عسكريون في الجيش البريطاني يصطفون في طوابير بنوك الطعام!
كشفت شبكة سكاي نيوز البريطانية عن اضطرار بعض عناصر الجيش البريطاني إلى اللجوء إلى بنوك الطعام، بعد أن ألقت أزمة المعيشة بثقلها على جنود القوات المسلحة وأسرهم في بريطانيا.
وأشار مصدر في وزارة الدفاع البريطانية إلى افتتاح بنك طعام داخل إحدى القواعد الجوية الكبيرة لسلاح الجو الملكي البريطاني في لينكولنشاير، دون الإعلان رسميًّا عن افتتاح بنك الطعام هذا.
إنشاء بنك طعام ضمن قاعدة جوية بريطانية
وبحسَب المصدر فقد أنشأ طيار بريطاني بنك الطعام في قاعدة (Coningsby) التابعة لسلاح الجو الملكي والخاصة بالطائرات النفاثة من نوع تايفون، حيث يقدم الجنود والمدنيون التبرعات لبنك الطعام؛ من أجل توزيعها على المحتاجين في المجتمع المحلي. لكن المصدر أكد أن أفراد سلاح الجو الملكي البريطاني يستعينون ببنك الطعام هذا لتأمين لقمة عيشهم.
هذا وورد في بعض الوثائق التي قدمها سلاح الجو الملكي البريطاني وبعض الجمعيات الخيرية والمصادر العسكرية ما يلي:
– إن بعض أفراد الجيش البريطاني يضطرون إلى الاختيار بين تأمين الطعام وشراء الوقود، في حين يعجز بعضهم عن سداد تكاليف الوقود، ما يحول بينهم وبين مغادرة القطعة العسكرية وزيارة أسرهم.
– اضطرت إحدى العاملات في سلاح الجو الملكي البريطاني إلى التخلي عن شراء وجبة الغداء لأربعة أيام؛ لأنها أنفقت كل ما لديها لشراء حليب لأطفالها!
– ارتفاع عدد أفراد القوات المسلحة الذين يطالبون الجمعيات الخيرية بمضاعفة الدعم المالي الذي يحصلون عليه.
– يعاني كثير من أفراد القوات المسلحة البريطانية من عدم القدرة على سداد ثمن الوجبات التي تباع لهم بأرخص الأسعار!
– ازدياد السخط بين عناصر وأفراد القوات المسلحة بسبب اضطرارهم إلى العمل نيابة عن العمال المُضربين في القطاع العام، في حين لا يُسمح للقوات المسلحة بتنفيذ أي إضراب من أجل زيادة الأجور!
هذا وقال مصدر في سلاح البحرية الملكي: إن عناصر القوات المسلحة يواجهون العديد من الصعوبات أيضًا.
وأشار المصدر إلى أن وزارة الدفاع تقدم مزيدًا من المساعدات لعناصر الجيش، مثل الدعم المخصص لرعاية الأطفال، وذكر المصدر أنه يتعين على الوزارة تقديم مزيد من الدعم.
وأضاف المصدر: “نسمع قصصًا كثيرة عن بعض البحّارة في الجيش البريطاني ممن لا يستطيعون العودة إلى منازلهم وزيارة أسرهم خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ بسبب ارتفاع تكاليف السفر، في حين يلجأ العديد منهم إلى بنوك الطعام أو يتواصلون مع المؤسسات الخيرية لمساعدتهم في سداد ديونهم.
“الجيش البريطاني يزيد اعتماده على بنوك الطعام”!
تقدم الحكومة البريطانية بعض أنواع الدعم لأفراد وعناصر القوات المسلحة، مثل إتاحة استئجار المنازل بأسعار منخفضة، إضافة إلى مساعدتهم في سداد نفقات الطعام، وتقديم الدعم المالي لشراء الوقود، حيث تحاول الحكومة جذب مزيد من الأفراد للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، والاحتفاظ بالقوى العاملة.
كما تقدم برامج الدعم هذه لمواجهة المشكلات والصعوبات التي تفرضها طبيعة الحياة العسكرية، وإكرامًا للأفراد والعناصر في مقابل تضحياتهم.
ورغم ذلك فقد كشفت إحدى الدراسات التي أُجرِيت على أفراد سلاح جو الملكي العام الماضي، أن بعض أفراد القوات المسلحة اضطروا إلى اللجوء إلى بنوك الطاعم في مناطق معينة.
وورد في الدراسة: “أُبلغنا عن لجوء عناصر وأفراد معظم الوحدات العسكرية التابعة لسلاح الجو الملكي إلى بنوك الطعام، وذلك في بعض المناطق فقط، وليس على نطاق واسع”.
وبحسَب الدراسة فقد سجلت أعلى نسب الاعتماد على بنوك الطعام في قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني في (Benson) جنوب أوكسفوردشاير، إضافة إلى قواعد (Brize Norton) في المقاطعة نفسها، وقد صدرت الدراسة بتاريخ الـ12 من كانون الثاني/يناير عام 2023.
وبصفة عامة وجدت الدراسة أن ارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى عدم تأمين ظروف الإقامة الملائمة لعناصر القوات المسلحة، مثل انتشار الحشرات في بعض المهاجع، وعدم توفر التدفئة باستمرار، كل ذلك أثر في الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة في بريطانيا.
.
وبهذا الصدد ادعى مصدر في وزارة الدفاع البريطانية، أن العديد من أفراد وعناصر الجيش البريطاني في قاعدة (Coningsby) التابعة لسلاح الجو الملكي اعتمدوا كثيرًا على بنك الطعام هناك.
