بريطانيا قلقة من تقليد التلاميذ لبعضهم في فيديوهات احتجاجية عبر تيك توك

أعربت المدارس عن قلقها الشديد من الاحتجاجات التي اندلعت في الأسبوعين الماضيين، والتي أثارتها مقاطع الفيديو التي انتشرت على تيك توك وحققت آلاف المشاهدات. لكن أكثر ما أثار قلق المدارس ودهشتها هو عدد الآباء والأمهات على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يُبدون دعمهم وتأييدهم للطلاب المشاركين في تلك الاحتجاجات.
تلاميذ يحتجون عبر مقاطع فيديو انتشرت عبر التيك توك

وفي هذا السياق قال مديرو المدارس لصحيفة الأوبزرفر في نهاية الأسبوع الفائت: إن الآباء أخطأوا في الثناء على أطفالهم بعدما “نشروا الفوضى في المدارس”، وأكد المديرون أن مسؤولي المدارس لهم كل الحق في استخدام قواعد جديدة للتعامل مع التصرفات المرفوضة، مثل: تدخين السجائر الإلكترونية وممارسة البلطجة في المراحيض.
وقال سام ستريكلاند مدير مدرسة داستون، وهي أكاديمية في نورثهامبتون خاصة بتعليم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام و19 عامًا لصحيفة الأوبزرفر: “يرى بعض الآباء أن منع الطلاب من الذهاب إلى المرحاض أثناء الدروس يُعَد انتهاكًا لحقوق الإنسان. هذا سخيف!”.
واستنكر تصرفات أولياء الأمور الذين “يُضفون الشرعية” على الاحتجاجات التي قد تخرج عن نطاق السيطرة بسرعة وتصبح خطرًا جسيمًا على سلامة الشباب، بالتشكيك علنًا في عدالة القواعد المدرسية وسلطة المعلمين. ورأى أن جميع المدارس ينتابها القلق من انتشار هذا السلوك على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال: “إنه خطر كبير!”.
إضافة إلى ذلك فهو يرى أن لوائح استخدام المراحيض لا تستحق الاعتذار، مشيرًا إلى أن من المزعج جدًّا أن يقاطع الطلاب المعلمين “كل دقيقتين” للذهاب إلى الحمام، وأن المدارس تحاول كبح جماح مشكلات التنمر/الاستقواء وتدخين السجائر الإلكترونية في مراحيض غير خاضعة للرقابة.
حماية التلاميذ

وأكد مدير المدرسة أنهم لا يحاولون قمع آراء الشباب. وقال: “مهمتنا هي الحفاظ على سلامة الطلاب. رأَينا بعض الآباء يُثنون على احتجاجات الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنهم لم يضعوا في حسبانهم ولم يُقدِّروا مخاطر هذا الأمر والنتائج التي قد تنجم عنه”.
في حين أكدت أكاديمية بنريس في سانت أوستل بكورنوال الأسبوع الماضي أنها ستطرد بعض الطلاب بعد تقارير تفيد بممارسة المحتجِّين أعمالًا تخريبية، مثل: قلب الطاولات وتسلُّق الجدران. وفي هذه الأثناء اضطرت أكبر مدرسة ثانوية في كينت -وهي مدرسة هوموود في تنتردين- إلى استدعاء الشرطة؛ للسيطرة على احتجاج الإثنين الماضي، في حين خرج بعض الآباء على وسائل الإعلام المحلية يمتدحون الطلاب على محاولة إسماع أصواتهم!
وبهذا الصدد قالت شارلوت هينز ليون، كبيرة المحاضرين في مجال التعليم في جامعة يورك سانت جون: “تفتقر المدارس تمامًا إلى الرقابة، لذا أنا أتفهم تمامًا سبب إغلاق المعلمين للمراحيض”.
وقد أجرت شارلوت مؤخرًا استطلاعًا لآراء نحو 200 من أولياء الأمور بخصوص الجدل الذي حدث بشأن مراحيض المدرسة، وأفاد أكثر من نصفهم أن أطفالهم تجنبوا شرب الماء والعصائر؛ حتى لا يُضطروا إلى الذهاب إلى مراحيض المدرسة. في حين قالت إحدى المشاركات في الاستطلاع: إنه إذا احتاج طفلها إلى الذهاب إلى المرحاض في وقت الدرس، فعليه الحصول على ورق الحمام من المكتب! فهل يمكنك أن تتخيل مقدار الحرج والإهانة التي تتعرض لها الفتيات في فترة الدورة الشهرية؟! إن تقييد استخدام المراحيض يزيد الطين بلة ويضيف مزيدًا من الضغط.
هذا وقال توماس مايكل نائب مسؤول الحماية في مدرسة بويست ميدلاندز: على المدارس بيان الأسباب التي تدفعها لتغيير هذه القواعد وغيرها. وأضاف: “المراحيض من أخطر الأماكن في بعض المدارس؛ فالبلطجة والقتال وشراء المخدرات وبيعها كل هذا يحدث هناك، ولا يمكن للموظفين مراقبة ذلك، ومن ثَمّ يمكنك فهم سبب هذه التصرفات”.
اقرأ أيضا
موظفو تيك توك في الصين يمكنهم الدخول إلى بيانات المستخدمين في بريطانيا
ما مدى تأثير تيك توك على الصحة العقلية للمهووسين به ؟
وزير التعليم ناظم الزهاوي يسعى لاجتثاث المعلمين الذين يغسلون أدمغة التلاميذ
الرابط المختصر هنا ⬇