تبرئة وإطلاق سراح عدنان سعيد بعد قضاء عقدين في السجن بتهمة قتل شريكته
أفرج القضاء الأمريكي عن عدنان سعيد بعد أن قضى عقدين من الزمن في السجن بتهمة قتل شريكته هاي مين لي.
وحكمت القاضية ميليسا فين بوضع عدنان سعيد في الإقامة الجبرية ومراقبة تحركاته باستخدام نظام (GPS)، وأعطت القاضية السلطات الأمريكية 30 يومًا لاستئناف المحاكمة أو إغلاق ملف القضية، وذلك بعد أن أخفت السلطات دليل براءة عدنان سعيد.
وقالت القاضية فين بعد جلسة الاستماع: “حسنًا يا سعيد، أنت حر الآن وبإمكانك الذهاب إلى عائلتك”.
والتقطت الكاميرات صورًا لسعيد وهو يقود سيارته محاطًا بأنصاره.
هل أخفت السلطات الأمريكية أدلة براءة عدنان سعيد؟
After 23 years, #AdnanSyed is free. pic.twitter.com/GoBhLZ3XBo
— Khaled Beydoun (@KhaledBeydoun) September 19, 2022
وكانت شريكة سعيد في الـ18 من عمرها عندما تعرضت للخنق والقتل، وعُثِر على جثتها مدفونة في ليكين بارك بالتيمور بتاريخ شباط/فبراير عام 1999.
وانتهت أول محاكمة لعدنان سعيد في كانون الأول/ديسمبر عام 1999 دون إدانته.
وحُكِم على عدنان سعيد بالسجن المؤبد في شباط/فبراير عام 2000 بعد إدانته بجريمة القتل، وقضى سعيد أكثر من عشرين عامًا خلف القضبان.
واقتيد سعيد يوم الإثنين إلى المحكمة، حيث كان بانتظاره محاميته الخاصة وممثلون عن عائلته.
وحظيت القضية باهتمام كبير في عام 2014؛ بعد أن تناولها مسلسل (Serial) في أول مواسمه، وأثار المسلسل بعض الشكوك حول الأدلة التي وردت في القضية.
ويتناول مسلسل (Serial) قصصًا لجرائم حقيقة، وقد حاز المسلسل على جائزة (peaboy).
الاشتباه باسمين آخرين بالتورط في قتل شريكة عدنان سعيد هاي مين لي
وشكك قاضٍ في ولاية ماريلاند بمصداقية الأدلة المتعلقة بالهاتف المحمول والتي استُخدِمت لإدانة سعيد، وأشار القاضي عام 2016 إلى أن سعيدًا يستحق أن تعاد محاكمته.
وقالت المحامية والناشطة ربيعة شودري: “إن عدنان هو أقرب صديق لأخي، وقد أكد على براءته منذ اليوم الذي أُوقِف فيه على ذمة التحقيق في الـ26 من شباط/فبراير، وأنا كذلك أصدقه”.
وأضافت شودري: “إن معظم الأدلة التي جُمِعت تشير إلى براءة عدنان سعيد، وقد حلل المعمل الجنائي عيِّنات من شعر الجاني الذي سقط على الضحية، ولم تكن العيِّنات متطابقة مع الحمض النووي الخاص بسعيد، كما حللت الشرطة العشرات من عيِّنات التربة التي أُخِذت من ملابس عدنان سعيد وحذائه وسيارته وغرفته، ولم تتطابق العيِّنات مع التربة الموجود في متنزَّه ليكين الذي دُفِنت فيه جثة الضحية”.
وبهذا الصدد علَّقت عائلة الضحية هاي مين لي بالقول: “يؤلمنا أن كثيرًا من الناس يدافعون عن شخص ارتكب جريمة مروعة ودمر عائلتنا ورفض تحمل مسؤولية جريمته، في حين لم يقف كثيرون في صف الضحية”.
وقالت الأسرة أيضًا: “نحن لم نكتفِ بالقراء عن القضية عبر الإنترنت فحسب، بل استمعنا لكثير من المحاكمات والشهادات ورأينا الأدلة”.
وطعنت السلطات الأمريكية بقرار إعادة محاكمة سعيد، كما رفضت المحكمة في ماريلاند والمحكمة العليا الأمريكية إتاحة الفرصة لسعيد ليحاكم ثانية.
وقال المدعي العام: إن إجراء تحقيقات مطولة بعد العثور على أدلة من شأنها أن تساهم في تبرئة سعيد.
“وقد خلصت التحقيقات إلى معلومات جديدة يُكشَف عنها للمرة الأولى، حيث وردت أسماء اثنين من المشتبه بهم، كما خلصت التحقيقات إلى أن البيانات الواردة من برج اتصالات الهواتف المحمولة غير كافية لإدانة سعيد”.
ورفض المدعي العام الإدلاء بأي معلومات جديدة حول هُوِية المشتبه بهم؛ حفاظًا على سرية التحقيق، لكنه أكد أنهم كانوا في دائرة المشتبه بهم، إلا أن لجنة الدفاع لم تأخذهم على محمل الجد في ذلك الوقت.
وقالت مساعدة المدعي العام: “يوجد بعض الأسباب التي من شأنها أن تُبرِّئ عدنان سعيد، إذ إننا نشكك في مدى مصداقية الشهود، وقد يكون المحقق متحيزًا أيضًا”.
وأضافت: “أتفهم مدى صعوبة تصديق الأمر، لكن لا بد من العثور على المجرم الحقيقي”.
ولم تعلق عائلة الضحية بعد.
وانتظر المحققون نتائج تحليل الحمض النووي قبل أن تتخذ المحكمة القرار بافتتاح محاكمة جديدة، أو إغلاق الملف والحكم ببراءة سعيد.
هذا وأشارت مساعدة المدعي العام إلى أنه لا بد من السعي بشكل جدي لتحقيق العدل في هذه القضية.
اقرأ أيضاً :
الإفراج عن مدرس بريطاني احتجز خمس سنوات في اليمن بتهمة التجسس
بريطانيا تدرس الإفراج المشروط عن 100 مدان بالإرهاب
مطالبات بتدخل وزيرة خارجية بريطانيا لإطلاق سراح سجينة سعودية
الرابط المختصر هنا ⬇