وصول 300 مهاجر جديد إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة رغم إعلان النفي لرواندا
وصل أكثر من 200 مهاجر بقوارب صغيرة إلى الشواطئ البريطانية اليوم، وهو ما يرفع إجماليّ رقم المهاجرين القادمين من كالييه إلى أكثر من 2000 شخص خلال شهر نيسان/إبريل فقط.
وستنشر وزارة الدفاع الأرقام الرسمية في 19 نيسان/إبريل، وسط محاولة ما يزيد عن 200 شخص عبروا القنال الإنجليزيّ في رحلة خطيرة للغاية وظروف مناخية سيئة.
ووصلت أول دفعة من المهاجرين في ساعات الصباح الأولى ورسا القارب المحمل بـ 30 شخصًا في ميناء دوفر بكينت حوالي الساعة الرابعة والنص صباحًا.
واعترض خفر السواحل البريطانيّ قاربًا آخر محملًا بحوالي 50 مهاجرًا من بينهم أطفال رضع صغار قبل الساعة التاسعة صباحًا.
قوارب المهاجرين تحمل العديد من النساء والأطفال على متنها
وكان هناك ثلاثة رضّع على الأقل، وطفل صغير آخر احتضنهم عناصر حرس الحدود بمعاطف دافئة وأوصلوهم إلى الشاطئ.
ورافقت سفينة خفر السواحل مجموعة ثالثة من المهاجرين وصلوا حوالي منتصف النهار، وشوهدت إحدى سفن البحرية أثناء استعادتها للقوارب حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرًا.
ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية ووزارة الدفاع فقد خاض حوالي 6430 مهاجرًا غمار الرحلة الخطيرة عبر القنال الإنجليزي على متن 197 قاربًا.
وشهد شهر نيسان/إبريل وحده وصول حوالي 188 مهاجرًا إلى الأراضي البريطانية على متن القوارب المطاطية.
ومع وصول المزيد من المهاجرين اليوم فإن ذلك قد يرفع الرقم الإجماليّ إلى 2000مهاجر.
ويأتي ذلك بعد أن شهدت عطلة عيد الفصح وصول أكثر من 500 مهاجر إلى المملكة المتحدة على الرغم من انتشار سفن البحرية البريطانية على امتداد القنال الإنجليزي.
ووفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الدفاع تمّ اعتراض 181 شخصًا خلال يوم الجمعة العظيمة، ووصل 255 شخصًا إلى الأراضي البريطانية على متن سبعة قوارب يوم السبت.
وشهد يوم عيد الفصح وصول 76 مهاجرًا إلى ميناء دوفر، وفي يوم الاثنين أوصل خفر السواحل البريطاني 88 مهاجرًا إلى الشاطئ.
وعبر ما مجموعه 28526 شخصًا القنال الإنجليزية عام 2021 وهو أعلى بكثير من عدد الأشخاص الواصلين عام 2020 والذي بلغ 8410.
ومن المتوقع أن تنخفض أعداد المهاجرين القادمين عبر القنال الإنجليزية هذا الأسبوع مع انخفاض درجات الحرارة وازدياد سرعة الرياح.
وقال النائب تم بيرسجلوف في هذا الصدد :”إنَّ حالات عبور القناة بلغت معدلًا خطيرًا وغير مقبول”.
“الأمر لم يعد مجرد انتهاك لقوانين الهجرة الخاصة بنا لكنَّ اللاجئين يعيشون أيضًا على الضرائب التي يدفعها الناس، ويُعرّضون حياتهم للخطر كما أنّهم يؤثرون سلبًا على قدرتنا ورغبتنا بجلب اللاجئين إلى بريطانيا عبر الطرق القانونية والآمنة، لقد اكتفينا”.
“سنتخذ العديد من الإجراءات الصارمة ضدّ مهربي البشر من خلال مشروع قانون الجنسية والحدود الخاص بنا، وسنصلح نظام الهجرة عبر جعل الوصول إلى المملكة المتحدة بطريقة غير قانونية من ضمن الجرائم الجنائية، وسنُصدر عقوبات السجن مدى الحياة لأولئك الذين يسهلون دخول الناس إلى بلادنا بشكل غير قانونيّ”.
وانتقدت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي خطة الحكومة بترحيل المهاجرين إلى رواندا، حيث تساءلت إذا ما كان القرار الذي يكلف 120 مليون باوند يراعي الجوانب القانونية.
وقالت تيريزا ماي عن خطة برينتي باتيل :”إنَّ كلّ ما سمعته ورأيته حتى الآن يحثني على معارضة هذه الخطة التي لا تراعي الجوانب القانونية كما أنّها لن تكون فعّالة وعملية.
وتساءلت ماي نظيرتها باتيل عما إذا كان القرار الجديد يشمل ترحيل الشباب فقط.
