لا نسب يربط الملكة إليزابيث بالنبي الأكرم محمد

قال مؤرخ بريطاني وخبير في الأنساب: إنه لا يوجد دليل على ارتباط نسب الملكة إليزابيث بالنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، ما ينفي صحة عدة تقارير ادعت ذلك.

وبحسَب ما زعمت التقارير فقد اختلطت دماء العائلة المالكة البريطانية بسلالة النبي الأكرم بعد ارتباط أحد أفرداها بأميرة مسلمة تدعى زايدة عاشت في إشبيلية في القرن الحادي عشر، لكن شخصية الأميرة ما زالت غامضة في تاريخ العرب في الأندلس.

ارتباط نسب الملكة إليزابيث بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بين الحقيقة والخيال

Interesting, short Robert Sepehr video on the ancestry of Queen Elizabeth II, a lineage stretching back to the Prophet Mohammed and, long before him, to the ancient red-haired race that once ruled the Earth.

Elizabeth II related to Prophet Muhammad

Part 1 pic.twitter.com/gBXTmYQFnO

— Robert Kearney (@Robkearney1981) September 8, 2022

ونُسِبت هذه التقارير إلى عالم الأنساب البريطاني بيرك بيرج المتخصص بشجرة الأسرة المالكة ونسبها، لكن وسائل الإعلام البريطانية أعادت نشر التقرير بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية.

وأشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن المؤرخ بيرك بيرج ربط نسب الملكة إليزابيث الثانية بسلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مقال نشره بيرك في إحدى وسائل الإعلام المغربية.

لكن بيرج تحدث إلى موقع (Middle East Eye) عبر البريد الإلكتروني قائلًا: “للأسف ليس لدينا معلومات حول ارتباط الملكة إليزابيث بنسب النبي محمد، وأوكد أنني لست مصدر هذه المعلومة التي كررها كثير من الناس مرارًا وتكرارًا على مر السنوات”.

وقال بيرج: إن مصدر المعلومة يعود إلى الضابط وعالم الأنساب البريطاني إيان مونكريف”.

وحث بيرج المؤرخين والباحثين على التحقق من صحة هذه المعلومة بطريقة علمية وصحيحة.

ما مضمون الرسالة التي تلقتها مارجريت تاتشر حول علاقة الملكة إليزابيث بسلالة نبي الإسلام؟

ولا يوجد أي دليل علمي موثق ينص على وجود ارتباط بين نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم والملكة إليزابيث.

لكن مفتي مصر السابق علي جمعة زعم أن جد الملكة كان مسلمًا وأُجبِر على اعتناق المسيحية خلال فترة انتشار محاكم التفتيش في طريقه للعودة إلى إنجلترا، علمًا أن جد الملكة إليزابيث هو الملك جورج الخامس الذي حكم البلاد بين عامي 1910 و1936.

وبهذا الصدد نشرت (United Press International) بيانًا صحفيًّا في تشرين الأول/أكتوبر عام 1986 موقَّعًا من قبل مجموعة تدعى “مسلمون في قصر باكينجهام”، ونقل البيان رسالة كتبها (Harold Brooks-Baker) إلى رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر، وبحسَب ما ورد في الرسالة فإن الملكة إليزابيث تنحدر من أصول مسلمة.

وورد في الرسالة: “على الرغم من ارتباط نسب العائلة المالكة بالنبي محمد، فإن ذلك قد لا يعني حماية العائلة من خطر الإرهاب”.

“إن الكثير من البريطانيين لا يعرفون أن ملكتهم تنحدر من نسب نبي المسلمين، كما أن جميع الزعماء العرب فخورون بذلك”.

وعند سؤال بيرك عن مضمون الرسالة قال الأخير لموقع (Middle East Eye): “للأسف نحن لا نمتلك أي دليل لتأكيد ذلك، وليس لدينا سجل دقيق لنسب العائلة المالكة، وإذا كانت المعلومة دقيقة وصحيحة فلا بد أن يُجري الباحثون مزيدًا من الأبحاث لتقديم إجابة وافية”.

من هي الأميرة زايدة؟

عاشت الأميرة زايدة في مدينة إشبيلية، وبحسَب بعض الروايات فإن دخول زايدة إلى شجرة العائلة المالكة هو سبب ارتباط نسب الملكة إليزابيث بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وبحسَب الروايات فإن الأميرة زايدة هربت من إشبيلية واعتنقت المسيحية وأصبحت تدعى إيزابيلا، ويعتقد بعض الناس أن هذه الشخصية الغامضة كانت ابنة المعتمد بن عبَّاد سليل إحدى العشائر الهاشمية، وقد أصبحت زايدة عشيقة الملك ألفونسو السادس ملك قشتالة وعدو أبيها اللدود.

وتزعم الرواية التاريخية أن إحدى حفيدات الأميرة زايدة تزوجت ريتشارد كونيسبرو أحد نبلاء مدينة كامبريدج في القرن الرابع عشر، والذي كان بدوره أحد أسلاف الملكة إليزابيث الثانية.

ولكن شخصية الأميرة زايدة ما زالت مبهمة للغاية ويحيط بها الكثير من الغموض.

وفي هذا السياق قالت باتريشيا جريف أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة كولومبيا لموقع (Middle East Eye): “هناك كثير من التكهنات حول علاقة الأميرة زايدة بالملك الفونسو السادس”.

وأضافت: “يبدو أن هذه الروابط مبنية على الافتراضات والتخمينات والخرافات”.

“إحدى القصص التي وردت: أن الملك ألفونسو السادس ربح الأميرة كجارية بعد فوزه في مباراة شطرنج ضد المعتمد ملك إشبيلية المسلم في ذلك الوقت. نلاحظ أن هذه الأسطورة تحاول القول إن ابنة الملك كانت بقيمة أرضه، وإن الملك ألفونسو لم يسفك أي دماء ليأخذ الأرض لكنه استطاع الفوز بابنة الملك!”.

وأشارت جريف إلى أن طبيعة العلاقة التي جمعت الملك ألفونسو بالأميرة زايدة ما زالت غامضة؛ إذ ليس من الواضح ما إذا كانت عشيقته أم زوجته.

وأضافت جريف: “إذا كانت الأميرة زايدة قد اعتنقت المسيحية وغيَّرت اسمها إلى إيزابيلا فإن ذلك يعني وجود ارتباط بينها وبين سلالات الملوك في أوروبا”.

لكن أؤكد أن الأميرة زايدة هي شخصية من نسج الأساطير والخيال، وليس لها أساس تاريخي حقيقي”…

وتابعت جريف: “لا أعتقد أنني سأُفَاجأ إذا عثر الباحثون على صلة بين نسب الملكة إليزابيث والنبي محمد، مهما كانت الصلة متباعدة زمنيًّا”.

من الجدير بالذكر أن موقع (Middle East Eyes) لم يعثر على أي أثر لمجموعة “مسلمون في قصر باكينجهام”، وقد تواصل الموقع البريطاني مع صحيفة الأسبوع المغربية من أجل التأكد من الحقائق التي نشرتها، لكنها لم تستجب.

https://youtu.be/dGgjwCXaC_U

المصدر : Middle East Eye

اقرأ أيضاً : 

كيف أصبح تشارلز الثالث أكثر الملوك انفتاحا على الإسلام في تاريخ بريطانيا ؟

هل تعد الملكة إليزابيث مذنبة أم بريئة من خطايا الإمبراطورية البريطانية؟

مع تنامي الإسلام والعلمانية : إلى أي درجة ستكون طقوس تنصيب ملك بريطانيا القادم مسيحية ؟