انخفاض الأجور يجبر مساعدي المدرسين في بريطانيا على ترك وظائفهم
حذرت جمعية خيرية من أن المدارس في بريطانيا قد تواجه نقصًا في عدد العاملين في قطاع التدريس؛ لأن انخفاض الأجور سيجبر مساعدي المدرسين في بريطانيا على ترك وظائفهم.
معظم مساعدي المدرسين يفكرون بالاستقالة!
وأجرت المؤسسة الخيرية المتخصصة في قطاع التعليم (NCEF) استطلاعات للرأي شملت 150 مساعدَ مدرس في جميع أنحاء بريطانيا، ووجدت هذه الاستطلاعات أن ثلاثة أرباع مساعدي المدرسين فكرو بالاستقالة العام الماضي.
وبحسَب نتائج الاستطلاعات فإن واحدًا من كل عشرة مساعدي مدرسين شعر بأنه يحظى بالاحترام والتقدير ضمن السلك التدريسي.
وبهذا الصدد قالت إحدى مساعدات المدرسين لصحيفة الأوبرزفر البريطانية: إنها اضطرت إلى اللجوء إلى بنك الطعام الخاص بمدرسة طفلها عدة مرات؛ لأن راتبها لم يكن يكفيها لتأمين الاحتياجات المعيشية الأساسية، وهو لا يساوي الخدمات التي تقدمها لدعم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالنظر إلى خبرتها ومهاراتها”.
وأضافت مساعدة المدرس التي رفضت الكشف عن اسمها: إنها تعمل خلال العطل المدرسية مخرجة مسرحيات للطلاب خلال الفصل الدراسي. وأشارت إلى أنها مضطرة إلى الالتزام بعمل ثانٍ؛ لكي تدفع إيجار منزلها.
وأشارت إلى أنها ستبحث عن عمل آخر غير التدريس، بمجرد أن ينتهي ابنها من الدراسة بعد عامين.
وتابعت: “إن معظم الطلاب بحاجة ماسة إلى الدعم العاطفي، بعد أن أثرت فيهم فترة الإغلاق أثناء انتشار الوباء، لذلك فإن وظيفة مساعدي المدرسين أصبحت متعبة للغاية”.
“خسارة فادحة لقطاع التعليم”!
وقالت مساعدة مدرس أخرى تعمل في إحدى المدارس الابتدائية شمال إنجلترا: “لقد رفضت العمل لساعات إضافية في المدرسة لأن الأجر الذي أحصل عليه لا يعادل ما يجنيه العاملون في اصطحاب الكلاب!”.
وأضافت: “لولا دخل زوجي لاضطررت إلى ترك وظيفتي في التدريس والبحث عن وظيفة أفضل”. وأضافت: “لقد غادرت إحدى صديقاتي سلك التدريس، وهي تعمل الآن في أحد فروع متاجر سينزبري، حيث يستقيل مزيد من مساعدي المدرسين، ما يشكل خسارة فادحة لقطاع التدريس”.
هذا واستقالت مساعدة المدرس جين ويكلي العام الماضي بعد ثماني سنوات من عملها في مدرسة ابتدائية غرب ساسكس، وهي تتقاضى الآن راتبًا جيدًا من عملها في مكتب لخدمة الزبائن.
وأشارت جين إلى أنه على الرغم من أنها كانت تعمل سابقًا مساعدة مدرس لخمسة أيام في الأسبوع، فإن راتبها لم يكن كافيًا حتى لدفع الضرائب!”.
وقالت: “كان قرار الاستقالة صعبًا للغاية، لقد بكيت كثيرًا عند تركي المدرسة، وكنت على علاقة جيدة بالعديد من الأطفال!”.
تعيش وينكلي وزوجها وأطفالها الثلاثة في شقة من غرفتي نوم، حيث لم يساعدها عملها السابق في استئجار منزل أكبر حجمًا. وقالت وينكلي: “إنني أعيش في شقة بملكية مشتركة، وكنت أدفع جميع رواتبي تقريبًا لسداد الإيجار”.
في حين قال ستيورات جين مدير مدرسة ابتدائية في سانت أوستل بكورنوال: إن مدرسته تعتمد بشكل كبير على مساعدي المدرسين لتقديم الدعم للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. وذكر أنهم يساعدون المدرسين في إنجاز مهماتهم، وأكد أنه لولا جهود مساعدي المدرسين لما استفاد ذوو الاحتياجات الخاصة من خدمات التعليم.
وأضاف ستيورات: “سيغادر أحد مساعدي المدرسين خلال عطلة نصف السنة بسبب تدني الأجور. إن ما يققلني هو أننا سنخسر المزيد منهم!”.
وأردف قائلًا: “لقد اعتاد كثير من النساء أن يعملن مساعدات مدرسين، ما يمنحهن فرصة قضاء أيام العطل مع أطفالهن، لكن بعض المتاجر الكبرى توفر لهن فرص عمل بذات الامتيازات وبأجور أعلى”.
وقال بول وايتمان من نقابة مديري المدارس: “يؤدي مساعدو المدرسين وظيفة مهمة للغاية، وهم الجنود المجهولون في سلك التعليم؛ لأنهم يوفرون الدعم للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو أمر في غاية الأهمية”.
وأضاف وايتمان: “ستتأثر الفصول الدراسية بشكل كبير إذا ضيع المعلمون وقتهم لإنجاز المهمات الخاصة بمساعدي المدرسين”.
كيف استجابت وزارة التربية لأزمة قطاع التعليم؟
وقالت أنجي روجرز المتخصصة في مهارات التعليم: “إن الخطر الحقيقي يتمثل في اضطرار العديد من مساعدي المدرسين من أصحاب الخبرة إلى ترك العمل والالتحاق بقطاعات أخرى؛ إذ إن شغفهم في التدريس لا يكفي لإبقائهم على رأس عملهم مالم ترفع الحكومة أجورهم”.
وبهذا الخصوص قالت وزارة التربية البريطانية: “تمتلك المدارس حرية اتخاذ القرار بشأن وضع خطط توزيع الميزانيات، ويمكن للمدارس أن تعين مساعدي مدرسين بحسَب الظروف المالية لكل مدرسة”.
وأشارت وزارة التربية إلى أن المدارس تستطيع تحديد شروط العمل والأجور، لكن معظم المدارس تلتزم بجداول الأجور التي حددتها الحكومة”.
اقرأ أيضاً :
موظفو مدارس في بريطانيا يستقيلون للعمل بمحلات تجارية لتحسين دخلهم
الرابط المختصر هنا ⬇