تقارير : مدير شبكة بي بي سي دعم متطرفين يمينيين بعشرات الآلاف
قدم مدير شبكة بي بي سي ريتشارد شارب عشرات آلاف الباوندات لمنظمات تمول اليمين المتطرف في بريطانيا عبر جمعيته الخيرية الخاصة.
وساهم شارب في الدعم المالي لمعهد الأبحاث السياسية، بعد أن تبرع بأكثر من 400 ألف باوند لحزب المحافظين.
وازداد استياء موظفي شبكة بي بي سي مؤخرًا من مدير الشبكة شارب بعد التحقيقات في ضلوعه بشبهة فساد نتيجة مساعدته لرئيس الوزراء السابق بوريس جونسون في الحصول على قرض ب 900 ألف باوند، قبل تعيين شارب مديرًا لشبكة بي بي سي في شباط/ فبراير عام 2021 من قبل بوريس جونسون.
بدوره رفض شارب هذه الاتهامات مؤكدًا أنه لم يقم بارتكاب أي مخالفة قانونية، وأظهر تعاونه مع التحقيقات الجارية بهذا الصدد.
مدير شبكة بي بي سي يدعم منظمات معادية لبي بي سي!
ولا يمتلك معهد الأبحاث السياسية موقعًا على الإنترنت، لكنه يدار من قبل العديد من داعمي حزب المحافظين، وقد تبرع شارب للمعهد ب 20 ألف باوند عام 2017 و 20 ألف باوند أخرى في العام الذي يليه.
ومول مركز الأبحاث السياسية دراسة تنتقد تغطية بي بي سي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحسب ما كشفت مفوضية سجلات المؤسسات الخيرية.
كما أن مركز الأبحاث السياسية التابع لليمين المتطرف قدم أموالًا لمركز New Watch الذي ينتج محتوى متخصص باستهداف شبكة البي بي سي، و قدم المركز دعمًا ماليًا لمركز الدارسات السياسية ومنظمة تحالف دافعي الضرائب، التي شنت حملات للمطالبة بتخفيض الضرائب، ووقف تقليص الإنفاق الحكومي.
وليس من الواضح بعد ما إذا كان ريتشادر شارب قد كشف لبي بي سي عن هذه التبرعات عندما تولى إدارة شبكة بي بي سي، كما أنه لم يتحدث عن هذه التبرعات للجنة البرلمانية التي حققت معه بشأن اتهامات له بالتورط في صفقة فساد مع جونسون.
وقد أشارت لجنة الإعلام الرقمي والثقافة والرياضة في البرلمان البريطاني، إلى إغفال شارب للحقائق المتعلقة بقرض جونسون، أمام لجنة قبل تعيينه مديرًا لبي بي سي عام 2012، وقد عرقل التحقيقات التي جرت بهذا الصدد؛ حيث لم يكن لدى النواب ما يكفي من الأدلة لإصدار حكم بشأن نزاهة شارب.
ودعت اللجنة البرلمانية شارب إلى النظر في الضرر الذي ألحقه بسمعة ونزاهة البي بي سي.
وفي نفس العام الذي تبرع فيه شارب لمعهد الأبحاث السياسية، قدم المعهد حوالي 30 ألف باوند لمركز News Watch الذي ينتقد تغطية شبكة بي بي سي ويتهمها بالتحيز ضد المؤيدين لخروج بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
ونشر المركز دراسة بعنوان The Brussels Broadcasting Corporation الذي حمل انتقادًا لاذعا لتغطية بي بي سي من بين العديد من المقالات الأخرى.
حيث قال مركز News Watch إن الدراسة شملت 40 تقريرا منفصلاً حول عناصر الإنتاج الإعلامي لبي بي سي بما فيها تقارير واردة من مركز الدراسات السياسية.
هل تكتم شارب على دعمه لمنظمات اليمين؟
وكان كل من بوريس جونسون وريشي سوناك قد أيدوا الادعاء القائل بأن شارب يعتبر من بين مدراء مركز الدراسات السياسية، والذي يطلق على نفسه اسم مركز الأبحاث الرائد لليمين المعتدل في بريطانيا.
كما نشر موقع News Watch تقاريرًا يزعم بها بأن بي بي سي تتبع أجندة منحرفة بشأن قضايا مثل تغيير المناخ وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقضايا أخرى.
وورد في تقرير آخر صدر بالتعاون مع مركز أبحاث Tufton Street أن بي بي سي كانت متحيزة لسياسات اليسار البريطاني.
وزعمت إحدى الدراسات التي نشرها مركز news Watch أن بي بي سي أفرطت في الاعتماد على مراكز الأبحاث ذات الاتجاه اليساري كمصدر لأبحاثها.
وبحسب الدراسة فإن البي بي سي ادّعت بأن معهد الشؤون الاقتصادية يتبع التوجه اليساري، كما أشارت الدراسة إلى أن بي بي سي ادعت بأن جماعة Climate-Sceptic المتخصصة بشؤون البيئة تحمل طابعًا يساريًا رغم أنها تدار من قبل المستشار السابق لتاتشر اللورد لوسون.
وحصلت منظمة تحالف دافعي الضرائب على حوالي 130 ألف باوند من معهد الأبحاث السياسية عام 2017 -2018، ما جعلها أكثر المنظمات حصولًا على الدعم المالي من مركز الأبحاث السياسية بعد جماعة CPS وOpen Europe.