وردًّا على سؤال عن الشعور السائد في القوات المسلحة بشأن زيادة الاعتماد على بنوك الطعام قال المصدر: “نحن غاضبون جدًّا؛ لأننا وصلنا إلى مرحلة نضطر فيها إلى الاعتماد على الجمعيات الخيرية لتأمين أساسيات حياتنا!”.
وكان أحد الضباط قد أنشأ بنك الطعام هذا قبل سنتين لتأمين الاحتياجات الغذائية للمجتمع المحلي، بعد أن أسهم بمبادرة مماثلة أثناء عمله في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسَب صفحة بنك الطعام على فيسبوك فإن من يتولى إدارته هو مجموعة خيرية مسيحية اسمها (Festiney Outeeach Coninsgsby)، التي تقدم الدعم للمحتاجين في بلدة كونينغسبي والقرى المجاروة لها.
وورد في صفحة بنك الطعام على فيسبوك: “مع ارتفاع تكاليف المعيشة، يمكنكم الاتصال بنا إذا كنتم بحاجة إلى سلة غذائية”.
وأوضح المتحدث باسم سلاح الجو الملكي أن بنك الطعام لم يُخَصَّص لأفراد وعناصر سلاح الجو الملكي. لكنه لم يعلِّق على مسألة لجوء الطيارين إلى بنك الطعام.
وتَعتبر وزارة الدفاع البريطانية أن لجوء عناصر وأفراد القوات المسلحة إلى بنوك الطعام هو أمر شخصي، وليس لدى الوزارة أي بيانات عن مدى اعتمادهم على هذه البنوك.
ومع ذلك فقد أبدى مسؤولون في قاعدة سلاح الجو الملكي في كونجسبي قلقهم من الزيادة الكبيرة في عدد أفراد قوات الجيش البريطاني، الذين يطلبون الدعم والمساعدة والرعاية الاجتماعية بسبب أزمة المعيشة التي تعصف بالبلاد.
وورد ذلك في تقرير أُعِد عن وضع أفراد القوات المسلحة في قاعدة (Coninsby) بتاريخ 22 تموز/يوليو عام 2022، وتناول التقرير حينها إنشاء بنك الطعام.
واعتمد التقرير على المعلومات التي جُمِعت من أربع مجموعات من القوات المسلحة البالغ عدد أفرادها 150 فردًا إلى جانب عائلاتهم، وجُمِعت هذه البيانات خلال أسبوع واحد فقط.
ومما ورد في التقرير: “بعض عناصر القوات المسلحة بالكاد يستطيعون تحمل تكاليف تعبئة سياراتهم بالوقود للذهاب إلى العمل، ويضطر بعضهم إلى البقاء في الثكنة العسكرية، ما أسهم في انخفاض معنوياتهم، في ظل ازدياد القلق من ارتفاع تكاليف الكهرباء والغاز خلال أيام الشتاء أيضًا”.
يُذكَر أن التقرير اقترح عدة طرق لمساعدة عناصر الجيش والقوات المسلحة، مثل زيادة المساعدات المخصصة لشراء الوقود.
انخفاض الأجور في القوات المسلحة البريطانية
وورد في الوثائق التي قدمتها بعض المصادر العسكرية: إن انخفاض الأجور يزيد الضغوط المعيشية على أفراد وعناصر القوات المسلحة، ولا سيما في ظل الارتفاع المستمر للتضخم.
وقد ازداد الشعور بالاستياء مؤخرًا بين أفراد القوات المسلحة بعد استدعائهم للعمل نيابة عن موظفي القطاع العام المشاركين في الإضرابات.
هذا وتقدم هيئة مراجعة الأجور الخاصة بالقوات المسلحة توصية للحكومة البريطانية كل عام بشأن الزيادات المقترحة في نسبة الأجور.
وتقدم الهيئة تقريرها عادةً قبل إعلان الميزانية، وفي الغالب تؤجل الزيادات في أجور أفراد الجيش والقوات المسلحة إلى شهر نيسان/إبريل.
وحتى الآن لم تعلن وزارة الدفاع أي زيادرة في الأجور على الرغم من تقديم هيئة مراجعة الأجور لتوصياتها بخصوص الزيادات المقترحة في الأجور.
وأشار أحد الطيارين في سلاح الجو الملكي إلى أن زيادة أجور أفراد وعناصر القوات المسلحة تبدو أشبه بمقامرة سنوية غير محسومة!
وقالت النائبة البرلمانية سارة أثيرتون، وهي من المحاربين القدامى في الجيش البريطاني وعضوة لجنة الدفاع في مجلس العموم: “يجب على الحكومة البريطانية أن ترفع أجور عناصر الجيش والقوات المسلحة بنسبة 10 في المئة لمواكبة نسبة التضخم”.
وقالت سارة لشبك سكاي نيوز: “لم يحدث قطّ أن واجهنا اضطرابات مالية كتلك التي تحدث اليوم، وفي خضم هذه الفوضى الاقتصادية لا بد من الحفاظ على استعداد قواتنا المسلحة وتقديم جميع الدعم الذي يحتاج إليه عناصر الجيش”.
“يجب أن نفعل ما بوسعنا لمنح أفراد الجيش التقدير الذي يستحقونه”.
اقرأ أيضاً :
تقرير حكومي يحث الجيش البريطاني على تجنيد المزيد من المسلمين
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
3°C
