العرب في بريطانيا | بطلة فيلم قصة يسرا مارديني تنتقد تحيز منصة نيتف...

1446 شعبان 25 | 24 فبراير 2025

بطلة فيلم قصة يسرا مارديني تنتقد تحيز منصة نيتفليكس

بطلة فيلم قصة يسرا مارديني تنتقد تحيز منصة نيتفليكس
فريق التحرير January 5, 2023

انتقدت الممثلة اللبنانية الفرنسية منال عيسى تحيز منصة نيتفليكس بعد عرض فيلم (The Swimmer)، الذي تناول رحلة السبَّاحة الأولمبية واللاجئة السورية قصة يسرا مارديني، وقد جسَّدت منال عيسى دور سارة في الفيلم الذي عرض في افتتاح مهرجان تورنتو السينمائي في كندا.

وواجه الفيلم الذي أخرجته المصرية الويلزية سالي الحسيني بعض الانتقادات، ووصف أحدهم الفيلم بأنه أشبه بفيلم ديزني عن عالم السباحة، في حين قال آخر: إن المشاهد غير متقنة والشخصيات سيئة.

لكن بالنسبة إلى الممثلة منال عيسى فإن المشكلة كانت أكبر من ذلك بكثير.

نص ضعيف واختيار غير موفق للممثلين!

انتقادات لاعة لمنصة نيتفليكس نتيجة سوء اختيار الممثلين في فيلم The Swimmers
انتقادات لاذعة لمنصة نيتفليكس بسبب سوء اختيار الممثلين في فيلم The Swimmers (أونسبلاش)

تحدثت منال عن رأيها في الفيلم بعد عرضه أول مرة، وعلى الرغم من إشادة منال بعمل المخرجة سالي الحسيني، فإنها تعتقد أن الفيلم أثار كثيرًا من التساؤلات بشأن علاقة شركات الإنتاج الغربية بالممثلين العرب، حيث لا تقدم شركات الإنتاج المساحة الكافية للفنانين العرب لكتابة النصوص من وجهة نظرهم، كما أن التكتلات الأمريكية والبريطانية في عالم السينما تفرض على الفنانين العرب قيودًا معينة بشأن نوعية القصص التي يكتبون عنها للسينما.

وقد شاركت منال في الفيلم الذي بدأ تصويره عام 2019، بعد أن حصلت على نسخة من ملخص الفيلم من شركة إنتاج (Universal Pictures) التي تحولت لاحقًا إلى منصة نيتفليكس، كما ساهمت شركة (Working Title) البريطانية في إنتاج الفيلم، وعُرِف عن شركة (Working Title) إنتاجها لبعض أشهر الأفلام في عالم السينما مثل: (Four Weddings and Funerals , Notting Hill) و(Love Actually)، ولكن لم يسبق للشركة إنتاج أي عمل عربي.

لكن السيناريو المبدئي للفيلم لم يُثر إعجاب منال؛ فقد أشارت إلى أنه لم يختلف كثيرًا عن مشاريع الأفلام الخاصة باللاجئين والتي تتلقى عروضًا للمشاركة فيها في كل عام”.

وأضافت منال: “لقد تحدثوا إلى وكيل أعمالي، ودعوني إلى تجارب الأداء والتصوير بعد أن رفضت المشاركة في الفيلم، وترددت في المشاركة لعدة أسباب، أولها أنني كنت بحاجة إلى دروس سباحة مكثفة، وشعرت بعدم الارتياح؛ لأن الدور لم يُعرَض على ممثل سوري الأصل”.

هذا ولم تكن منال تتقن السباحة قبل مشاركتها في الفيلم.

ممثلين عرب لتجسيد قصة يسرا مارديني السورية!

