هل ترتفع الأسعار في بريطانيا بشكل أسرع من غيرها؟

ارتفعت الأسعار في بريطانيا بنسبة 9.9 في المئة منذ آب/أغسطس الماضي، إلا أن مستوى الارتفاع كان أبطأ مما كان عليه في شهر تموز/يوليو.
تواجه المملكة المتحدة عدة قضايا إشكالية تتسبب في تزايد ارتفاع الأسعار؛ منها: حالة التضخم وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحرب الروسية في أوكرانيا.

وتنطبق الإشكاليات ذاتها -مع تفاوت تأثيرها- على باقي دول أوروبا، وبخاصة تلك التي تربطها علاقات جغرافية وثقافية واقتصادية وتاريخية بروسيا.
إذ ارتفعت الأسعار في دول البلطيق التي تضم (لاتفيا وليتوانيا وإستونيا) بأكثر من ضعف ما هي عليه في المملكة المتحدة بنسبة تجاوزت 20 في المئة، وكانت الدول الثلاث جزءًا من الاتحاد السوفيتي السابق.

وجاء أعلى ارتفاع آخر في الأسعار من بين أنحاء أوروبا جميعها في الدول التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي السابق في الشرق. إذ ارتفعت الأسعار في جمهورية التشيك والمجر وبولندا بأكثر من 10 في المئة.
وبهذا الصدد يقول دوغلاس ماكويليامز نائب رئيس مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال (Cebr): إن هذا التغيير مرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات ذات الصلة، إلا أن جزءًا منه بسبب التركيبة الاقتصادية لهذه البلدان.
البلدان الأكثر تشابهًا مع المملكة المتحدة

لم تشهد البلدان منخفضة الدخل في إفريقيا وآسيا معدلات تضخم كالمستويات التي عليها الحال في أوروبا، على الرغم من ارتفاع تكاليف الطاقة والغذاء في جميع أنحاء العالم؛ ربما بسبب اختلاف النظم الغذائية أو بعدها عن الحرب.
تمكنت سويسرا وفرنسا من السيطرة على التضخم بشكلٍ أفضل من بقية دول أوروبا، في الوقت الذي ترتفع فيه الأسعار في هولندا وإسبانيا وبلجيكا ارتفاعًا أسرع من المملكة المتحدة.
ومع ذلك، فإن المملكة المتحدة تملك أعلى معدل تضخم في مجموعة السبع التي تشمل أكبر سبعة اقتصادات وديمقراطيات في العالم.
وأرجع نائب رئيس مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال (Cebr) قدرة سويسرا على السيطرة على التضخم إلى نمو الجانب الزراعي فيها واعتمادها على الطاقة الكهرومائية، ما جعلها بعيدة التأثر عن أزمة الغاز التي تعيشها أوروبا نتيجة الحرب الروسية بأوكرانيا.
لمَ التضخم أعلى في المملكة المتحدة من الاقتصادات الكبيرة الأخرى؟

قال ماكويليامز إن هناك أربعة عوامل رئيسة:
1. ضعف الباوند جعل الواردات أكثر تكلفة
2. أدت مستويات البطالة المنخفضة نسبيًّا إلى ارتفاع تكلفة العمالة
يُصنَّف مستوى البطالة في المملكة المتحدة ضمن أدنى مستوى له منذ 48 عامًا، ولكنه قريب من المتوسط الحالي لمجموعة السبع.
ومع ذلك فلدى المملكة المتحدة أقل عدد من الأشخاص الذين هم في سن العمل، وسجلت الإحصائيات أكثر من 1.3 مليون وظيفة شاغرة في كل شهر منذ بداية العام الحالي.
3. الانتقال إلى اقتصاد غير نقدي
4. خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
يُفضِّل بعض الاقتصاديين تصنيف البلدان المختلفة من خلال النظر إلى التضخم بوصفه عاملًا أساسيًّا، واستبعاد أشياء تكون أكثر موسمية وتتغير بانتظام مثل الطاقة والغذاء.
وعلى هذا المقياس، فإن أداء المملكة المتحدة أسوأ، حتى من دول كهولندا التي كان معدل التضخم الإجمالي فيها أعلى.
هذا ويرى سام تومبز كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة في شركة بانثيون ماكروإيكونوميكس الاستشارية للأبحاث الاقتصادية أن هذا يُعَد دليلًا على أن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي صغير مقارنة بباقي العوامل والأزمات.
اقرأ أيضًا:
لمواجهة أزمة غلاء الأسعار في بريطانيا.. 8 إرشادات لتقليل مصروفاتك
كيف تحصل على معونة بقيمة 812 باوند لمواجهة غلاء الأسعار في بريطانيا؟
المتسوقون يندفعون نحو متاجر ليدل وألدي لمواجهة غلاء الأسعار في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