وقالj ماي:” تقول باتيل إنَّ القانون الجديد سيقتصر على ترحيل الشباب فقط لمنع تفكك العائلات، ولكن ما الدليل الذي ستقدّمه من أنَّ هذه العملية لن تؤدي إلى زيادة الاتجار بالنساء والأطفال؟”.
تيريزا ماي تهاجم قانون الهجرة الجديد
وردّت باتيل بالتأكيد على أنَّ خطتها قانونية لكنَّها لم تكشف عن الشريحة التي سيُطبّق عليها القانون.
وقالت باتيل إنَّ عصابات الاتجار بالبشر ستعمل على استغلال الثغرات الموجودة بالقانون.
وتساءل الوزير السابق أندرو ميتشل عما إذا كانت خطة باتيل ستثبت فعاليتها.
وقال:” إن وزيرة الداخلية تستحق التقدير لجهودها في معالجة أزمة الهجرة غير الشرعية، لكنها هل ستستطيع الرد على مخاوفنا من فشل سياستها الجديدة”.
وكانت وزارة الداخلية قد أبلغت أعضاء البرلمان سابقاً أنه لابد من العمل على قانون جديد من أجل مكافحة تجار البشر الذي يضحون بأرواح الناس في القنال الإنجليزي.
وقالت باتيل في بيان لمجلس العموم: “إن حق اللجوء في المملكة المتحدة يجب أن يبنى على الحاجة الحقيقية للأشخاص وليس على قدرتهم على دفع المال للمهربين”.
وأضافت:” من الضروري أن يحدث تغيير في قوانين الهجرة لأن الناس يموتون خلال محاولاتهم القدوم إلى المملكة المتحدة عبر الطريق غير القانونية والخطيرة”.
ونفت باتيل المزاعم التي تقول إن خطتها لم تحظ بدعم كافٍ من مسؤولي وزارة الداخلية، كما نفت المزاعم حول أن تستحق الأموال التي دفعت عليها”.
وأكدت باتيل أن الحكومة مطالبة باتخاذ قرارات صارمة لصالح البلاد، وأن أزمة الهجرة الدولية تتطلب حلولاً مبتكرة ودولية.
باتيل تدافع عن خطتها تحت قبة البرلمان
ويأتي ذلك بعد أن تم الإعلان خطة حكومية جديدة بقيمة 120 مليون باوند لإرسال آلاف المهاجرين غير الشرعيين من المملكة المتحدة إلى رواندا على أن تكون الخطة سارية لخمس سنوات.
وقد واجهت هذه الخط معارضة قوية من قبل العديد من الشخصيات الدينية وقادة المجتمع المدني، كما واجه جونسون الكثير من الانتقادات لأنه برر تنفيذ هذه الخطة بحجة اختلافه مع الاتحاد الأوروبي بخصوص موضوع الهجرة غير الشرعية .
وكشف جونسون عن الاتفاق مع حكومة كيجالي في رواندا الأسبع الماضي بشأن إرسال اللاجئين، واستند في شرعنة هذا القانون إلى استفتاء بريكست الذي كان يحض على استعادة السيطرة على الحدود، بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير بريكست السابق ديفيد دافيس في مقال كتبه في صحيفة التايمز “كنا نتوقع قرارات أفضل من هذه، إن هذه الخطة الحكومية مليئة بالمشاكل وتعوزها الأخلاق واعتمد ممولوها على مبدأ الابتزاز”.
وأضاف: “إن الاستعانة بمصادر خارجية لتنفيذ التزاماتنا الدولية يعارض كثراً ما كنا نتحدث عنه من استعادة حريتنا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف:” إن محاولات الحد من دخول المهاجرين عبر القنال الإنجليزية جديرة بالثناء، لكن ليس هناك أي دليل على أن الاستعانة بمصادر خارجية ستساعدنا في ضبط الحدود”.
ويأتي ذلك مع ازدياد المعارضة لهذه الخطة خاصة بعد أن انضم رئيس أساقفة إنجلترا إلى صفوف الرافضين للخطة.
وانخرط رؤساء أساقفة كانتربري ويورك في خلاف مع الحكومة حول القانون الجديد نهاية الأسبوع الماضي،و قال أسقف تشيلمسفورد جولي فرانسيس في هذت الصدد” إن القرار قاسي وغير إنساني”.
وأضاف الأسقف دهقاني “إن أولئك الذين وصلوا إلى هذه البلاد بعد رحلة خطيرة يستحقون إعادة النظر في ملفاتهم”.
اقرأ أيضاً:
الداخلية البريطانية تستعين بخبير استرالي لوقف تدفق المهاجرين عبر القوارب
كيف حطم اختبار للغة الإنجليزية حياة الآلاف من المهاجرين ؟
مئات الآلاف من المهاجرين سيغزون بريطانيا إذا غزت روسيا أوكرانيا
الرابط المختصر هنا ⬇