السباحة السورية الأولمبية يسرا مارديني
السباحة السورية الأولمبية يسرا مارديني (الأناضول/ Fatih Erel)

 

وفي النهاية غيرت منال رأيها بعد التحدث مع المخرجة الحسيني التي وعدتها بتحسين الحوار، حيث اعتقدت منال أنه كان ضعيفًا منذ البداية، ولم يتغير سيناريو الفيلم لكن الحسيني أكدت أنها ستخرج الفيلم بطريقة تحاكي القصة الواقعية قدر الإمكان.

وبحسَب المصادر فقد كانت الممثلة التي رُشِّحت لأداء دور يسرا مارديني (أخت سارة مارديني)، تحمل الجنسية الجزائرية والفرنسية، كما أنها لم تكن تتقن اللهجة الشامية؛ نظرًا إلى الاختلاف بين لهجات المغرب العربي وبلاد الشام، ما سبب صعوبة في التفاهم بين فريق التمثيل، وأثار بعض الحساسية بين المخرجة الحسيني وشركة الإنتاج.

وقالت منال: “معظم الممثلين الذي رشحتهم شركة الإنتاج لتجسيد الأدوار الرئيسة كانوا من المغرب العربي ومصر، وقد قررت أن أؤدي الدور؛ لأنني كنت الأقرب إلى شخصية سارة، وبلا ريب كنت سأتخلى عن الدور لو أن شركة الإنتاج رشحت ممثلة سورية لأدائه”.

وقد استغرب بعض النُّقَّاد عدم اختيار شركة الإنتاج ممثلة سورية لأداء الدور، علمًا أن الدراما السورية حافلة بالمواهب الشابة، وقد سيطرت الدراما السورية على الشاشات العربية لثلاثة عقود.

وتزعم شركات الإنتاج بأنها لم تجد ممثلين سوريين يتقنون اللغة الإنجليزية، ما يضع بعض علامات الاستفهام حول كون معظم النص باللغة الإنجليزية، ومن ضمن ذلك مشاهد الحوار بين الأختين، وقد شاركت في العمل ممثلة سورية واحدة هي كندا علوش التي جسَّدت دور الأم.

غياب اللغة العربية عن نص الحوار!

سيناريو حوار باللغة الإنجليزية (أونسبلاش)
سيناريو حوار باللغة الإنجليزية (أونسبلاش)

أشارت منال إلى أن الحوار كان مكتوبًا باللغة الإنجليزية، وقد انتقدت أحد المنتجين البريطانيين، وقالت له: “تريد أن تصنع فيلمًا عن العرب دون الاستماع إلى لغتهم!”، وذلك قبل أن تتمكن المخرجة المصرية الحسيني من إضافة جرعة من الحوار العربي إلى النص.

وأضافت منال: “شعرت بأن مديري الإنتاج من الأمريكيين والبريطانيين لا يفهمون هُويتنا العربية ولا يعرفون من أين أتينا!”.

“لقد أثاروا غضبي وشعرت بالإهانة وقلة الاحترام؛ نتيجة إصرارهم على جودة الحوار باللغة الإنجليزية”.

“لقد صُدمت بعد قراءة الحوار الذي طغت عليه اللغة الإنجليزية بامتياز، وقد كان سطحيًّا ومبتذلًا، شعرت بأنه كان مكتوبًا لأحد الأفلام الأمريكية المبتذلة التي تتناول الصورة النمطية للعرب!”.

ويمكن رؤية أحد هذه المشاهد المبتذلة في نهاية الفيلم، عندما يتحدث لاجئ إفريقي إلى يسرا مارديني، ويخبرها بأنها لا ترتدي الحجاب، وأنه لم يسبق له التعرف على فتاة عربية تجيد السباحة!”.

على الرغم من أن المشهد قد يبدو عاديًّا، فإنه يثير كثيرًا من التساؤلات بشأن ما إذا كانت هوليود ستوافق على عرض قصة سارة ويسرا مارديني لو أنهما كانتا محجبتين، أو كانتا تنحدران من عائلة محافظة أو من الطبقة العاملة.

