بي بي سي تناقش سبب تأخر المساعدات الأممية في سوريا بعد الزلزال
كشفت بي بي سي في تقرير جديد لها سبب تأخر المساعدات الأممية في سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضربها الشهر الماضي.
وبهذا الصدد قال خبراء قانونيون لبي بي سي: إن تأخر الأمم المتحدة في تقديم المساعدات لضحايا الزلزال لم يكن ضروريًّا، مشيرين إلى أن الأمم المتحدة ليست بحاجة إلى انتظار الإذن بالدخول من الحكومة السورية أو مجلس الأمن، وكان بإمكانها تطبيق القانون الدولي من بابه الأوسع.
تجدر الإشارة إلى أن الأمر استغرق أسبوعًا قبل أن تحصل الأمم المتحدة على موافقة الرئيس السوري لفتح معابر حدودية إضافية بُغية الوصول إلى الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة!
ما سبب تأخر المساعدات الأممية في سوريا الشهر الماضي؟
قالت الأمم المتحدة: إن من الضروري إنقاذ أكبر عدد ممكن من ضحايا الزلزال خلال 72 ساعة من وقوع الزلزال. وهي تشكك في النتائج التي توصلت إليها بي بي سي بأنه كان يمكنها أن تتصرف على نحو مختلف، حيث قالت: ما يهم بخصوص الاستجابة للزلزال هو الوقت وفورية الاستجابة. في حين قالت محامية حقوق الإنسان الدولية سارة كيالي لبي بي سي: إن الأمم المتحدة وقفت هناك دون أن تُحرِّك ساكنًا!
وبحسَب إحصائيات الأمم المتحدة فإن الزلزال الذي وقع في السادس من فبراير أودى بحياة أكثر من 4500 شخص، مع تسجيل إصابة أكثر من 8700 شخص آخر في شمال غرب سوريا. وكان مركز الهزة الأرضية التي كانت بقوة 7.8 درجة على سلم ريختر بالقرب من غازي عنتاب بتركيا. وبلغت حصيلة ضحايا الزلزال والهزات الارتدادية نحو 45968 ضحية في تركيا وفقًا لمسؤولين هناك، ونحو 6000 ضحية في سوريا بالكامل.
يُذكَر أن أندرو جيلمو، وهو أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة، كان حاضرًا في التفاوض على أول قرار بشأن توصيل المساعدات إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا في عام 2014. وقال لبي بي سي: إذا كان القانون يقول إنه لا يمكنك توفير مسحوق الحليب لطفل يتضور جوعًا عبر حدود دولية، فسُحقًا لهذا القانون!
ما وجهة نظر خبراء القانون؟
تحدثت بي بي سي إلى أكثر من عشرة خبراء قانون، ويشمل ذلك: محامين بارزين وأساتذة وقضاة متقاعدين في محكمة العدل الدولية ومسؤولين قانونيين سابقين في الأمم المتحدة، وقال جميعهم: إنه كان يمكن منع الوفيات إذا استخدمت الأمم المتحدة تفسيرًا مختلفًا للقانون الدولي للسماح لها للاستجابة للكارثة في شمال غرب سوريا.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لبي بي سي: لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود الدولية، نحتاج إما إلى موافقة الحكومة، وإما إلى قرار مجلس الأمن في حالة سوريا، ثم يمكننا إجراء مناقشات أكاديمية لأسابيع وشهور وسنوات بخصوص القانون الدولي، ما دام القانون الدولي لا يؤخر عملنا.
وإضافة إلى تقديم المساعدات، تسهم الأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الدولية التي تقدمها البلدان الأخرى بعد وقوع أي كارثة طبيعية. وينظم البرنامج الأممي لتقييم الكوارث والتنسيق (Undac) عمليات البحث والإنقاذ، حيث يمكن للفِرَق الانتشار في أي مكان من العالم خلال 12 إلى 48 ساعة من الطلب، وهو ما حدث في تركيا.
لكن الأمم المتحدة لم تقدم أي طلب رسمي لفِرَق الطوارئ الطبية لدخول شمال غرب سوريا، ولم تتمكن من إقرار أي طلب رسمي لفِرَق البحث والإنقاذ للانتشار هناك، حيث قال متخصصون في الشؤون الإنسانية الدولية لبي بي سي: إنه لا توجد طريقة واضحة لنشر فِرَق الطوارئ دون اتصال من الأمم المتحدة.
ومن جهة أخرى أفاد ستيفان دوجاريك من الأمم المتحدة بأن الافتقار إلى فِرَق الطوارئ يرجع إلى أن الحكومة هي المسؤولة عن صنع القرار الوطني، ولا شك أن هناك مخاوف أمنية وسياسية أثرت على ذلك.
بالمقابل أكد ماركو ساسولي، المستشار الخاص للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، أن اتفاقيات جنيف -وهي أساس القانون الدولي- توفر أُطرًا للأمم المتحدة لتقديم المساعدات دون الحاجة إلى إذن سوريا؛ لأنها اتفاقية محايدة وسوريا نفسها طرف فيها.
هذا وقد اشتكى ضحايا الزلزال من استجابة الأمم المتحدة المتأخرة. ومثال ذلك عمر حجي الذي فقد زوجته وأطفاله الخمسة في الكارثة.
تحدث حجي إلى بي بي سي في الأيام التي أعقبت الزلزال بينما كان يبحث عن ابنه المفقود عبد الرحمن البالغ من العمر 14 عامًا، والذي عثر عليه أخيرًا بعد ثلاثة أيام من البحث.
ويقول عمر الذي أمضى أيامًا في الحفر بين الأنقاض بحثًا عن عائلته وأصدقائه بيديه العاريتين: لم تكن مساعدات الأمم المتحدة كافية، وأكبر مساعدة تلقيناها كانت من السكان المحليين… لو وصلت مساعدات الأمم المتحدة في وقت أسبق لكانت الأمور مختلفة تمامًا”.
هذا وبعد أسبوع من الزلزال، زار مارتن غريفيث رئيس الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة معبر باب الهوى الحدودي. وكتب على تويتر: خذلت الأمم المتحدة حتى الآن شعب شمال غرب سوريا. إنهم يشعرون فعلًا بأنهم منبوذون فلم تصلهم أي مساعدة دولية!
اقرأ أيضًا:
لا تتخلوا عن شمال غرب سوريا مرة أخرى
جمعية خيرية في اسكتلندا تجمع المال لبناء ملاجئ للمتضررين من الزلازل في سوريا
بريطانيا تخصص حزمة دعم بقيمة 25 مليون باوند استجابة لزلزال تركيا وسوريا
الرابط المختصر هنا ⬇