60 طفلًا بريطانيًا يقيمون في مخيمات للنازحين في سوريا
يعاني نحو 60 طفلًا بريطانيًّا من ظروف معيشية قاسية تهدد حياتهم في مخيمات للنازحين تقع شمال شرق سوريا، حسَب ما كشفت عنه منظمة أطفال الحرب (War Child).
ويمثل الأطفال والنساء النسبة الأكبر من بين 62 ألف شخص مُحتجزين في مخيمي الهول وروج المُكتظَّين، ويتعرضون لعدة انتهاكات تعرض حياتهم للخطر منذ سقوط تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2019.
الاتجار بالأطفال واستغلالهم
حثت منظمة أطفال الحرب (War Child)، وهي منظمة غير حكومية تحمي حقوق الأطفال في النزاعات، حكومة المملكة المتحدة على إعادة جميع الأطفال البريطانيين مع والديهم أو المسؤولين عنهم دون مزيد من التأخير، مع ارتفاع معدل عدد الأطفال الذين تستغلهم داعش.
حتى الآن، أعادت المملكة المتحدة عشرة أطفال فقط، تسعة منهم لم يكونوا مصحوبين بذويهم. وأشارت منظمة أطفال الحرب إلى أن دولًا أوروبية أخرى -مثل ألمانيا- أعادت الأطفال وآباءهم، وقالت: إن الأطفال ليسوا مسؤولين بأي حال من الأحوال عن ظروفهم وقرارات أسرهم.
يُذكَر أن ألمانيا أعادت 23 طفلًا وثمانيًا من أمهاتهم من مخيم روج في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وعلى النقيض من ذلك، فإن الخطاب السائد في المملكة المتحدة لا يزال هو إلقاء اللوم، حيث يُعاقَب الأطفال على أفعال والديهم.
وتصبح عودتهم للمملكة المتحدة مستحيلة؛ بسبب رفض الحكومة إعادة أمهاتهم أو المسؤولين عنهم، وتتبع نهج تجريدهم من جنسيتهم كما حدث مع شميمة بيغوم.
خلال العام الماضي، خسرت شميمة بيغوم معركة قضائية في المحكمة العليا للاحتفاظ بجنسيتها البريطانية؛ بعدما جردتها المملكة المتحدة من جنسيتها بسبب فرارها من شرق لندن عندما كانت مراهقة في عام 2015 للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي شباط/فبراير 2019، جُردت بيغوم من جنسيتها البريطانية بعدما أعلنت عن رغبتها بالعودة إلى المملكة المتحدة مع طفلها.
وقال محاموها في جلسة استماع العام الماضي: إنها جُندت واحتُجزت في سوريا بغرض الاستغلال الجنسي والزواج بأحد أعضاء تنظيم داعش.
مخيمات للنازحين
سلط التقرير الذي أصدرته منظمة أطفال الحرب (War Child) الضوء على الظروف المعيشية السيئة في المخيمات، ويشمل ذلك الاكتظاظ الشديد، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم، وخطر انتشار الأمراض.
وكشف عن مقتل 74 طفلًا لقوا حتفهم في مخيم الهول، ثمانية منهم قُتلوا خلال عام 2021، وسط دق ناقوس الخطر إزاء انتشار العنف وتصاعد الأعمال العدائية في المخيمات.
وقال التقرير: إن العديد من الأطفال في المخيمات في شمال شرق سوريا إما ولدوا هناك وإما جلبهم آباؤهم إلى المنطقة أو تم الاتجار بهم.
في عام 2020، كان هناك 8,595 حالة تم التحقق منها لأطفال دون سن الـ18 استخدمتهم جماعة مسلحة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية. وكان هذا أعلى رقم على الإطلاق سجلته الأمم المتحدة في عام واحد.
وهذا على الرغم من الإطار القانوني الدولي الواسع الذي يحظر إشراك الأطفال في الصراعات المسلحة.
وترجع زيادة نسبة استغلال الأطفال والاتجار بهم إلى تأثير جائحة كوفيد-19 وتأثيراتها على التجنيد العسكري وتعليم الأطفال، وبيئات الصراع المتزايدة.
جدير بالذكر أن منظمة أطفال الحرب أوصت في نهاية تقريرها بالاعتراف بالأطفال الذين يتّجر بهم تنظيم داعش بوصفهم ضحايا لجرائم بموجب القانون الدولي، وتزويدهم بدعم خاص يتناسب مع العمر والجنس لعودتهم وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم.
اقرأ أيضًا:
المساعدات الإنسانية البريطانية: أين تذهب؟ ولماذا هي مهمة؟
الإعلام البريطاني ينتقد استغلال تيك توك للاجئين سوريين
منصة العرب في بريطانيا تطلق حملة امنحوهم الدفء لإنقاذ ضحايا البرد شمال سوريا
الرابط المختصر هنا ⬇