رؤساء البريد الملكي يهددون بإعلان الإفلاس بعد إخفاق مفاوضات زيادة الرواتب مع النقابات
هدد رؤساء البريد الملكي بإعلان الإفلاس إذا أخفقت مفاوضات زيادة الرواتب مع النقابات العمالية.
وكانت المفاوضات بين النقابات العمالية وإدارة البريد الملكي قد أوشكت على الانهيار، وقد تُختَار إدارة جديدة للبريد الملكي إذا أعلنت الإدارة الحالية عن إفلاسها.
وكانت إدارة البريد الملكي أخبرت النقابات بأنها تُلجِئ إدارة البريد الملكي الحالية إلى إعلان الإفلاس، بوصفه حلًّا أخيرًا للنزاع على الأجور، على الرغم من تبعات هذه الخطوة.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم البريد الملكي: “نحن على علم بتبعات ذلك، لكن إذا استمرت المطالبات بزيادة الالتزامات المالية المفروضة على الإدارة، فلن يكون أمامنا إلا إعلان إفلاسنا”.
خسائر البريد الملكي قد تصل ل 400 مليون باوند
هذا ومن المتوقع ان تتراوح خسائر البريد الملكي لهذا العام بين 350 و400 مليون باوند، بحسَب ما ورد عن شركة (International Distribution System)، وهي الشركة المنظمة للبريد الملكي.
يُذكَر أن إدارة البريد الملكي قد استأنفت المفاوضات مع النقابات العمالية التي علَّقت إضراباتها مؤقتًا. وقالت النقابات: إن إدارة البريد الملكي اتخذت خطوات مهمة؛ للتوصل إلى تسوية محتملة للنزاع على الأجور، وقد عُيِّن بريندان بابر الأمين العام السابق لنقابة (Trades Union Congress) وسيطًا لتسهيل عملية التفاوض.
وقد تلاشت جميع الآمال بالتوصل إلى حل في الأسبوع الماضي؛ إذ إن الخلاف بين إدارة البريد الملكي والنقابات لم يقتصر على الأجور فحسب، وإنما شمل شروط العمل أيضًا، حيث أكدت إدارة البريد الملكي وجود ترابط بين الأمرين.
ونشر حساب نقابة عمال الاتصالات على تويتر: “لقد وصلت المفاوضات إلى مرحلة حرجة، وسيجتمع مسؤولو النقابة؛ للنظر في تنفيذ مزيد من الإضرابات إذا انهارت المفاوضات، ولا سيما أن موظفي البريد الملكي كانوا قد صوَّتوا في شباط/فبراير الماضي لتنفيذ إضراب جديد”.
هذا ويرى مجلس إدارة البريد الملكي وشركة (International Distribution System)، أن المفاوضات هي أفضل طريقة للخروج من الأزمة الحالية، وقد طرح أيضًا إمكانية تعيين إدارة خاصة للمؤسسة بموجب قانون البريد.
إفلاس البريد الملكي يعني خسارة المزيد من الوظائف
ما يعني إعلان إفلاس الشركة وعدم قدرتها على سداد مستحقاتها، ومن ثَمّ خسارة مزيد من الوظائف، علمًا أن موظفي البريد يبلغ عددهم 140 ألف موظف، لكن لا يمكن اتخاذ أي قرار من هذا النوع دون موافقة الحكومة البريطانية.
ويُعتقَد أن أي قرار محتمل بإعلان الإفلاس وتعيين إدارة خاصة للبريد الملكي سيؤثر على الأقسام التي تلتزم بتسليم الطرود لستة أيام في الأسبوع، لكن بقية الأقسام لن تتأثر بقرارات من هذا النوع.
لكن تهديد الإدارة الحالية بإعلان الإفلاس وتعيين إدارة خاصة قد يسبب عاصفة سياسية؛ لأن البريد الملكي حقق السنة الماضية أرباحًا تُقدَّر بـ416 مليون باوند.
ولم يتضح بعد مدى إمكانية تعيين الحكومة البريطانية إدارة خاصة لتشغيل خدمات البريد، وكانت الحكومة البريطانية قد عيَّنت شركة (Bulb) بوصفها إدارة خاصة في قطاع الطاقة، وسرعان ما أعلنت شركة الطاقة (Bulb) إفلاسها، وبِيعت لشركة (Octopus Energy) نهاية العام الماضي.
وتحدث خبراء اقتصاديون عن انخفاض مساهمات شركة البريد الملكي في رأس مال شركة (International Distribution System) البالغ 2.2 مليار باوند، ومن ضمن هذه المجموعة تبرز شركة (GLS) للطرود البريدية ومقرها في أمستردام، حيث ستحقق هذه الشركة أرباحًا تتراوح بين 370 و410 ملايين يورو هذا العام.
النقابات تتهم رؤساء البريد الملكي بسوء الإدارة
وكان مدير شركة (International Distribution System) كيث ويليامز قد تحدث عن إمكانية فض الشراكة مع شركة البريد الملكي، وقال في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي: “إذا استمرت مساهمات شركة البريد الملكي بالانخفاض فإن مجلس الإدارة سينظر في جميع الاحتمالات، ومن بينها إمكانية فض الشراكة مع البريد الملكي”. وكانت أسهم شركة (International Distribution System) قد انخفضت بنسبة 4 في المئة يوم الإثنين.
وبهذا الشأن قال المتحدث باسم نقابة عمال الاتصالات: “من الواضح أن شركة البريد الملكي في بريطانيا أصبحت في وضع مالي خطير؛ وذلك نتيجة سوء إدارة المسؤولين في الشركة وتهورهم، فهم من قادوا البريد الملكي إلى هذا المأزق وليس لهم الحق في اقتراح أي حلول!”.
وأضاف: “لم يبقَ أمام إدارة البريد الملكي إلا خياران فقط: إما أن تتوصل إلى اتفاق مع نقابات العمال وإما أن تواصل التضييق عليها، وباختصار: يمكن القول إن البريد الملكي ليس له أي مستقبل دون القوى العاملة!”.
اقرأ أيضاً:
البريد الملكي يوقف تسليم بريد شارع كامل بعد تعرض أحد العمال لهجوم كلب
ترند بريطانيا: موظفو البريد الملكي يصوتون لصالح الإضراب بالإجماع
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C