انتقادات لقائد شرطة لندن الجديد بعد أن قال إن الإسلاموفوبيا ليست جريمة

عبّر العديد من الجماعات الحقوقية عن قلقها من التصريحات المتحيزة ضد المسلمين التي كان قائد شرطة لندن الجديد قد كشف عنها سابقاً، وأعادت بعض المواقع الإلكترونية نشر تصريحات سابقة للسير مارك رولي قائد شرطة لندن الجديد، والذي قال عام 2019: “على الرغم من تصاعد الإسلاموفوبيا إلا أنه لا يشكل مفهوماً عنصرياً أو متحيزاً، ومن الغباء الخلط بين العنصرية والإسلاموفوبيا”.

وأتت تصريحات رولي حينها تعليقاً على هجوم كرايستشيرش في أستراليا حيث أطلق إرهابي من اليمين المتطرف النار وقتل 50 مسلماً وأصاب 48 آخرين..

وأفادت بعض المصادر أن الشرطة البريطانية تخشى من أن وضع تعريف للإسلاموفوبيا من شأنه أن يشكل خطراً على حرية التعبير، .

وكان السير مارك رولي قائد شرطة لندن الجديد  قد ألقى خطاباً في مركز أبحاث “Policy Exchange” التابع لحزب المحافظين ووجه انتقادات للعديد من الجماعات الإسلامية قائلاً:” إن هذه الجماعات تتحدث بنفس مضاد للإسلاموفوبيا من أجل الحفاظ على عزلتها عبر الادعاء بأنها مظلومة”.

وكانت صحيفة ديلي تلغراف قد وصفت مركز أبحاث “Policy Exchange” بأنه أكثر المراكز تأثيراً على اليمين المتطرف، وانتقد السير رولي في ذلك الوقت مجموعة المشاركة والتنمية الإسلامية المناهضة للإسلاموفوبيا وقال :”إن قادة جماعة المشاركة و التنمية الإسلامية يزعمون أن الظروف التي يعيشونها في المملكة المتحدة مشابهة لتلك التي عاشها اليهود قبل المحرقة النازية، وبالطبع فإن هذه التصريحات تستخف بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة البريطانية في التصدي لجميع أشكال جرائم الكراهية، كما أن مقارنة ظروفهم المعيشية بالإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود هي مقارنة سخيفة”.

ودافع السير السير رولي عن برنامج وزارة الداخلية لمكافحة التطرف، حيث اتهمته هيئة الرقابة الأوروبية في عام 2017 بزعزعة الاندماج الاجتماعي في بريطانيا من خلال إثارة الخوف والإحباط لدى المسلمين على وجه الخصوص.

وزعم مركز أبحاث “Policy Exchange” أن الجماعات الإسلامية مثل المجموعة الإسلامية للمشاركة والتنمية تشبه جماعة بريطانيا أولا اليمينية المتطرفة.

ما النشاطات التي شارك بها قائد شرطة لندن الجديد سابقاً؟

Sir Mark Rowley appointed as new Metropolitan Police Commissioner.

— Metropolitan Police (@metpoliceuk) July 8, 2022

وقد أثنى السير مارك رولي سابقاً على تصريحات ويليام سوكروي المنظم السابق لجماعة المحافظين الجدد على التصريحات الذي أشارت إلى أن العلاقة بين أوروبا الإسلام من أعظم المشاكل وأكثرها تعقيدا في المستقبل”.

وفي ذلك الوقت انتقد الصحفي والمؤرخ البريطاني بيتر أوبورن تصريحات السير رولي وقال أوبورن حينها:”  لقد فقد السير رولي صوابه عندما وافق على إلقاء خطاب في مركز أبحاث “Policy Exchange”، إنه لخطأ فادح أن يشارك عناصر الشرطة في مراكز التمثيل السياسي المؤثرة، وكشفت وكالة “Middle East Eye” في العام نفسه أن مساعد السير التقى بمسؤولين من جماعة هنري جاكسون التي تعتبر من أبرز جماعات المحافظين الجدد بعد موافقته على نشر تقرير عن الإرهاب الإسلامي تم إعداده من قبل أحد مركز الأبحاث المعروفة بمواقفها المثيرة للجدل من الإسلام.

