بريطانيا تدين تدنيس القبور وتحطيم الصلبان في مقبرة مسيحية بالقدس

أدانت الكنيسة الأنجليكانية والحكومة في بريطانيا تدنيس القبور وتحطيمها في مقبرة مسيحية بالقدس، في اعتداء جديد يُضاف إلى ملف اعتداءات الاحتلال على الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين على حد سواء.
ويأتي ذلك بعد أن أظهرت لقطات سجلتها كاميرات المراقبة اثنين من المستوطنين وهما يلقيان حجارة كبيرة على أكثر من 30 قبرًا، ويكسران الشواهد والصلبان في المقبرة البروتستانتية في منطقة جبل صهيون يوم الأحد الماضي.
مشاهد الاعتداء على القبور في مقبرة مسيحية بالقدس (يوتيوب)
إدانات لتخريب مقبرة مسيحية بالقدس
هذا وندد رئيس الأساقفة الأنجليكان في القدس المطران حسام نعوم باعتداء المستوطنين على المقبرة، وحذّر من تزايد جرائم الكراهية والاعتداءات التي يمارسها “اليهود المتطرفون” على المسيحيين وعلى أماكنهم المقدسة في الآونة الأخيرة.
وأشار المطران نعوم إلى أن استهداف الصلبان يُثبت أن “هذه الاعتداءات كانت بدافع التعصب الديني والكراهية ضد المسيحيين”!
من جهة أخرى وصف رئيس أساقفة كانتربري جوستين ويلبي تدنيس القبور بأنه “عمل همجي”، وطالب سلطات الاحتلال بمحاسبة مرتكبي هذه الاعتداءات.
وأعرب عن تضامنه مع رئيس الأساقفة حسام نعوم وغيره من قادة الكنيسة في القدس في مواجهة أي اعتداء على الأماكن المقدسة، وفي الدعوة إلى السلام والاحترام والأمان والمساواة والعدالة للمسيحيين في الأرض المقدسة.
وبهذا الصدد أعربت بريطانيا عن “استيائها” من الاعتداء على المقبرة البروتستانتية في منطقة جبل صهيون. وقال حساب القنصلية البريطانية بالقدس في تغريدة على تويتر: إن هذا الاعتداء هو الأخير في سلسلة الاعتداءات ضد المسيحيين وممتلكاتهم في المدينة القديمة وحولها.
وأكدت القنصلية البريطانية على وجوب محاسبة مرتكبي هذه الاعتداءات ذات الدافع الديني.
The UK is dismayed at the attack on the Jerusalem Protestant Cemetery on Mount Zion. This is the latest in a string of attacks against Christians and their property in and around the Old City. The perpetrators of religiously motivated attacks should be held accountable.
— UKinJerusalem🇬🇧 (@UKinJerusalem) January 4, 2023
كما نددت وزارة الخارجية “الإسرائيلية” بالتخريب الذي تعرضت له المقبرة. وغردت على تويتر: “هذا العمل غير الأخلاقي هو إهانة للدين ويجب محاكمة المعتدين”.
جدير بالذكر أن المقبرة البروتستانتية أُنشِئت في عام 1848 على أرض اشتراها المطران جوبات، ويرقد فيها علماء وسياسيون وعناصر من القوات المسلحة وعدد من رجال الدين المسيحيين.
انتهاكات متواصلة

ويعيد هذا الاعتداء الجديد إلى الأذهان مسلسل التضييق والاعتداءات المتواصلة، التي تستهدف مسيحيي القدس ومؤسساتهم وكنائسهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود.
فقد سبق واعتدى مستوطنون يهود على المقبرة البروتستانتية في مرات سابقة يعود آخرها إلى عام 2014. واعتدت قوات الاحتلال والمستوطنون على أكثر من مئة كنيسة ومقبرة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب قصف مقبرة وكنيسة بقطاع غزة.
ولا تزال مشاهد اعتداءات الاحتلال على مقابر المسلمين عالقة في أذهان الفلسطينيين أيضًا، رغم غيابها عن الضمير العالمي وعن رافعي رايات حقوق الإنسان. ففي عام 2018 اعتدت قوات الاحتلال على مقبرة الرحمة في القدس التي تحظى بأهمية خاصة؛ لاحتضانها قبور عدد من الصحابة والعلماء والقيادات وشهداء الفتوحات الإسلامية عبر التاريخ.

وفي عام 2021 جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقبرة اليوسفية في القدس التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد الدولة الأيوبية، وأعلنت تحويلها لحديقة “توراتية”، ومنعت المسلمين من الدفن فيها؛ في محاولة لطمس هويتها وفي تصعيد خطير ضد الأحياء والأموات في مدينة القدس المحتلة.
فضلًا عن تدنيس المسجد الأقصى واستخدام القوة المفرطة ضد المصلين بشكل همجي تحت أنظار العالم ومسامعه. ولكن الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته وتياراته أثبت دائمًا أنه شعب موحد في خندق واحد، خندق الدفاع عن أرض فلسطين ومقدساتها.
اعتداءات متواصلة.. تخريب مقبرة مسيحية بالقدس و اقتحام وزير “اسرائيلي” متطرف المسجد الأقصى (يوتيوب)
اقرأ أيضًا:
بريطانيا تستحوذ على قطعة أرض في القدس تأهبًا لنقل سفارتها إليها
الرابط المختصر هنا ⬇