وفي العام التالي قدم مركز الأبحاث السياسية منحة مالية بقيمة 180 ألف باوند لمنظمة تحالف دافعي الضرائب، وهي أكبر منحة مالية بنسبة 39 في المئة من إجمالي المنح التي حصلت عليها من المنظمة ذلك العام.
وكانت منظمة تحالف دافعي الضرائب قد نشرت بين عام 2016 و 2019 عبر وسائل التواصل الاجتماعي منشورات موجهة ضد شبكة بي بي سي من بينها التساؤل التالي” هل توافق على إلغاء رسوم ترخيص بي بي سي، وقد ساهمت المنظمة في ذلك بتقليب الآراء ضد بي بي سي، الأمر الذي انتهى بإلغاء رسوم رخصة بي بي سي”.
وقدم شارب منحة بقيمة 42400 باوند، لروبرت كولفيل وهو المشارك في إعداد بيان حزب المحافظين لعام 2019، ورئيس جماعة CPS، ورئيس تحرير مجلة capx المعروفة بالتوجه اليميني.
وقال كولفيل :” كان ريتشارد عضوًا في مجلس إدارة CPS في ذلك الوقت وتأثر بشدة لوفاة زوجتي، وقد تبرع ببعض النقود التي حولت إلى صندوق ائتماني لدعم الأطفال، وقد ساعدني ذلك في دفع تكاليف التعليم والمعيشة لأولادي بعد أن أصبحت أرملًا، أنا ممتن له للغاية بسبب لفتته اللطيفة.
وأشار كولفيل إلى أن مشاركته في إعداد حزب المحافظين في ذلك الوقت كان عملًا تطوعيًا بحتًا، وقد أخذ إجازة من عمله للمشاركة في إعداد بيان الحزب، وقال:” لقد وصلت متأخرًا بعد الانتهاء من البيان وبدء الحملة لذلك لم أتلق أي أموال مقابل ذلك”.
وكانت CPS قد نشرت تقاريرًا تنتقد تحيز بي بي سي لمعارضي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي نفس الفترة الزمنية نشرت مجلة cap X مقالات تطالب فيها إلغاء رسوم الترخيص الخاص ببي بي سي، وكان أحد المقالات بعنوان:” إن رسوم الترخيص ساهمت في نجاح بي بي سي عام 1946 لكنها أصبحت قديمة ويجب إعادة النظر فيها كما اتهمت المجلة البي بي سي بالتحيز لصالح روسيا في تغطيتها الإعلامية.
مطالبات باستقالة مدير شبكة بي بي سي
وقال الصحفي بيتر يورك تعليقا على ذلك:” لم نكن ندرك حجم تورط شارب في العمل مع المنظمات المعادية لبي بي سي، لكن ماذا عن لجنة هل كانت على دراية بكل ذلك؟، وماذا عن مجلس إدارة بي بي سي هل كانوا مطلعين على هذه المعلومات؟، بكل الأحوال لم يمكن بإمكانهم أن يفعلوا شيئاً”.
وأضاف:” إن أمر تعيين ريتشارد شارب مديرًا ليس من صلاحيات مجلس إدارة، لكنها مهمة الحكومة”.
وسبق أن تم التحقيق مع شارب في مزاعم تورطه بشبهة فساد لمساعدة بوريس جونسون في الحصول على قرض بقيمة 800 ألف باوند قبل تعيينه مديرًا لبي بي سي.
وقد دعته العديد من الشخصيات للاستقالة، بينما قال زعماء حزب العمال والحزب الوطني الاسكتلندي بأنه لم يعد يمكن لشارب الدفاع عن فعلته وتبريرها.
وقال مصدر في حزب العمال:” تثير هذه التقارير المزيد من التساؤلات حول إغفال شارب لبعض الحقائق أمام اللجنة البرلمانية قبل تعيينه مديرًا لبي بي سي “.
وأضاف المصدر:” لقد خلصت اللجنة البرلمانية إلى أن شارب ارتكب أخطاءً جسيمة عندما أغفل دوره في تسهيل إجراءات الحصول على قرض بنكي قيمته 800 ألف باوند لرئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، يبدو أن حزب المحافظين حاول العمل على توريط البي بي سي في المحسوبيات، في الوقت الذي تعتبر فيه حجر زاوية لاقتصادنا”.
ويعتقد أعضاء نقابة الصحفيين من العاملين في بي بي سي أنه يجب على شارب الاستقالة عل الفور، وفقًا لاستطلاع رأي أجري الأسبوع الماضي شارك فيه 1000 صحفي.
وقال بول سيغيرت من نقابة الصحفيين عن التقارير الأخيرة: “هي سبب آخر لدعوة شارب للاستقالة، بعد أن فقد الصحفيون ثقتهم فيه”.
وأضاف:” إن الحيادية والنزاهة من أهم قيم العاملين في بي بي سي وقد فقد شارب نزاهته، حيث إن بقاءه في منصب المدير سيشوه سمعة الشبكة”.
اقرأ أيضاً :
التحقيق في شبهة فساد تتعلق بتعيين رئيس شبكة بي بي سي في بريطانيا
مظاهرات حاشدة في ليفربول ودبلن احتجاجا على موجة العنف ضد طالبي اللجوء
الرابط المختصر هنا ⬇