وفي عام 2006 قال دوغلاس موراي الذي أصبح المدير المشارك في جماعة هنري جاكسون اليمينية خلال لقاءه بالسير رولي: “يجب إيقاف جميع أشكال الهجرة من الدول الإسلامية إلى أوروبا وتم تمويل منظمة هنري من قبل وزارة الداخلية البريطانية لمكافحة ما أسمته المنظمة الإرهاب الإسلامي، وتبرعت الجماعة اليمينية ببعض الأموال لحزب المحافظين بمن فيهم بريتي باتيل التي تشغل الآن منصب وزيرة الداخلية.

هذا واشار تقرير أكاديمي صدر عام 2021 بأن الدراسات والتقارير التي تنشرها جماعة هنري جاكسون وغيرها من مراكز الأبحاث اليمينةـ ستساهم في تعزيز الانقسام الاجتماعي وتعزز البيئة المعادية للمسلمين والمهاجرين إلى جانب الأقليات في المملكة المتحدة وكل ذلك سيؤدي إلى تآكل الحقوق المدنية والديمقراطية في بريطانيا، وصرح ماركو أتيلا هواري العضو السابق في جماعة هنري جاكسون: “بأن هذه المنظمة أصبحت منتدى لليمين المتطرف الذي يحمل صبغة معادية للإسلام”.

وبحسب ما ورد في التقرير فقد كان من المقرر أن يتحدث السير رولي الذي كان نائب  قائد شرطة لندن آنذاك ضمن تجمع لأعضاء منظمة هنري جاكسون اليمينة المتطرفة، لكنه انسحب تحت ضغوط وشكاوى المنظمات الإسلامية التي اتهمت منظمة هنري جاكسون بالترويج للإسلاموفوبيا وشيطنة المسلمين، ونفت جماعة هنري جاكسون هذه الاتهامات.

وأصدر قائد شرطة لندن في ذلك الوقت بياناً رحب فيه بالتقرير الذي يهاجم الجماعات الإسلامية في ذلك الوقت والذي كان من المقرر أن تنشره جماعة هنري جاكسون، وأشادت الجماعات الإسلامية حينها بانسحاب السير من الاجتماع الذي عقدته الجماعة اليمينة المتطرفة آنذاك.

الجماعات المناهضة للعنصرية تضرب بقوة

تعرض السير رولي للكثير من الانتقادات العام الماضي لأنه صرح لأحد برامج قناة بي بي سي قائلاً إن عدم التكامل بين الجماعات الإسلامية كان أحد العوامل المشجعة للتطرف، وفي هذا الصدد قال زاهر قيوم المدير التنفيذي للجماعة الإسلامية للتنمية والمشاركة :” نحن قلقون للغاية من تعيين السير مارك رولي عميداً جديداً لشرطة العاصمة علماً أنه كان يشغل منصب في دائرة مكافحة الإرهاب سابقاً”، وينبع هذا القلق من تعليقات السير رولي السابقة التي أظهرت تحيزاً ضد المسلمين إلى جانب علاقته الوطيدة بجمعية هنري جاكسون اليمينية المتطرفة.

وأضاف أزهر قيوم:” لقد ألقى مارك رولي كلمة في مركز أبحاث يميني متطرف اسمه “Policy Exchange”، وشرع  حينها مارك رولي بمهاجمة الجماعات الإسلامية ومقارنتها باليمين المتطرف البريطاني، هذا واتُهِم جميع القائمين على مركز أبحاث “Policy Exchange” ومساعديهم بالترويج للإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وتبنيهم لنظرية الاستبدال الكبير التي يسوق لها اليمين المتطرف البريطاني، إن حضور السير مارك رولي في مثل هذه الفعاليات السياسية يثير الكثير من التساؤلات حول مدى حياد شرطة العاصمة فيما يتعلق بالمسائل السياسية.

