ثغرة في نظام الهجرة تضع اللاجئين في بريطانيا في ظروف سيئة
![Asylum Seekers Homeless in the Cold Due to a Legal Loophole](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2022/12/IMG_5272.jpg.webp)
تسببت ثغرة في نظام الهجرة بوضع آلاف اللاجئين في بريطانيا في ظروف سيئة للغاية وصل الأمر ببعضهم إلى النوم في الشوارع لأيام بسبب عدم توفير سكن آمن يأويهم حر الصيف وبرد الشتاء.
الخلل يكمن في امتناع المجالس المحلية عن توفير مساكن للاجئين الذين حصلوا على حق الإقامة في بريطانيا عن طريق وزارة الداخلية التي ينتهي دورها في توفير دعم السكن بعد حصول اللاجئ على حق الإقامة والعمل.
الشاب السوري أحمد الحسن 30 عامًا أحد المتضررين من هذا الخلل تحدث إلى مراسل منصة العرب في بريطانيا AUK قائلًا: “اضطررت للنوم في الشارع بعد أن تم إجباري على الخروج من فندق الإيواء” (حيث يستضاف طالبو اللجوء مؤقتًا لحين البت في طلبات لجوئهم).
وأضاف: “بعد أيام من حصولي على حق اللجوء في بريطانيا جاءتني رسالة تفيد بالذهاب إلى المجلس المحلي لمنطقتي التي يقع فيها فندق الإيواء مجلس ريدبريج المحلي في لندن (Redbridge Council) فذهبت وقدمت لهم مستنداتي آملًا الحصول على سكن مؤقت لحين إيجاد عمل أستطيع من خلاله تأمين سكن دائم لي لكن السلطة المحلية رفضت تمامًا مساعدتي”.
معاناة اللاجئين في بريطانيا تستمر بعد حصولهم على الإقامة
![نظام الهجرة في بريطانيا](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2022/12/IMG_5268.jpg.webp)
بعد معاناة اللاجئين بالوصول إلى بريطانيا هربا من الاضطهاد والحروب وطلبا للمساعدة، والمصاعب التي يواجهونها في طريق الهجرة إلى بريطانيا، تبدأ معاناة جديدة بعد وصولهم بدءا من وضعهم في فنادق لأشهر “وقد تصل لسنوات” ودعمهم بمبالغ ضئيلة لا تتجاوز 8 باوند أسبوعيًا، إضافة إلى منعهم من العمل.
بعد كل هذه المعاناة يفرح اللاجئ بالحصول على حق الإقامة والعمل ليبدأ حياة جديدة في بريطانيا ولكن يفاجأ بتركه وحيدًا دون أي توجيه أو مساعدة ليواجه ظروف الحياة الصعبة في بريطانيا التي تشهد تضخمًا وغلاءً غير مسبوق في الأسعار، إضافة إلى صعوبة إيجاد سكن يأوي المهاجر قبل الحصول على العمل.
هذه الفترة قد تكون من أصعب الفترات على اللاجئ خصوصًا بأنه لم يسمح له بالعمل منذ وصوله، ما يعني بأنه لا يملك مالًا ليستأجر به سكنًا، ويطالب بالخروج الفوري من فندق الإيواء بعد الحصول على حق الإقامة والعمل لتبدأ مرحلة جديد من مراحل المعاناة ومواجهة الصعاب.
لماذا ترفض السلطات المحلية توفير مساكن للاجئين؟
![الهجرة إلى بريطانيا](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2022/12/IMG_5270.jpg.webp)
آلاف اللاجئين في بريطانيا يمرّون سنويًا بمثل هذه الظروف الاستثنائية بعد حصولهم على حق الإقامة والعمل ويصبح معظمهم بلا مأوى لمجرد وصول الموافقة من وزارة الداخلية ليضطروا للبحث عن مكان يأويهم لحين حصولهم على عمل يستعينون به على دفع إيجار غرفة في منزل مشترك في ظروف سيئة للغاية.
على الرغم من أن القانون يحتّم مساعدة اللاجئين في بريطانيا في المراحل الأولى بعد حصولهم على الإقامة وحتى الوصول لمرحلة يستطيعون فيها تحمل التكاليف، إلا أن المجالس المحلية ترفض رفضًا قاطعًا توفير الدعم اللازم لهم رغم أنها مسؤولة مسؤولية كاملة عن توفير السكن لجميع اللاجئين الحاصلين على حق الإقامة في بريطانيا.
معظم المجالس المحلية تعزي سبب عدم توفير إسكان للاجئين إلى الضغوط الشديدة عليها مقابل قلة الدعم الحكومي ومحدودية المساكن، لذلك تقرر بعضها إعطاء المساكن المتوفرة لديها إلى الأشخاص الأكثر حاجة “كالمسنين والمعاقين ومن لديهم أطفال أو يعانون من أمراض مزمنة”.