وأما بالنسبة إلى المشاهد العربي فإن الحوار الإنجليزي لا يشتت الانتباه فحسب، بل إنه يضع لمسة زائفة على الحوار الدرامي؛ لأن السوريين يتواصلون باللغة العربية فقط، وقد كانت سوريا قبل بدء الحرب أحد أهم الوجهات لتعلم اللغة العربية.

وقد أثر الحوار الزائف المكتوب باللغة الإنجليزية في أداء الشخصيات، ومنع الممثلين من تقمص الشخصيات، في حين لم يتمكن الممثلون من التعبير عن عواطفهم بدقة متناهية؛ لاستخدامهم لغة مغايرة للغتهم الأصلية.

كما أن استخدام اللغة الإنجليزية من قبل الشخصيات الرئيسة جعل الحوار يبدو مبتذلًا.

وأشارت منال إلى أنها حاولت إضفاء مزيد من العفوية على النص، عن طريق استخدام الحوار العربي بدلًا من الإنجليزي لكن لم يُسمح لها بذلك!

تشويه الثورة!

طوال مدة عرض الفيلم لم ترد كلمة ثورة، ما دفع كثيرًا من المثقفين السوريين إلى اتهام منصة نيتفليكس بـ”تشويه إرث الثورة السورية”.

وبالنسبة إلى المشاهدين غير المطلعين على الأوضاع في سوريا، فإن الفيلم لم يقدم أي فكرة عن التحول الذي طرأ على الأوضاع في سوريا بعد الحرب، ويبدو أن كلًّا من الكاتب والمخرجة لم يسمحا بأي مشاهد تشكك في مسؤولية الغرب عن استمرار الحرب السورية.

وأشارت منال إلى أن الفيلم لم يكرِّس أي وجهة نظر سياسية، وبدا أن السوريين يحاربون بعضهم دون وجود أي سببه وجيه لذلك، إذ “لم يقدم الفيلم أي سياق سياسي لفهم الأحداث”.

ويرى النُّقَّاد أن تجنب وضع سياق سياسي، جعل الحرب السورية مشابهة لأي حرب أخرى في العالم، في تجاهل واضح لمحنة السوريين الإنسانية!

ومن الناحية الفنية يبدو الفيلم كأنه من إنتاج ديزني فهو حافل باللقطات البطيئة، إلى جانب الإفراط في استخدام الموسيقى، وقد شكك بعض النُّقَّاد في طريقة إخراج الفيلم من الناحية الأخلاقية، التي كانت بعيدة كل البعد عن المآسي الحقيقية للهجرة غير الشرعية.

وتعتقد منال أن الفيلم كان سيحقق نجاحًا كبيرًا لو كان إنتاجه مستقلًّا عن هوليوود، وقالت: “كان لدينا التمويل الكافي والموارد المطلوبة والممثلون الموهوبون. لم يكن الفيلم بالجودة المتوقعة وهذا أمر معيب”.

وبدا أن الفيلم كان ترفيهيًّا للغاية وكأنه عُرِض لإرضاء أكبر عدد ممكن من المشاهدين، دون أن يثير لديهم أي تساؤلات بشأن الوضع في سوريا أو مسألة الهجرة غير الشرعية.

الصدمات النفسية والأجور غير المتكافئة!

تفتخر المخرجة الحسيني بأنها حاولت قدر الإمكان إخراج الفيلم بأكثر الطرق محاكاة للواقع، وقد صوَّرت مشهد عبور قوارب اللاجئين على ساحل بحر إيجة.

وأشارت منال إلى أنها شعرت بعدم الارتياح أثناء تصوير بعض المشاهد؛ فقد كان الممثلون يشاهدون المهاجرين أثناء محاولتهم العبور على متن القوارب، وقد استمر التصوير في إحدى المرات ست ساعات في عرض البحر!

وقالت منال: “كان بعض الممثلين يبكون عند رؤية المهاجرين على متن القوارب، وأعرب آخرون عن عدم ارتياحهم أثناء التصوير. لقد شعرت بوجود نوع من المبالغة في كل شيء، وأخبرت المخرجين بأن من الخطأ إثارة مشاعر الممثلين بهذه الطريقة لأداء المشهد بالطريقة المطلوبة”.

