العرب في بريطانيا | تعرف على كينغستون أبون تيمز: بلدة الملوك والملك...

1446 شعبان 7 | 06 فبراير 2025

تعرف على كينغستون أبون تيمز: بلدة الملوك والملكات في لندن

تعرف على قرية ملوك إنجلترا كينغستون أبون تيمز
فريق التحرير May 7, 2023

لا تختلف بلدة كينغستون أبون تيمز كثيرًا عن غيرها من قرى وبلدات لندن الواقعة على نهر التايمز، لكن النصب التاريخي المتربع في إحدى زوايا البلدة، يحكي تاريخًا لا يعرفه الكثيرون عن مؤسسي الممالك السابقة التي شكلت فيما بعد المملكة المتحدة.

تقع كينغستون أبون تيمز ضمن المنطقة الإدارية التابعة للعاصمة لندن، وإلى جانب كونها مقصدًا للسياح، فهي تشكل موقعًا هامًا لتصوير الدراما التاريخية، وليس ببعيد عن البلدة ينتصب قصر هامبتون كورت الشهير، الذي اتخذه الملك هنري الثامن سكنًـا له.

كينغستون أبون تيمز: تاريخٌ ضاربٌ بجذوره الملكية

كنيسة ( All Saints Church) (بيكساباي)
كنيسة ( All Saints Church) (بيكساباي)

وعلى الرغم من تدفق العديد من السياح إلى البلدة العريقة فإن قليلًا منهم فقط يعرفون سبب تسميتها، المرتبط بجذورها الضاربة في تاريخ العائلات الحاكمة، إذا لطالما شكلت البلدة المتميزة بسوقها العتيق، موطنًا للسلالات الملكية والعائلات النبيلة، وهي واحدة من ثلاث بلدات تعرف بإرثها الملكي في العاصمة لندن.

وتضم بلدة كينجس تون أبون تيمزحجر التتويج الملكي، وهو نصبٌ تاريخي استخدم للتتويج الملوك، وقد عاد ذكره مؤخرًا، مع مناسبة تتويج الملك تشارلز.

ويعود تاريخ حجر التتويج إلى القرن العاشر حيث جلس الملك أثليستان على الحجر القديم عند تتويجه، وهو أشهر الملوك السكسونيين الذين حكموا إنجلترا في عام 925 ميلادي.

هذا ويصنف المؤرخون أثليستون على أنه أول ملوك إنجلترا، حيث اعتلى سدة الحكم بعد أن هزم تحالف الفايكنج والاسكتلنديين في معركة برونابوره التي دارت رحاها في مدنية يورك، ووحد أثلستان الدولة البريطانية، واتخذ من الحجر القديم نصبًا تاريخيًا لقيام مملكة إنجلترا الموحدة.

ويعتقد أن أثيستان توج ملكًا على إنجلترا في الموقع الذي تشغله اليوم كنيسة (All Saints Church)، وقد اختار أثلستان هذا الموقع من البلدة لقربه من حدود مملكتي ويسيكس وميرسيا بعد أن وحدهما تحت قبضته.

حجر التتويج لأول ملوك بريطانيا 

ويزعم بعض المؤرخين أن أثليستن جلس على حجر التتويج عندما استلم تاج المملكة، وقد حصل ذلك قبل وقت طويل من تاريخ أول اسمِ منقوش على الحجر عام (1790) ميلادي.

و ما زالت كنيسة (All Church Saints) تعرض نسخة طبق الأصل عن تاج أثليستان الذي يعود لعام (925) ميلادي.

وفي هذا الصدد، قال الدليل السياحي جوليان مكارثي :” إن حجر التتويج في كينغستون أبون تيمز قد يكون أول النصب التاريخية التي نقش عليها أسماء أوائل ملوك إنجلترا”.

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت كينغستون أبون تيمز قبلة لتتويج الملك، حيث شهدت البلدة تتويج الملك إدريد عام 946، ومن ثم الملك إثبلريد ذا أنريل عام 979، حيث تحكي القصص الشعبية تاريخ ملوك إنجلترا الذين جلسوا على حجر التتويج.