كما اتهم السير رولي الحركة الإسلامية للمشاركة والتنمية بالسعي لتقويض الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة البريطانية في التصدي لجرائم الكراهية على الرغم من التنسيق المشترك بين حركة التنمية والمشاركة الإسلامية وقوات الشرطة البريطانية والمجالس المحلية في جميع أنحاء المملكة المتحدة والتعاون بينهم جميعاً من أجل التصدي لجرائم الكراهية، كما أن الحركة الإسلامية شاركت في انتخابات الشرطة البريطانية، ونسقت معها لإنشاء وحدة مكافحة الإسلاموفوبيا.

وقال قيوم:” بالنظر إلى الآراء السابقة للسير رولي، فكيف يمكن للجالية المسلمة في العاصمة لندن أن تطمئن بأن جهاز الشرطة يعمل في صالحها ولا يهدد أمنها؟

وقالت الدكتورة حليمة بيغوم المديرة التنفيذية لمجموعة “Runnymede Trust ” المناهضة للعنصرية:” إن جهاز الشرطة البريطانية يحتاج إلى قيادة ذات كفاءة عالية ولا بد أن يسعى قائد شرطة لندن الجديد لكسب ثقة الأقليات، خاصة أن التصريحات التي أدلى بها سابقاً لا توحي بأي نوايا حسنة”.

وأضافت الدكتورة حليمة بيغوم:” نلاحظ أن معظم التصريحات التي أدلى بها السير رولي تتمحور حول المجتمع الإسلامي والإرهاب، نحن لا ننفي الحاجة لمكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة ولكن بالاستناد على الوقائع الموضوعية وليس بناءً على الروايات التي تساهم بانقسام المجتمع حيث سيطرت هذه الروايات على النقاشات التي يخوضها الناس في المجتمع البريطاني خلال السنوات القليلة الماضية”.

وقالت أيضاً:” لابد من أن يسعى قائد شرطة لندن الجديد لكسب ثقة جميع أطياف المجتمع بما في ذلك النساء والمسلمون وأصحاب الاحتياجات الخاصة على سبيل المثال لا الحصر، لطالما واجهت هذه الفئات الاجتماعية مختلف أشكال الإساءة من شرطة العاصمة”.

ولم تعلق شرطة العاصمة على ذلك بعد.

والجدير بالذكر أن الاتهامات بممارسة السلوك العنصري قد بلغت ذروتها ضمن جهاز الشرطة البريطانية في وقت سابق من هذا العام، وكشفت تحقيقات لجان الرقابة عن تداول العديد من الرسائل ذات المحتوى الجنسي والعنصري على نطاق واسع بن ضباط الشرطة البريطانية.

وقد أدى ذلك إلى استقالة قائدة شرطة العاصمة كريسيدا ديك تحت وطأة الفضيحة تلو الأخرى ومن بين هذه الفضائح اختطاف الضابط واين كوزين، واغتصاب وقتل الفتاة سارة إيفيرارد، وصرح عمدة لندن على خلفية هذه الفضائح أنه لم يعد يثق بقائدة شرطة لندن السابقة.

كيف رد صادق خان على التصريحات السابقة لقائدة شرطة لندن الجديد

أكد عمدة لندن أنه لم يكن على علم بالتصريحات السابقة لقائد شرطة لندن الجديد السير مارك رولي وقال:” لقد أجريت مقابلة مع السير مارك رولي وأعتقد أنه يواجه التحديات المعتادة التي يتعرض لها جميع العاملين في سلك شرطة العاصمة، ولا ينفي الرجل أخطاءه”.

“وقال لي إنه وضع بعض الخطط لمعالجة الإشكالات والقضايا الثقافية العميقة مثل العنصرية وكراهية النساء والتمييز على أساس الجنس والتمييز العنصري ويبدو أنه يمتلك خطة لإعادة بناء الثقة بجهاز الشرطة وسيعمل على وضعه في المسار الصحيح”.

،

المصدر : My London 

اقرأ أيضاً : 

اتحاد الشرطة في بريطانيا يعلن سحب الثقة من عمدة لندن بعد استقالة قائدة الشرطة

ضابط رفيع يعترف بأن العنصرية لا تزال متغلغلة بين ضباط شرطة لندن

شرطة لندن تتلقى انتقادات لاستضافتها وفدا من الشرطة الإسرائيلية