تغيير نظام الدرجات يعرض الطلبة في بريطانيا لفقدان فرص الالتحاق بالجامعات
بعد تسجيل انخفاض حادّ في الدرجات العليا مقارنة بالعام الماضي، يتعرض عشرات الآلاف من الطلاب الجامعيين في بريطانيا من درجة (A) لاحتمال فقدان فرص الالتحاق بجامعاتهم المفضلة الأسبوع المقبل بسبب تغيير نظام الدرجات.
ووسط تحذيرات عديدة بعد إعادة تقديم الامتحانات هذا الصيف أنّ القبول الجامعيّ هذا العام سيكون “الأصعب في تاريخ البلاد”، تشير الأبحاث إلى انخفاض في درجتي (A) و(A+) بنسبة 10 نقاط مئوية في إنجلترا وويلز وايرلندا الشمالية.
وبعد عامين من ارتفاع متوسط الدرجات خلال الجائحة، التي ألغيت فيها الامتحانات، طلبت الحكومة من المنظمين وضع حدود بحيث تعكس الدرجات التي ستُنشر يوم الخميس تلك التي كانت سائدة بين عامي 2019 و2021، على ان يعود نظام الدرجات في عام 2023 الى سابق عهده في مرحلة ما قبل الجائحة.
تغيير نظام الدرجات في بريطانيا بعد تسجيل انخفاض حاد في الدرجات العليا
ستكون لهذا التحول في النتائج طبعًا تداعيات سياسية كبيرة في عام شهد أربعة وزراء تعليم مختلفين.
تجدر الإشارة إلى أن خطة نظام الدرجات لهذا العام وضعت لأول مرة من قبل جافين ويليامسون، الذي ألقي عليه اللوم بسبب عشوائية قرارات التعليم أثناء الجائحة. وانتقل الإشراف على هذه الخطة الآن إلى جيمس كليفرلي الذي قد يُمنح دورًا جديدًا عند تعيين رئيس الوزراء الجديد في سبتمبر.
هذا واتهم حزب العمال حزب المحافظين بـ”الفشل الذريع في مساعدة الطلاب على التعافي من الوباء” والفشل في اتخاذ تدابير إضافية كافية لامتحانات هذا العام.
وأفاد أحد الخبراء أنّ تجربة هذا العام تشير إلى تحول جوهري سيستمر لعشر سنوات قادمة حيث لا يزال الطلب على مقاعد التعليم العالي مرتفعًا.
قال لي إليوت ماجور، أستاذ بجامعة إكستر: “نشهد وقتًا يتنافس فيه الطلاب بقوة على أماكن محدودة للحصول على درجات علمية”.
وأضاف موضحًا: “من المحتمل أن يصاب آلاف الطلاب الحاصلين على درجات عالية بخيبة أمل ولن يكونوا قادرين على دراسة تخصصاتهم الأولى”.
من جهة أخرى يرجح أن تظهر نتائج هذا العام تحسنًا في أداء الطلاب الذكور الذين استفادوا من إعادة الامتحانات.
وستعكس نتائج البحث أيضًا تفضيلات الموضوعات المتغيرة، مع تزايد شعبية علم النفس بنسبة 10% ليصبح ثاني أكثر التخصصات شعبية بعد الرياضيات، واستمرار انخفاض اختيار اللغة الإنجليزية بنسبة 8%.
وحسب البروفيسور آلان سميثرز، مدير مركز أبحاث التعليم والتوظيف بجامعة باكنغهام، فإنّه إذا تراجع كلّ طالب بمتوسط درجتين بسبب تغيير برنامج الدرجات فقد يحتمل ألّا يقبل ما يصل إلى 40- 60 ألف طالب في تخصصاتهم المفضلة.
وأوضح المتحدث نفسه أنّ أكبر تحديات الجامعات البريطانية في فترة ما بعد الوباء هذه هو تقليص الانقسامات الأكاديمية.
بالمقابل قال كريس هيل، الرئيس التنفيذيّ المؤقت لجامعات المملكة المتحدة (Universities UK)، التي تمثل قطاع التعليم العالي، إنّه من المتوقع أن يحصل معظم الطلاب هذا العام على الاختيار الأول مع توفر الكثير من الدورات عالية الجودة مؤكدًا أنّ هكذا قرارات لا تبنى على نظام الدرجات وحده.
اقرأ أيضًا:
إجبار طلبة الطب بجامعة أكسفورد على إعادة امتحانهم بسبب حالات غش
جامعة شيفيلد.. الأولى في بريطانيا من ناحية مستويات رضا الطلبة
ارتفاع طلبات الالتحاق بالجامعات لسكان المناطق الأكثر فقرا في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