الاحتلال يعيق وصول الوزير البريطاني اللورد أحمد إلى المسجد الأقصى
في خطوة مثيرة للجدل منعت قوات الاحتلال الوزير البريطاني اللورد أحمد من زيارة حرم المسجد الأقصى في القدس لنصف ساعة قبل السماح له بالدخول.
وكان وزير شؤون الشرق الأوسط المسلم يزور شرق المدينة المحتلة في زيارة رسمية إلى المنطقة.
وعلى ضوء ذلك وصفت السلطات الفلسطينية المشرفة على المسجد الأقصى بأنّ تصرف الاحتلال “غير مقبول” قائلة إنّه ما كان يجب منعه من الدخول سواء جاء بصفة وزير أو مسلم.
الوزير البريطاني اللورد أحمد يُمنَع من دخول المسجد الأقصى
في حديثه إلى بي بي سي، لم يُعر اللورد أحمد أهمية كبيرة لمدة الانتظار؛ قائلًا إنّها مجرد إجراءات أمنية يجب الخضوع لها. هذا وقد طُلب من شرطة الحدود الإسرائيلية التعليق.
الجدير بالذكر أنّ المسجد الأقصى له مكانة خاصة في الإسلام كونه ثالث أقدس مكان عند المسلمين لارتباطه بحادثة الإسراء والمعراج، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين. كما أنّه المكان الأكثر قدسية عند اليهود الذين يُسمّونه جبل الهيكل الذي يقع فيه معبدا القدس.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنّه مسموح لليهود دخول المسجد الأقصى من بوابة محددة وفي أوقات محددة دون الصلاة فيه، على الرغم من أنّ الفلسطينيين يرون أنّ زيارات اليهود هي محاولات لتغيير الوضع الراهن الحساس.
وبالنسبة للفلسطينيين، غالبًا ما تشعل القضايا المتعلقة بقوات الاحتلال وإمكانية وصولها للمسجد الأقصى فتيل التوترات والصراع بين الطرفين.
An honour & privilege to spend time at the holy Al Aqsa Mosque this morning with the Director of Jerusalem Waqf Department Sheikh Azzam Al Khatib.
I emphasised the UK’s 🇬🇧 unwavering support for Jordanian Custodianship of Jerusalem’s Holy Sites & for the Status Quo. pic.twitter.com/8Q1LM4qqsm— Lord (Tariq)Ahmad of Wimbledon (@tariqahmadbt) January 12, 2023
وفيما يخص الزيارة البريطانية، طُلب من اللورد أحمد الانتظار مع وفد صغير من المسؤولين البريطانيين عند نقطة تفتيش، والذين أخبروا شرطة الحدود الإسرائيلية أنّه وزير بريطاني جاء في زيارة منسقة مع هيئة الأوقاف الإسلامية التي تدير المسجد.
ويبدو أنّ شرطة الحدود لم تقبل دخول الوفد في بادئ الأمر، ما جعل المسؤولين يوضحون لها هوية الوزير من حسابه على تويتر وهو يلتقي بوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الأربعاء.
لا تعترف الحكومة البريطانية، على غرار المجتمع الدولي، بضم إسرائيل للقدس الشرقية، لذلك لا تُنسَّق الزيارات الرسمية مع سلطات الاحتلال.
هذا وقالت هيئة الأوقاف لبي بي سي إنّها نقلت أسماء الزوار وتفاصيل تصاريح الدخول مساء الأربعاء وأعطتها للشرطة الإسرائيلية. وقالت إنّها اضطرت للتدخل بالحديث إليها واعتذرت للوزير البريطاني عن التأخير.
“هذه هي السياسة، سواء كان ذلك التأخير متعمدًا أم لأسباب أخرى، فإنّ السلطات الإسرائيلية تريد من الناس التنسيق معها هي فقط”.
اللورد أحمد يرفض التأويلات السلبية
رفض الوزير البريطاني اللورد أحمد، المبعوث الحكومي السابق لحرية الأديان، الإيحاء بأنّه مُنِع من دخول المسجد الأقصى قائلًا إنّ ما يهم حقًّا هو أنّه استطاع زيارة أحد البقاع المقدسة.
وفي الأسبوع الماضي، خرج وزير الأمن الإسرائيلي الجديد إيتامار بن جفير، الذي يقود الآن شرطة الحدود في القدس المحتلة، في زيارة مثيرة للجدل للمنطقة والتي حظيت بتغطية إعلامية واسعة.
بن جفير هو يمينيّ متطرف مسبوق بإدانات جنائية تتمثل في التحريض العنصري ضد الفلسطينيين ودعم جماعة إرهابية يهودية. وعلى الرغم من خلفيته السياسية، فقد أخبر أنصاره أنّ زيارته كانت لإثارة قضايا حرية الأديان، بعد أن دعا سابقًا إلى تغييرات في الوضع الراهن. إلا أنّ زيارته قوبلت بإدانة دولية، حيث قالت الولايات المتحدة إنّ أيّ محاولة لتغيير الوضع الراهن ستكون غير مقبولة.
جاءت زيارة اللورد أحمد بعد رحلة استغرقت يومين، والتي ضمت اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين من الائتلاف الجديد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا وأثارت هذه الاجتماعات انتقادات واسعة من مجموعة العلاقات البريطانية -العربية بسبب غض البصر عن تطرف الاحتلال ومواقفه العنصرية. إلا أنّ الوزير البريطاني رفض تلك الاتهامات قائلًا: أجرينا بعض المناقشات واسعة النطاق وفي مجالات عديدة. ونظرًا لدوري كوزير لحقوق الإنسان في بريطانيا فقد أوضحت بالفعل أهمية هذه القضية.
وأضاف: من المهم أن نتعامل مع إسرائيل كصديق وشريك، ما يسمح لنا دائمًا بإثارة هذه القضايا بطريقة مباشرة وصريحة.
اقرأ أيضًا:
ريشي سوناك يقرر “زيارة إسرائيل” العام المقبل احتفالا بعامها الـ 75!
مطالبات باعتقال مسؤول إسرائيلي سابق في بريطانيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب
معارضة طلابية واسعة لاستضافة مسؤولين إسرائيليين في جامعة كامبريدج
الرابط المختصر هنا ⬇