لماذا لا ينصح باستخدام عداد الطاقة الذكي في منازل بريطانيا؟
بينما يهرع كثير من الناس لإرسال قراءات عداد الطاقة الخاصة بهم قبل الأول من أكتوبر، كان أولئك الذين يخضعون لتعريفة ثابتة السعر والعائلات التي تستخدم العدادات الذكية يجلسون مسترخين!
وعلى الرغم من أن ملايين المنازل ستُركَّب فيها عدادات ذكية خلال السنوات القادمة، فإن عملية الإطلاق الوطنية التي سيقدم من خلالها موردو الطاقة عدادات ذكية لجميع المنازل بحلول نهاية عام 2025، أثبتت أنها مثيرة للجدل جدًّا.
لذا تتطلع الحكومة إلى تغيير طريقة عمل الأجهزة؛ لتمكين الموردين من شحن مزيد من الكهرباء في أوقات الذروة وبوقت أقل خلال فترة انخفاض الطلب. كما يمكن للعدادات الذكية بالفعل إرسال تقارير استخدام كل نصف ساعة، ولكن في الوقت الحالي يجب على العملاء الاشتراك لتفعيل هذه الميزة.
يُذكَر أن مكتب أسواق الغاز والكهرباء يعمل على تغيير القواعد بحيث يكون تكرار التحديثات إعدادًا افتراضيًّا. وسيتعين على العملاء الذين لا يرغبون في مشاركة هذه البيانات أن يطلبوا “إلغاء الاشتراك” بدلًا من ذلك. وستدخل هذه التغييرات نطاق الخدمة بحلول عام 2025.
قد تجعل العدادات الذكية مسألة تبديل مزودي الغاز والكهرباء صعبة
تلقى المستخدمون الأوائل للعدادات الذكية صدمة كبيرة عندما حاولوا لاحقًا تبديل مزود الطاقة، حيث لا تتوافق بعض العدادات الذكية من “الجيل الأول” التي تُركَّب في المنازل حاليًّا مع أي شبكة اتصالات وطنية جديدة، وهي الطريقة التي تُنقَل بها بيانات الاستخدام الخاصة بالعملاء إلى مزود الطاقة الخاص بهم.
ويمكن أن تصبح العدادات غير المتصلة بهذا النظام “غبية”، وذلك عندما يغير المستهلكون الموردين، ما يعني أن عداداتهم الذكية الجديدة ليست أفضل من العدادات القديمة!
كما سيتعين على العملاء إرسال قراءات يدوية كما كان يحدث سابقًا، وهو أمر ربما يكون في الواقع أكثر صعوبة باستخدام “عداد ذكي يتحول إلى غبي” من جهاز قياس تقليدي.
وعلى الرغم من أن هذه المشكلات لا ينبغي أن تؤثر على مستخدمي العدادات الذكية الجدد، فإنها تشير إلى المشكلات التي ابتُلِي فيها هذا النظام.
وتُسجَّل هذه العدادات في شبكة وطنية لإصلاح المشكلة. فضلًا عن ذلك توقفت بعض شاشات العرض الداخلية عن العمل التي تُظهر للعميل مقدار الطاقة التي يستخدمها بمجرد تسجيل العدادات في الشبكة.
هناك مشكلة أخرى، وهي أن الأجهزة المرتبطة بالعدادات الذكية ستحتاج إلى تحديث في مناطق وسط إنجلترا وجنوبها؛ وذلك بعد أن أعلنت الحكومة ومزودو خدمات الهاتف المحمول عن خطط للتخلص التدريجي من شبكات الهاتف المحمول 2G و 3G بحلول عام 2033.
قد تفوتك أفضل عروض الطاقة!
تقليديًّا لم تكن أفضل عروض الطاقة متاحة لمستخدمي العدادات الذكية. فقبل أزمة أسعار الغاز، كان عرض واحد فقط من بين كل ستة عروض متاحًا لمستخدمي العدادات الذكية. ولكن هذا الأمر لم يَعُد يُمثل مشكلة الآن؛ نظرًا إلى أن الغالبية العظمى من العائلات تعتمد على التعريفة الافتراضية لمورديها مع حماية الأسعار من خلال تحديد سقف السعر.
ومع ذلك ستدخل شركات الطاقة في مرحلة ما بعد تعريفات العدادات الذكية التي من شأنها أن تخفض فواتير المنازل من خلال تغيير تكاليف الكهرباء على مدار اليوم.
تبنَّى سياسةَ العدادات الذكية لأول مرة زعيمُ حزب العمال السابق “إد ميليباند” -ولاحقًا حزب المحافظين- بوصفها طريقة لتقليل استخدام الطاقة في بريطانيا. وكانوا مشهورين في أوروبا لهذا السبب.
ومع ذلك يجادل بعض الناس بأنه لا يوجد دليل حقيقي يدعم الادعاء القائل إن العداد الذكي يمكن أن يحدث ثورة في عادات الطاقة.
