابق من هذا العام أن أكثر من 90% من المشاركين يؤيدون إنهاء العقد.
إلا أن إعلان الشراكة الجديدة مع “ديل” أثار موجة جديدة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات للنادي بتفضيل الشركات الإسرائيلية على حساب المبادئ الإنسانية.
تأسست “ديل” عام 2019 على يد رائد الأعمال الإسرائيلي أليكس بوازيز وشو وانغ، وتُقدر قيمة الشركة بنحو 17.3 مليار دولار.
وأشار المنتقدون إلى تصريحات بوازيز العامة التي أعرب فيها عن دعمه لإسرائيل واحتياطيات الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى قيامه وزملائه بشراء ملابس وإمدادات للجنود الإسرائيليين. واعتبروا أن الشراكة الجديدة تتناقض مع التزامات النادي بالمساواة ومكافحة العنصرية، في ظل الإبادة في غزة.
وعبر مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من أن أرسنال استبدل راعٍ مثير للجدل بآخر، فقال أحد المشجعين: “مخزٍ. تخلى عن ‘Visit Rwanda’ فقط ليختار شركة إسرائيلية”.
ودعا آخرون إلى مقاطعة منتجات النادي، بينما وصف بعضهم الصفقة بـ”غياب الحساسية”، واقترحوا أن على أرسنال “إعادة تسمية النادي إلى نادي الإبادة”.
المعارضة تتصاعد بعد قرار أرسنال وفصل موظف مؤيد للفلسطينيين

وأعاد الإعلان أيضًا إشعال الجدل حول قرار النادي بفصل موظف المعدات الطويل الخدمة، مارك بونيك، في ديسمبر 2024، بسبب منشوراته المؤيدة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار مستخدمون إلى التناقض بين معاقبة موظف على نشاطه المؤيد للفلسطينيين، واستعداد النادي للتعاون مع “ديل”. وقال أحدهم: “وذلك بعد فصل مارك بونيك بسبب منشورات مؤيدة لفلسطين؟”
ويأتي هذا الغضب في مقابل إشادة بعض محللي أعمال كرة القدم، بينهم المدير التنفيذي السابق لإيفرتون كيث وينييس، الذين وصفوا “ديل” بأنها شركة “موثوقة”، ورأوا أن على أرسنال أن يُشكر لاستبدال “Visit Rwanda” سريعًا برعاة ماليين مشابهين.
وفي إعلان الشراكة، قالت المديرة التجارية لأرسنال، جولييت سلوت: “المنصة العالمية لشركة ديل تتماشى مع حجم طموحاتنا وعملياتنا”، بينما اعتبر بوازيز أن الصفقة تمثل مرحلة مهمة في التوسع العالمي للشركة.
وقد تم التواصل مع أرسنال للتعليق على الانتقادات المتعلقة بالشراكة، لكن النادي لم يرد حتى لحظة نشر الخبر.
تُظهر الشراكات التجارية للأندية الرياضية أهمية الموازنة بين الجانب المالي والقيم الأخلاقية، خصوصًا عند التعامل مع قضايا إنسانية وسياسية حساسة. في هذا السياق، من المفيد للنادي التفكير في انعكاسات اختياراته على جماهيره ومبادئه المتعلقة بالمساواة ومكافحة العنصرية، مع الاهتمام بوضوح سياسات الشركات الراعية. اختيار شركاء متوافقين مع هذه القيم يساعد في الحفاظ على سمعة النادي وتجنب ردود فعل سلبية طويلة الأمد.
المصدر : ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا :
- تقارير: شركة نفط اسكتلندية تساعد إسرائيل في نهب الغاز الفلسطيني
- التليغراف: أرباح بالملايين للشركة الأسوأ في التوصيل.. كيف استفادت «إيفري» من الطلب المتزايد؟
- نجم أرسنال بوكايو ساكا يتبرع لصالح ضحايا زلزال المغرب
الرابط المختصر هنا ⬇
