ارتفاع عدد الأشخاص الذين ينامون في شوارع لندن بنسبة 21٪ في عام 2023
كشفت دراسة جديدة أن أحياء العاصمة لندن شهدت زيادة في عدد المشردين في بريطانيا، حيث ارتفعت نسبة التشرد في شوارع لندن إلى نحو 21 في المئة.
ومن بين أكثر من 10 آلا شخص شاركوا في الدراسة انضم أكثر من 6391 شخصًا إلى صفوف المشردين في شوارع العاصمة البريطانية، وقد أجرى الدراسةَ منظمةُ (Combined Homelessness and Information Network)، التي وضعت خريطة لانتشار التشرد في العاصمة البريطانية لندن.
آلاف المشردين في شوارع لندن
وبحسَب التقرير فإن حي وستمنستر في العاصمة لندن يشهد أكبر انتشار للمشردين الذين بلغ عددهم 2050 مشردًا، أي نحو 20 في المئة من المشردين في شوارع العاصمة البريطانية لندن، وهو أكثر من العدد المسجل في حي كامدن تاون حيث أبلغ عن وجود 719 مشردًا، ما يجعله ثاني أكبر أحياء لندن من حيث عدد المشردين، ويأتي في المركز الثالث حي ساتون الذي ينتشر في شوارعه 30 مشردًا.
وفي هذا السياق قال خبراء في منظمة (Combined Homelessness and Information Network): “لقد سجل حي وستمنستر أكبر أعداد المشردين في العاصمة البريطانية لندن، كما هو الحال في السنوات الأخيرة، لكن العدد المسجل مؤخرًا -وهو 2050 مشردًا- يُعَد ثاني أقل أعداد المشردين المسجلة منذ عام 2010-2011.
“ينام أكثر من 300 مشرد في شوارع خمسة أحياء في العاصمة لندن. هذا وسجلت أحياء لندن البالغ عددها 33 باستثناء ثلاثة أحياء زيادة في أعداد المشردين، مقارنة بأعدادهم المسجلة في عام 2020-2021”.
وأضاف الخبراء: “شوهد 233 مشردًا في مطار هيثرو، حيث سجلت أرقام هؤلاء المشردين بشكل منفصل عن أولئك الذين ينامون في حي هلينجدون، وشوهد نحو 142 مشردًا ينامون في الحافلات، إضافة إلى 36 مشردًا ينامون في شبكة مترو أنفاق لندن”.
وقد وصف عمدة لندن أعداد المشردين بالمقلقة للغاية، وقال: “منذ أن توليت منصب عمدة لندن، ساعدنا 17.500 مشرد، فانخفض عدد المشردين كثيرًا، وقد وجّهتُ بمضاعفة الميزانية المخصصة لدعم المشردين أربع مرات، وعلى الرغم من التقدم الذي حققناه فإن ضغوط المعيشة الاستثنائية تزيد من خطر التشرد بين سكان العاصمة”.
وأضاف خان: “تُظهِر الأرقام أننا بحاجة إلى مزيد من الدعم الحكومي، ومزيد من التعاون بين الإدارات المختلفة إذا أردنا القضاء على ظاهرة التشرد في شوارع العاصمة لندن. أدعو الحكومة إلى العمل بشكل جاد لمكافحة أزمة تكاليف المعيشة، عبر تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي التي تحمي الناس من الوقوع في فخ التشرد”.
“لا بد من الاستثمار أيضًا في المجالس المحلية، وتأمين السكن بأسعار معقولة عبر رفع معونة السكن، ونحث الحكومة على منحنا صلاحيات أكبر، من أجل خفض تكاليف الإيجارات في العاصمة لندن”.
“إن نسبة التشرد ترتفع بين القادمين من خارج أوروبا؛ بسبب سياسات الحكومة المعادية للهجرة ونظام اللجوء المتردي، الذي يترك كثيرًا من اللاجئين عرضة لخطر الفقر والتشرد”.
