تيلغراف: الرواتب في بريطانيا لن تبقى سراً بعد الآن!

لا تتردد هانا ويليامز عن إخبار الناس بأنها كسبت ما يقارب 95 ألف باوند العام الماضي، حيث أصبحت الرواتب في بريطانيا من الأمور التي تُشارك ببساطة مع الآخرين.

وبهذا الصدد قالت هانا في مقطع فيديو على تيك توك إنّها سعيدة حقًا لأنّ البريطانيين تجاوزوا هذه المحظورات. وتعرض مقاطع فيديو أخرى على قناتها ممرضات ومهندسو برمجيات وأساتذة وعمال بناء طرح عليهم سؤال: ماذا تعمل، وكم تكسب؟

الموظفون يشاركون معلومات الرواتب في بريطانيا

هانا ويليامز هي مثال من مجموعة متنامية من العمال الشباب في بريطانيا الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مزيد من الشفافية حول الرواتب. وقد تتطور الظاهرة من مسألة اختيار بين الإفصاح عن الراتب من عدمه إلى الإفصاح عنه مباشرة دون تردد.

وفي وقت سابق من هذا العام، أدخل المشرعون في نيويورك قواعد جديدة لمطالبة جميع الشركات تقريبًا بتوفير نطاقات رواتب للوظائف. ويرى البعض أنّ هذه القوانين بعيدة كلّ البعد عن الشفافية والدقة ما يسمح للشركات بتحديد نطاقات رواتب ضخمة تصل إلى عشرات الآلاف من الباوندات.

ومع ذلك، فإنّ الاتجاه المهيمن على سوق العمل الآن هو الشفافية. وها هي الشركات الكبرى في الولايات المتحدة تطرح الآن شروط القوانين الجديدة، إذ قالت شركة مايكروسوفت إنّها تأمل في أن يؤدي هذا التغيير إلى ضمان تجربة متسقة للباحثين عن عمل في الشركة.

يمكن أن يصبح الإفصاح عن الرواتب أكثر شيوعًا في بريطانيا أيضًا. يقول سايمون وينجيت، العضو المنتدب في موقع الوظائف Reed.co.uk، إنّه ربما يكون من المبكر القول إنّ كانت بريطانيا ستتبع نفس النهج التشريعي القائم في الولايات المتحدة، ولكن يبقى الاهتمام بشفافية الرواتب واضحًا خاصة في خضم ظروف غلاء المعيشة ونقص الموظفين.

إحصائيات تؤكد العكس

يبدو أنّ الإحصائيات حتى هذه اللحظة تشير إلى عكس الاتجاه المذكور أعلاه، حيث تشير الأرقام التي جمعها موقع (Reed) إلى أنّ نسبة الوظائف التي لا تعلن عن الراتب ارتفعت بين شهري مارس وأكتوبر هذا العام.

وأظهرت أرقام أخرى من موقع (Indeed.com) أنّ أقل بقليل من نصف الوظائف على الموقع (14 مليون وظيفة) تضمنت بيانات الرواتب على مدار الأشهر الثلاثة حتى نهاية شهر يونيو.

ووفقًا لموقع ريد، فإنّ إعلان الوظيفة مع الراتب في بريطانيا يتلقى طلبات التقديم بنحو 37٪ أكثر من العروض التي تكون دون ذكر الراتب. ومع ذلك، يقول وينجيت، إنّ العديد من أرباب العمل يفضلون عدم الكشف عن الراتب لأنّهم يقررون تحديده بعد الاطلاع على خبرة المرشح من جهة، ولأنّهم قلقون من تأثير الشفافية على الموظفين الحاليين من جهة أخرى.

الحكومة تدرس تشريع الكشف عن الرواتب في بريطانيا

كشفت الحكومة البريطانية في وقت سابق من هذا العام عن نيتها لخطط تجريبية تجعل الشركات توافق على إدراج تفاصيل الراتب في إعلانات الوظائف والتوقف عن سؤال المرشح عن راتبه السابق أو الراتب المحتمل للوظيفة الجديدة. ويجري حاليًا وضع تفاصيل المخطط الذي تلقى بالفعل تمويلًا.

تقول ماريا كولفيلد، عضوة البرلمان التي تولت منصب وزيرة شؤون المرأة في أواخر أكتوبر، إنّ المخطط هو مفتاح الحد من عدم المساواة لأنّه يعزز الشفافية التي توفر قاعدة أجور ثابتة للنساء وتمكنهن من التفاوض بشأن رواتبهن. كما أنّه وسيلة ضغط استخدمته المجموعات الداعية للمساواة بين الجنسين.

تجدر الإشارة إلى أنّ إدخال تغييرات شاملة لفرض الإفصاح عن الأجور لن يأتي دون عقبات، إذ أعربت هذه المجموعات عن قلقها من أن ينحرف المخطط في الاتجاه الخاطئ. ففي النرويج، على سبيل المثال، يكون راتب أي موظف مدرجًا في هيئة الشؤون العامة ويمكن البحث عليه، على الرغم من أنّ الناس لا يستطيعون القيام بذلك دون الكشف عن هويتهم.

تقول جميما أولشاوسكي من جمعية فوسيت (Fawcett Society) إنّ رواتب النساء، كما يعلم الجميع، أقل من المتوسط العام للرواتب، لذلك إذا كان هناك نظام يكشف عن كل هذه المعلومات، ويمكن لأصحاب العمل المحتملين التحقق منه لمعرفة ما يمكنهم دفعه ، فإنّ ذلك لن يكون في صالح النساء العاملات.

ويقول سيباستيان كايل، المؤسس المشارك في شركة التوظيف (Renaissance Leadership) إنّ بعض المرشحين أكثر خبرة من غيرهم ما يحتم عليك أن تدفع لهم أكثر قليلًا مقارنة بالموظفين الآخرين. ولأنّ شروط التوظيف وطبيعة الوظائف مختلفة فإنّ الشفافية تكون محدودة نوعًا ما.

من المرجح أن تطرح هذه النقاط أكثر في الأشهر المقبلة مع بدء المخطط التجريبيّ بشأن شفافية الأجور في بريطانيا.

المصدر: تيلغراف 

اقرأ أيضًا:

تقارير: تفاوت كبير في سلم الرواتب بين الطبقة العاملة والوسطى في بريطانيا

الإعلان عن وظائف شاغرة في بريطانيا برواتب تزيد عن 50 ألف باوند

متاجر ألدي ترفع رواتب الموظفين للمرة الثالثة هذا العام مع ارتفاع تكاليف المعيشة