قصة نجاح: كفى المغربي سورية متطوعة مع جمعية لمساعدة اللاجئين في بريطانيا

ضمن أسبوع اللاجئين الذي جاء هذا العام بعنوان “التشافي”، تروي سورية متطوعة مع جمعية لمساعدة اللاجئين في بريطانيا قصتها كأمّ لاجئة.
“كنت معلمة في بلدي”، هكذا استهلت كفى المغربي الحديث عن قصة اضطرارها للهروب من وبال الحرب في سوريا قائلة: “كان كلّ شيء على ما يرام قبل الحرب ثمّ فجأة ضاع كلّ شيء “.
لم تتخيل كفى أبدًا أنّ منزلها سيقصف في الحرب التي استمرت لأكثر من 10 سنوات.
تعود كفى إلى حمص، ثالث أكبر مدينة في سوريا وأحد أكثر مدنها تضررًا من الحرب. فرّت عائلتها إلى الأردن في عام 2012، قبل أن تنتقل إلى برادفورد بعد ثلاث سنوات.
“السبب الرئيس لمغادرتنا هو سلامة أطفالنا”، تقول كفى التي تبلغ من العمر 51 سنة مضيفة: “دائمًا ما نفضلهم على أنفسنا”.
كان أطفالها، الذين يدرسون الآن للحصول على درجة A في شهادة الثانوية العامة (GCSE)، لا يزالون في المدرسة الابتدائية عندما غادرت الأسرة حمص.
وكباقي اللاجئين تؤكد كفى أنّ البداية صعبة.
“كنا نعيش بسلام حتى بدأ القصف. لقد كنا نعاني نقصًا كبيرًا في الطعام والشراب”.
“عندما هربنا، ظلّ أطفالي يسألون” أين نحن الآن؟ أين هي خالتنا ، وخالنا ، وجدنا؟ “
“وسرعان ما أصبح واضحًا لهم أنّ هناك حربًا قائمة ومع مرور الوقت أصبحوا يفهمون الأمر وأصبحوا معتادين عليه “
التطوع في جمعية لمساعدة اللاجئين في بريطانيا
درست كفى الأدب الإنجليزيّ في سوريا وكانت مدرسة لغة إنجليزية. لذلك فهي تتحدث الإنجليزية بطلاقة، الأمر الذي سهل عليها التكيف وأسرتها التي انتقلت إلى جريت هورتون (Great Horton) ، بمساعدة جمعية (Horton Housing Association).
تعيش عائلة كفى الآن بالقرب من هاوورث روود (Haworth Road) وهي متطوعة في مركز جيرلينجتون المجتمعيّ (Grilingtoon Community Centre)، الذي يدعم الذين جاؤوا إلى برادفورد كلاجئين.
تعمل كفى أيضًا كمترجمة فورية، بعد أن حصلت على شهادة المستوى 3 في الترجمة المجتمعية (أو ما يعرف بالترجمة الثقافية التي تتيح للأشخاص الذين لا يتحدثون اللغات الرسمية في البلد الثاني بطلاقة فرصة تسهيل التخاطب والاتصال للحصول على الخدمات القانونية والصحية والتعليمية وغيرها).
تقول كفى: ” كان الأمر غريبًا عندما وصلنا إلى هنا”.
وتضيف: “لكنّنا سمعنا كثيرًا عن هذا البلد وكنّا متحمسين – إنّها بريطانيا”.
“أحب برادفورد، إنّها فريدة من نوعها. توجد العديد من الجنسيات هنا”.
“أنا أحبّ مجتمع جنوب آسيا. برادفورد لا تحتضن الشعب الباكستان أو الإنجليز أو العرب فقط. إنّها مختلطة، وأنا أحبّ ذلك”.
“يحظى أطفالي بدعم كبير في المدرسة. أنا ممتنة لكلّ من التقينا به هنا”.
“أحبّ مساعدة الناس في المقابل، ولهذا السبب تجدني أتطوع في جمعية لمساعدة اللاجئين في بريطانيا”.
“بعض اللاجئين لديهم لغة إنجليزية سيئة، ما يجعلهم من الصعب أن يتأقلموا، فالحمد لله على قدرتي على مساعدتهم”.
حلم العودة إلى الديار
في سياق خطابات الكراهية والتوجس من الآخر، تجد كفى أنّ المشاعر المعادية للاجئين محبطة، وأوضحت ذلك بقولها: “لا يفهم الناس أنّ الأمر ليس سهلًا بالمرة على اللاجئين”.
“من فضلك احترم اللاجئين، هذا ليس خيارهم! كنّا نودّ أن نأتي إلى هنا كزوار وليس كلاجئين”.
وقد أضافت أنّها لم تتعرض للعنصرية في مكان إقامتها الحالية: “شخصيًّا لم أعانِ من العنصرية في برادفورد على عكس البعض الآخر لكنّ ذلك نادر الحدوث لأنّ هذا المجتمع متنوع الخلفيات”.
“نأمل في إحداث فرق في هذا المجتمع، ولا نريد الاعتماد على الآخرين. نحن مدينون للبريطانيين لأنّهم قبلونا في وسطهم”.
ورغم كلّ معطيات الاستقرار والعيش الكريم في بريطانيا، لا تزال كفى قلقة بشأن أهلها في بلدها الأم، قائلة: “لدي أخ وثلاث أخوات في سوريا”.
“أفتقدهم بشدة. إنّهم يعانون من انقطاعات الكهرباء المتكررة وكلّ شيء مكلف جدًا هناك. من الصعب العثور على وظيفة وتأمين تكاليف الطعام”.
“ما زلت أتصل بهم عندما يتوفر لديهم الإنترنت”.
“نحن نحبّ بريطانيا، لكنّنا نحلم بالعودة إلى ديارنا إذا تحسنت الأوضاع فيها”.
وتباعًا لأحلامها الأخرى، تقول كفى إنّها تنتظر اليوم الذي يرتاد فيها أولادها الجامعة. كما أنّها تمتن للسلام الذي تحظى به وعائلتها في برادفورد قائلة إنّها تتمنى أن يعيش الجميع في سلام طوال الوقت.
اقرأ المزيد:
اللاجئة الفلسطينية نورهان داود تتحدث عن تجربتها في بريطانيا
لاجئة سورية تصف المصاعب التي تواجه اللاجئين بعد وصولهم إلى بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