“كان يجب استدعاء اختصاصي نفسي لمساعدة الممثلين، وقد حاولت إيقاف التصوير لكنهم لم يستمعوا إلي!”.

وأشارت منال إلى أن ممثلي الكومبارس كانوا يتقاضون أجورًا منخفضة جدًّا، وكان من بينهم سوريون وأتراك حصلوا على 10 دولارات في اليوم فقط، وأشارت منال إلى أن منصة نيتفليكس لا تتحمل مسؤولية انخفاض أجور الكومبارس، لكنها حملت المسؤولية لوكالة اختيار الممثلين.واشتكت الممثلة اللبنانية من حصولها على مبلغ 150 ألف دولار فقط، تلقت منها نحو 80 ألف دولار بعد التخفيضات الضريبية، وهو مبلغ ضئيل جدًّا؛ نظرًا إلى الملايين التي تنفقها كل من نيتفليكس و(Work Title) على إنتاج الأفلام.

لكن الأمر الأكثر إزعاجًا بالنسبة إلى منال هو أن أحد الممثلين الأوروبيين حصل على أجر أعلى منها رغم دوره الثانوي في الفيلم، وقد أخبر الممثل منال بأنهم في البداية عرضوا عليه نفس المبلغ الذي قُدِّم لمنال لكنه رفضه!
شخصيات ساذجة!

قدم الفيلم شخصية يسرا مارديني -أخت سارة- على أنها شابة طيبة خالية من العيوب، ولم تشهد الشخصية أي تطور ملموس خلال الفيلم، وبدت الشخصية مملة وأقرب إلى الخيال.

وتجاهل الفيلم بعض العوامل الأساسية التي أثرت في فهم الشخصيات مثل الدين والطبقة الاجتماعية التي تنحدر منها، ولا يستغني الكُتَّاب عادة عن هذه العوامل عند التعريف بشخصيات العمل.

ولم يَحكِ الفيلم عن سارة مارديني سوى شغفها بأن تحقق أختها البطولة الأولمبية، ولم يُنصِف الفيلم شخصية سارة الحقيقية، التي حاولت تقديم المساعدة لبقية اللاجئين، لكن الفيلم لم يركز على هذه النقطة في الحبكة، وقد تجاوزها بسرعة ليصل إلى مشهد القبض على سارة في جزيرة ليسفوس اليونانية عام 2018؛ بعد اتهام السلطات لها بالتجسس وتسهيل الهجرة غير الشرعية.

وتعتقد منال أن سارة مارديني كانت تشعر بالذنب تجاه المهاجرين غير الشرعيين بعد أن أصبحت مهاجرة شرعية، ولم يُولِ الفيلم هذه النقطة اهتمامًا خاصًّا.

هذا وأشارت منال إلى أنها معجبة بالارتباط القوي بين الأختين فقط، ولديها روابط قوية بشخصية سارة التي واجهت الانكسار والقلق، وأكدت منال أنها عاينت قسوة النزوح والهجرة بعد أن اضطرت إلى مغادرة لبنان إلى أوروبا.

المصدر: Middle East Eye


 

 

اقرأ أيضاً :

البطلة الأولمبية السورية يسرا مارديني: اللاجئون لم يأتوا إلى بريطانيا للاستجمام

اللاجئون في بريطانيا يعولون على القضاء لوقف خطط الترحيل إلى رواندا

اللاجئ والمخرج السوري حسان عقاد يحذر من بريطانيا أن بلاده يكاد يطويها النسيان

 

loader-image
london
London, GB
7:45 am, Feb 24, 2025
temperature icon 10°C
moderate rain
Humidity 95 %
Pressure 1009 mb
Wind 9 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 6 km
Sunrise Sunrise: 6:56 am
Sunset Sunset: 5:31 pm