هناك مخاوف من استغلال خصوصية البيانات
يتمثل الشاغل الأساسي لمنتقدي العدادات الذكية -إلى جانب التكلفة- في مخاوف الخصوصية المحتملة التي تأتي مع نقل بيانات الأسرة إلى المورد. كما تصر شركات الطاقة على أنها هي التي يمكنها رؤية بياناتك فقط، وأنه لا يمكن نقل هذه المعلومات إلى طرف ثالث دون إذن صريح من العميل.
ووفقًا لمجموعة (Octopus Energy) لا يمكن حتى لمشغل الشبكة قراءة بيانات الكهرباء الخاصة بالعميل، حيث إنها تُشفَّر قبل وصولها إليهم.
ومع ذلك فإن ميثاق الخصوصية الذي وضعته الهيئة التجارية للطاقة في المملكة المتحدة ينص على أنه يجوز منح المنظمات التي يبرم الموردون عقودًا معها إمكانية الوصول إلى المعلومات التي جمعها جهاز القياس الخاص بالعميل.
وفي ظروف معينة، يمكن منح الشرطة أو المنظمات الأخرى -ويشمل ذلك الهيئات الصناعية المشاركة في اكتشاف السرقة أو الاحتيال ومنعهما- إذنًا بالوصول إلى بيانات العميل وفقًا لقانون حماية البيانات.
ومع أن العدادات الذكية ترسل قراءات العدادات إلى مورد الطاقة الخاص بالعميل، فإنها لا تخزِّن الاسم أو العنوان أو تفاصيل الحساب المصرفي.
كيف تعمل العدادات الذكية؟
تأتي العدادات الذكية مع جهاز عرض لتتبع مقدار الطاقة المستخدمة بشكل أكثر دقة. ويرسل العداد الذكي قراءات تلقائية إلى الموردين، ما يعني أن من غير المرجح أن يدفع العملاء أقل من اللازم أو أنهم يدفعون مبالغ زائدة مقابل الغاز والكهرباء.
ويقدم بعض موردي الطاقة تعريفات خاصة تختلف في تكلفة الكهرباء على مدار اليوم. كما يمكن لمستخدمي العدادات الذكية استخدامها لخفض استهلاكهم عندما يكون سعر الطاقة مرتفعًا، حيث يمكن استهلاك المزيد عند انخفاض السعر.
وبالنسبة إلى معظم المستخدمين، تعمل التعريفات بنفس طريقة عمل العداد التقليدي. ويدعي أنصار العدادات الذكية أن القدرة على رؤية كمية الطاقة التي تستهلكها العائلات ستغير عاداتها.
هل يمكنك رفض العداد الذكي؟
العدادات الذكية ليست إلزامية، ويمكن لدافعي الفواتير رفض تثبيت الأجهزة، كما يمكنك القيام بذلك إلى أجل غير مسمى.
ويمكن لشركات الطاقة إجبار العملاء على استبدال عدادهم الحالي إذا اعتُبِر خطرًا على السلامة أو لم يَعُد يعمل بشكل صحيح.
ويمكن للمستهلكين الذين لديهم بالفعل عداد ذكي أن يطلبوا إزالة الجهاز في أي وقت. ومع ذلك، يمكن للموردين فرض رسوم على العملاء لتغطية هذه التكلفة.
ما مقدار الطاقة التي يهدرها العملاء؟
وفقًا لشركة الطاقة المعروفة (Utilita)، لا يدرك الكثيرون تكلفة ترك الأجهزة في وضع الاستعداد. ففي المتوسط تحتوي المنازل البريطانية على 10 عناصر غير مستخدمة ومع ذلك تكون موصولة بالكهرباء. وذكرت الشركة أن 3 من كل 10 أشخاص يتركون أدوات كهربائية في وضع الاستعداد على الرغم من عدم استخدامها لأكثر من عام!
إن ترك أكثر 10 منتجات مستهلكة للطاقة في وضع الاستعداد على مدار العام يكلف البريطانيين 2.2 مليار باوند. وهذا يُعَد أكثر مما لو جرى فصلها من القابس. وقالت الشركة: إن التلفزيون في وضع الاستعداد يكلف البريطانيين أكثر من 430 مليون باوند من الكهرباء المهدرة سنويًّا.
وبينما تبلغ تكلفة استهلاك التلفزيون المنزلي للكهرباء 16 باوند، يمكن أن تضيف الطابعة أو الماسح الضوئي 6.50 باوندات. وربما تُعَد هذه الأرقام صغيرة نسبيًّا، إلا أنها تتزايد بسرعة عند ترك أجهزة متعددة قيد التشغيل.
هذا وتوفر العدادات الذكية للعائلات بيانات أكثر دقة بشأن مقدار الاستهلاك في منازلها. ويدعي أنصار الأجهزة الذكية أنها تمنح العملاء مزيدًا من المعلومات بشأن الاستهلاك وتوفر في النهاية المال والطاقة.
اقرأ أيضًا:
عواقب أزمة غلاء المعيشة.. انتشار حوادث سرقة عدادات الغاز في لندن!
غلاء الأسعار في بريطانيا يتسبب بارتفاع أعداد المرضى الذين يعانون من سوء التغذية
لماذا تعجز بعض العائلات في بريطانيا عن الحصول على معونة الطاقة؟
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
7°C