مشروع قانون الهجرة يفاقم ظاهرة التشرد
“إنني قلق للغاية من أن مشروع قانون الهجرة الجديد سيؤدي إلى زيادة أعداد المشردين الذين يبحثون عن ملاذ آمن في بريطانيا، ما يضطر العديد منهم إلى النوم في شوارع العاصمة. يجب على الحكومة أن تعيد النظر في مشروع القانون هذا الذي من شأنه أن يفاقم مشكلة التشرد”.
وبهذا الخصوص علَّق مات داوني مدير دائرة مكافحة الأزمات بالقول: “إن الارتفاع في أعداد المشردين في شوارع العاصمة هو أمر مقلق للغاية، ويجب قرع جرس الإنذار لتنبيه الحكومة، حيث إن تسجيل مثل هذه الأعداد من المشردين سيقضي على آمال الحكومة وأهدافها المتمثلة بالقضاء على ظاهرة التشرد بحلول عام 2024”.
وأضاف: “يؤدي التضخم وارتفاع الإيجارات ونقص عدد المنازل الصالحة للسكن، إلى وضع العديد من الناس في موقف صعب، وقد تسببت أزمة المعيشة في زيادة أعداد المشردين أيضًا”.
“شهدنا تراجع عدد المشردين في شوارع العاصمة لندن، ليصبح عددهم كما هو عليه قبل انتشار الوباء، وقد حققنا تقدمًا في معالجة قضية التشرد بعد إطلاق مبادرة (Everyone in) عام 2020، التي أسهمت في إيواء عدد أكبر من المشردين، لكن من المؤسف أننا لم نَعُد نحقق أي تقدم في هذا المجال”.
الحكومة البريطانية تتعهد بالقضاء على ظاهرة التشرد
“يجب ألا يختبر الناس خطر التشرد والنوم في الشوارع؛ نظرًا إلى ما يتعرضون له من سوء معاملة وتهديدات بالاعتداء، فيترك ذلك أثرًا عميقًا في صحتهم النفسية والبدنية، ومع ارتفاع تكاليف السكن فإن أعداد المشردين ستستمر بالارتفاع ما لم تتخذ الحكومة إجراءات ملموسة”.
“يجب أن تستثمر الحكومة مزيدًا من الأموال في معونة السكن، ولا بد من أن توفر المنازل بأسعار مقبولة، وتتيح مزيدًا من الخدمات لضمان القضاء على التشرد، عبر معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع بعض الناس للنوم في الشوارع”.
هذا وكانت الحكومة البريطانية قد كشفت عن مخطط العام الماضي للقضاء على ظاهرة التشرد إلى الأبد، ونشرت على موقعها في ذلك الوقت: “نسعى لتقديم تجربة رائدة عالميًّا في القضاء على ظاهرة التشرد، ما يعني أننا سنقدم مزيدًا من الدعم لضمان منع ظاهرة التشرد بالدرجة الأولى، كما سنقدم مزيدًا من الدعم للناس ونساعدهم في بناء حياة مستقلة بعيدًا عن الشوارع”.
“وهذا يعني أنه لا بد من تمكين السلطات المحلية من العمل مع القطاعات التطوعية والدينية والمجتمعية؛ من أجل التدخل ومساعدة المشردين، كما يمكن منح المجالس المحلية مزيدًا من السلطات لكي تتعاون مع الإدارات الأخرى؛ من أجل ضمان تعزيز الأمان والازدهار الاجتماعي”.
“إن ظاهرة التشرد هي مسألة في غاية التعقيد ومنتشرة في معظم أنحاء العالم، لذلك فنحن مصممون على متابعة نهجنا الذي حقق نجاحًا في القضاء على وباء كورونا، وذلك عبر إرساء نظام جديد يضع حدًّا لظاهرة التشرد، مع التركز على إيجاد حل للعوامل المعقدة التي تؤدي إلى نوم الناس في الشوارع”.
المصدر: My London
اقرأ أيضاً :
حافلات جديدة للعامة في شوارع لندن مع حامل وشاحن للهاتف الجوال
الرابط المختصر هنا ⬇