من هو البريطاني سلمان رشدي ولماذا أصدرت إيران فتاوى باستحلال دمه؟
تعرض الكاتب البريطانيّ من أصل هندي سلمان رشدي الجمعة 12 أغسطس للطعن أثناء وجوده في قاعة في نيويورك استعدادًا لإلقاء محاضرة.
هدر دم سلمان رشدي
ذاع صيت سلمان رشدي بفضل رواياته الثلاث الأولى، ولا سيما روايته الثانية “أطفال منتصف الليل” التي نُشرت في عام 1981 والتي حازت على تقديرات عالمية وجائزة بوكر الأدبية.
ولكن روايته الرابعة “آيات شيطانية” التي صدرت في عام 1988 أثارت غضب أفراد الجالية المسلمة في المملكة المتحدة باعتبارها مسيئة للإسلام، وامتدت المظاهرات العامة المنددة بها إلى باكستان في يناير 1989.
واعتبر كثير من المسلمين أنّ الكتاب يتضمن تجديفًا وتطاولًا على المقدسات في أجزاء كثيرة منه؛ بينها استخدامه لآيات يدعي أنّها وردت في نسخة قديمة من القرآن وحُذفت لاحقًا. وتسمح هذه الآيات بالصلاة لثلاثة آلهة وثنية، الأمر الذي يتناقض مع فكر التوحيد الذي يشكل جوهر الإسلام.
مكافأة لمن يقتل رشدي
وفي فبراير 1989 أصدر مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني فتوى بهدر دم رشدي، وعرضت إيران مكافأة لمن يقتله.
هذا وتعرّض مترجمو الرواية لعمليات طعن وإطلاق نار، وقُتل هيتوشي إيغاراشي الذي ترجم الرواية إلى اليابانية في عام 1991.
وبعد إصدار إيران للفتوى منحت الحكومة البريطانية حماية أمنية لرشدي، واضطر للتنقل على مدى نحو 13 عامًا بين مساكن سرية متعددة تحت اسم مستعار هو “جوزف أنطون”.
ولم يستأنف رشدي ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنّها لا تؤيد اغتياله.
It doesn't matter whether you like Salman Rushdie or not. It does not matter whether you have read Satanic Verses. If you don't condemn this today, being stabbed in the neck and beheaded for offending the fragile feelings of the Muslim community will become normalised. Speak up.
— Nupur J Sharma (@UnSubtleDesi) August 13, 2022
رشدي يواصل الكتابة رغم الخطر الذي يهدد حياته
وعلى الرغم من الخطر الذي يهدد حياته واصل رشدي الكتابة، وفي عام 2012 كتب مذكراته تحت عنوان “جوزف أنطون”.
وفي حديثه لنيويورك تايمز بعد ثلاث سنوات قال: “إذا كنت تؤمن بحرية التعبير، فعليك تقبُّل آراء الآخرين حتى لو لم تتوافق مع الإطار الأخلاقي الخاص بك.”
جدير بالذكر أنّ ملكة بريطانيا منحت سلمان رشدي لقب فارس في عام 2007، ما أثار غضب الحكومتين الإيرانية والباكستانية. هذا ورغم السجال الذي أثارته الرواية فما زال رشدي متمسكًا بما جاء فيها، وحين سُئل عمّا إذا كان نادمًا على تأليف الكتاب أجاب بحدّة: “لست نادمًا على شيء”!
القبض على المشتبه به
ألقت الشرطة في نيويورك القبض على شخص يُشته بأنّه هجم على سلمان رشدي يُدعى هادي مطر، 24 عامًا، من فيرفيو في نيوجيرسي.
وذكرت الشرطة لاحقًا أنّ المشتبه به اندفع إلى المنصة وهاجم الكاتب سلمان رشدي والمذيع الذي كان يجري معه المقبلة، وذلك في حفل نظمه معهد تشوتاوكوا غربي نيويورك.
وقال مدير أعمال الكاتب رشدي، وايلي، إنّه من المرجح أن يفقد سلمان إحدى عينيه عقب الهجوم، كما أنّه تعرض إلى إصابة بالغة الخطورة في ذراعه قد تسبب الضرر لأعصابه، إضافة إلى إصابة بالكبد.
ولم تعلن إلى الآن الشرطة في نيويورك عن دوافع الهجوم.
اقرأ المزيد
طعن رجل بعد صلاة العيد في مسجد برادفورد!
طعن 3 أشخاص وجرح 10 آخرين في بلدة وسط إنجلترا
مقتل شابة كندية طعنًا في بريطانيا قبل يومين من عودتها لبلدها
الرابط المختصر هنا ⬇