لكن لا توجد سجلات تايخية حول سبب توقف سلالات الملوك عن اعتماد كينغستون أبون تيمز موقعًا لتتويج الملوك، لكن مراسم تتويج الملوك التي بدأت في كينغستون أبون تيمز لا زالت ساريًة حتى الآن،

حيث توج أثيلم رئيس أساقفة كانتبري آنذاك، أثليستان أول ملوك إنجلترا، ولا يزال هذا التقليد معمولًا به من قبل رؤساء الأساقفة في مناسبات التتويج، فقد توجت الملكة إليزابيث الثانية عن طريق رئيس الأساقفة، وهو ما حصل أيضًا عند تتويج الملك تشارلز الثالث.

ترتدي البلدة القديمة عباءة ملوك إنجلترا وتحفظ تاريخهم، حي تنتشر تماثيل الملوك والملكات في جنبات البلدة، وتزين المباني القديمة في ساحة السوق.

هذا وما زالت البقايا الحجرية المعروضة خارج (Guildhall) شاهدًا على إرث الملوك السكسونيين رغم مضي أكثر من ألف عام على تتويج أولهم.

لجسر كينغستون أبون تيمز قصة أخرى، فقد كان الجسر العريق ثاني الجسور الممتدة فوق نهر التايمز بعد جسر لندن، لذلك عمد المتمردون على التاج الإنجليزي في عام (1554) إلى عبور الجسر للضفة الأخرى للنهر للإطاحة بالحكم الملكي بقيادة السير توماس وايت، وهو ما دفع سكان القرية لتحطيم الجسر الخشبي دفاعًا عن ملكتهم ماري تيودور التي قابلت ولاءهم، بقرار يسمح لسكان القرية بفتح الأسواق لأيام إضافية.

كينغستون تشارك في احتفالات تتويج الملك تشارلز 

تجمعات للجماهير احتفالًا بتتويج الملك تشارلز
تجمعات للجماهير احتفالًا بتتويج الملك تشارلز

ورغم الارتباط التاريخي بين كينغستون وأقدم ملوك إنجلترا، إلا أن البلدة العريقة لم تصنف ضمن البلدات الملكية حتى عام (1927) عندما أصدر الملك جورج الخامس أمرًا ملكيًا بتسمية كيستون كقرية ملكية، وقد أصدرت الملكة إليزايث الثانية أمرًا آخر في عام (1965) لتسمية كينغستون أبون تيمز بالقرية الملكية.

وفي هذا السياق قال المستشار نيكولا نارديلي نائب رئيس مجلس بلدية كينغستون أبون تيمز، في حفل أقيم مؤخرًا :” نحن فخورون للغاية بأن منطقتنا هي أهم المناطق الملكية في البلاد، فإلى جانب كونها موقع تتويج أوائل الملوك السكسونيين، فهي ما زالت تحتفظ بحجر التتويج ايضًا، والذي يقول البعض أنه شهد تتويج سبعة ملوك من الأنجلو سكسونيين، باختصار يمكن القول إن كينغستون هي مهد إنجلترا”.

وختم نارديلي قائلًأ:” نتطلع إلى المشاركة في احتفالات تتويج الملك تشارلز، سيما أن بلدتنا تشكل القلب النابض للنظام الملكي في إنجلترا.

وستحتفل كينغستون بتتويج الملك تشارلز اليوم 7 أيار/ مايو عبر تنظيم موكب يحمل نسخة مقلدة لتاج الملك أثليستان حيث سيعبر الموكب السوق القديم، قبل تقديم عرض حول المحطات التاريخية التي مرت بها كينجستون حتى يومنا هذا”.

 

المصدر: بي بي سي 


 

اقرأ أيضاً : 

كورنوال البريطانية تسعى لإعادة إحياء لغتها القديمة

7 قرى وبلدات تتمتع بجمال ساحر في كورنوال جنوب إنجلترا

قرية كوتسوولدز في بريطانيا تصنف كواحدة من أجمل القرى في العالم

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
5:09 am, Feb 6, 2025
temperature icon 1°C
clear sky
Humidity 93 %
Pressure 1043 mb
Wind 1 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 0%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:30 am
Sunset Sunset: 4:58 pm