يقول أحمد الحسن: “لم أكن أتصور أن يعاملني موظفو المجلس المحلي لمنطقة ريدبريدج (Redbridge Council) بهذه الطريقة غير الإنسانية، حيث قالت لي المسؤولة عن ملفي “ناتاشا ماتيوس” بأن أعود إلى الشارع الذي أتيت منه إن لم أجد مكانًا لأنام فيه رغم حالة الطقس والبرودة الشديدة وتساقط الثلوج”.
وأضاف: “صدمت لوهلة وظننت أنها تمازحني قبل أن توفر لي سكنًا وأنا الذي قضيت ليلة كاملة أمام مقر المجلس في ظل البرد القارس بعد طردي من الفندق عقب حصولي على حق الإقامة، هل هكذا يعامل من يطلب المساعدة التي يكفلها له القانون؟ “.
بين وزارة الداخلية والسلطات المحلية
![أحمد الحسن](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2022/12/IMG_5274-scaled.jpg.webp)
يقول أحمد الحسن: “لم أكن أعرف ماذا أفعل فأشاروا إليّ بالتواصل مع منظمات مثل Street Link ومنظمة The Centre وغيرها ففعلت ولكن لم تتجاوب معي أي منظمة خصوصًا في ظل سوء الأحوال الجوية، ذهبت إلى مركز الشرطة فأكدوا لي بأنهم لا يستطيعون مساعدتي لكنهم سمحوا لي بالنوم داخل المركز حتى الصباح بسبب البرودة الشديدة في الخارج”.
“في الأيام التي تليها عدت إلى السلطة المحلية عدة مرات وكان الرد مماثلًا في كل مرة وذهبت لعدة منظمات وجميعها لم توفر لي مساعدة تذكر، حتى أشارت إليّ منظمة Shelter “المعنية بشؤون المشردين” لتعيين محام، والذي بدوره طلب مني 200 باوند للتعامل قانونيًا مع السلطة المحلية ولم أكن أملك هذا المبلغ”.
“العجيب في الأمر أن كل الجهات الي تواصلت معها تؤكد لي بوجوب العودة إلى السلطة المحلية التي ترفض تمامًا مساعدتي، حتى اضطررت لمخاطبة النائب البرلماني لمنطقة جنوب إلفورد سام تيري الذي تواصل مع السلطة المحلية لحل الأمر لكن لم يحصل أي جديد حتى الآن، واضطررت للتنقل بين بيوت الأصدقاء فينة وبين الحدائق والمنظمات (التي تأوي المشردين لليلة واحدة) فينة أخرى”.
“كل ما أحتاجه هو سكن مؤقت حتى أجد عملًا أستطيع به دفع أجر غرفة أو الحصول على سكن دائم، ليست لدي عائلة في بريطانيا وليس لدي مكان أذهب إليه، أعيش ظروفًا صعبة ولا أجد من يساعدني، حتى عندما عرضت أمري على الإعلام واجهت هجومًا من العرب الذين هم من أبناء جلدتي بدل أن يساعدوني في إيجاد حل للوضع الصعب”.
هل يتحمل اللاجئون الخلل في نظام الهجرة؟
![معاناة اللاجئين في بريطانيا](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2022/12/IMG_5271.jpg.webp)
بعد أيام من انتشار الفيديو الذي تحدث فيه أحمد لمنصة العرب في بريطانيا معبرا فيه عن ظروفه الصعبة، واجه الشاب هجومًا عنيفًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي معظمهم من العرب المقيمين في بريطانيا دون أي تبرير حيث اتهمه البعض بالكذب وآخرون بالكسل والاعتماد على المساعدات، بل وصل بالبعض إلى تجريده من جنسيته بسبب لكنته “كونه ولد في أحد الدول الخليجية”.
أحمد وغيره من اللاجئين في بريطانيا القادمين حديثًا إلى البلاد يعانون ظروفًا قاسية ولا يستحقون مثل هذه المعاملة خصوصًا من الإخوة العرب الذين يعيشون في الغربة حيث يواجهون نظامًا مهترئًا من جهة، ومن جهة أخرى تعليقات سلبية وشتم غير مبرر، بل ينتظرون تقديم المشورة القانونية من المختصين أو عصارة الخبرات ممن مرّوا بمثل هذه الظروف.
اتهام اللاجئ وشتمه ووصفه بأوصاف لا تليق بدل مساعدته وإعطائه النصائح ينمّ عن سلوك سيء من أولئك الأشخاص الذين اعتادوا على الانتقاد خلف الشاشات، بل الأجدر بالعرب “المعروفين بأخلاقهم الحميدة وإغاثة المحتاج” التكاتف لتقديم العون والمساعدة ماديًا أو معنويًا أو كمشورة لشباب عانوا الأمرّين حتى وصلوا إلى بريطانيا لإيجاد مأوى من الحروب والاضطهاد والاستقرار فيها وبناء حياة أفضل.
اقرأ أيضًا :
بريطانيا تخطط لشراء كبائن المشجعين في قطر لإيواء اللاجئين
وزير بريطاني سابق يطالب الحكومة بتشغيل اللاجئين من كل الجنسيات
الرابط المختصر هنا ⬇