بريطانيا تحذف صورة قبة الصخرة من غلاف اتفاقية التجارة مع إسرائيل
تراجعت الحكومة البريطانية عن وضع صورة قبة الصخرة في غلاف ومقدمة اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، حيث أن الرابط لموقع الاتفاقية أصبح يفتح على تصميم جديد خال من الصورة.
عاجل: #بريطانيا تتراجع عن الخطأ وتحذف صورة قبة الصخرة من اتفاقية التبادل التجاري مع #إسرائيل pic.twitter.com/TQvwNDZvxw
— AUK العرب في بريطانيا (@AlARABINUK) February 11, 2022
يأتي هذا بعد ان ضجت مواقع التواصل بانتقادات حادّة لحكومة بوريس جونسون بعد تورّطها بوضع صورة قبة الصخرة المشرّفة – وهي الجزء الأبرز من المسجد الأقصى المبارك – على غلاف مذكّرة إعلامية لاتفاقية التبادل التجاري مع إسرائيل؛ بما يوحي ويفيد بأن هذا المَعلَم جزء من إسرائيل! خلافًا للحقائق التاريخية، والاتفاقيات الدولية بشأن البلدة القديمة في القدس، وعموم شرقي القدس المحتلة.
ولذلك غرّد السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط قائلًا: “لماذا نرى الأقصى – ثالث أقدس موقع في الإسلام، وفي القدس الشرقية المحتلة – على الصفحة الأولى لاتفاقية التجارة الحرة هذه؟”، مُرفقًا صورة الغلاف.
Why is al-Aqsa – the third holiest site in Islam & in occupied East Jerusalem-on the front page of this free trade agreement? Is it another “mistake” or is the UK endorsing Israel’s illegal, immoral and belligerent occupation, annexation and its version of apartheid? @FCDOGovUK pic.twitter.com/0VgVyFNILM
— Husam Zomlot (@hzomlot) February 10, 2022
وأضاف متسائلًا: “هل هذا “خطأ” آخر، أم أن المملكة المتحدة تؤيد إسرائيل في احتلالها العدواني، وضمّها الأراضي بشكل غير قانوني وغير أخلاقي، ونسختها من الفصل العنصري؟!”
وكانت ردود بعض المعلقين عليه مقسّمة بين من وصفوا الخطوة بـ “المشينة والمسيئة”، وآخرين قالوا: إنهم لا يتوقعون الكثير من الدولة المسؤولة عن وعد بلفور.
اليوم نجد الحكومة البريطانية تستخدم صور المسجد الأقصى في مذكرة المعلومات حول اتفاقية التجارة الحرة بين بريطانيا و"إسرائيل". ويبدو أن لا مشكلة لديها في اقتصار الاستخدام على الأماكن الإسلامية في القدس، طالما أن هذا التناقض يصب في اتجاه واحد، وهو مصلحة الاحتلال… pic.twitter.com/i0GLIoJV0e
— طارق حمود (@TarekHamoud) February 10, 2022
ومن جهته فقد أشار المدير العام لمركز العودة الفلسطيني (PRC) طارق حمود إلى أن هذه الخطوة الأخيرة تبدو كسلسلة من “التطورات الملفتة في موقف بريطانيا” تجاه الوضع الفلسطينيّ خلال الأشهر الأخيرة؛ ويشمل ذلك “رفض إدانة التصنيف الإسرائيلي لسِتّ مؤسسات فلسطينية مدنية بالإرهاب، بخلاف الاتحاد الأوروبي. وأيضًا تصنيفها لجناح حماس السياسي على قوائم الإرهاب. وآخرها رفض وصف أمنستي لممارسات “إسرائيل” ب”الأبارتهايد”، على حدّ قوله.
https://twitter.com/adnanhmidan/status/1492037483990761476?s=24
واستنكر الإعلاميّ عدنان حميدان هذا التجاهل للقانون والحقائق التاريخية قائلًا: “إن وضع صورة قبة الصخرة الواقعة في القدس المحتلة على غلاف اتفاقية التجارة الحرّة يُعدّ إهانةً وإساءة”. وأما الباحث في دراسات بيت المقدس الدكتور عبد الله معروف فقد اعتبر ذلك تصرفًا خطيرًا من حكومة جونسون في بريطانيا.
“مجرّد صورة لا غير”!
وأشار البعض إلى أنه لا يمكن أن يصحّ قول بعض المراقبين: إن تصميم الغلاف كان اعتباطيًا، أو مجرد صورة، أو خطأ بروتوكوليًّا إلا إذا بادرت السلطات بسحبه، والاعتذار عنه، واستبداله. وتجدر الإشارة إلى أن صورة مقرّبة لقبّة الصخرة المشرّفة تغطّي صفحة عنوان المقدّمة بأكملها، ومظللةً باللون الأحمر كما لو أنها تشير إلى خطورة الموقف الذي تتخذه.
ولا تعترف الحكومة البريطانية بالقدس عاصمةً لدولة إسرائيل، ولا زالت تدعو لاحترام الوضع القائم فيها قبل احتلالها عام 1967. ولذلك غرّد كريس دويل رئيس مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني (CAABU) قائلًا: “من العجيب أن تنشر الحكومة البريطانية استشارة (نصًا قابلاً للتعديل) بشأن تجارتها مع إسرائيل مستخدمةً صورة قبة الصخرة في القدس التي تقع في الأراضي المحتلة، وهي منطقة لا تعترف المملكة المتحدة بكونها جزءًا من إسرائيل”.
Extraordinary that the UK government announces a consultation on UK trade with Israel and uses a photograph of the Dome of the Rock in Jerusalem, which is in occupied territory, an area UK does not recognise as part of Israel. https://t.co/efgq5PP4UG
— Chris Doyle (@Doylech) February 10, 2022
وتُعتبَر هذه الاتفاقية لتبادل التجارة الحرة بالغة الأهمية لإسرائيل؛ إذ تُعدّ بريطانيا ثالث أكبر شريك تجاري لها، وقد وصلت قيمة العلاقة التجارية الشاملة بينهما إلى 4.8 مليارات باوند في عام 2020، وفقًا للإحصائيات الرسميّة الصادرة عن وزارة التجارة الدولية.
وقد احتفلت الصحف الإسرائيلية بهذه الاتفاقية، ووصفتها بالتاريخية. وقالت وزيرة الاقتصاد الإسرائيلي أورنا باربيفاي: إن “التعاون القائم بين اقتصادات المملكة المتحدة وإسرائيل هو أساس جيد لتعميق وتوسيع العلاقات التجارية، والعلاقات الاقتصادية بين الدولتين. وسنعمل على خفض حواجز التجارة والاستيراد؛ لضمان تحقيق الإمكانات الاقتصادية والتجارية”، حسبما نقل موقع “جويش نيوز سينديكات” (JNS) الإسرائيلي.
وهنا تُرفِق لكم منصة العرب في بريطانيا نسخة من هذه الاتفاقية لمزيد من البيان. وبالإمكان الاعتراض على أي جزء من الاتفاقية عبر هذا الرابط.
اقرأ أيضًا:
الأكاديمية الفلسطينية شهد أبو سلامة تنتصر وتحافظ على عملها في جامعة شيفيلد
طلبة كامبريدج ينجحون بتعطيل ندوة للسفيرة الإسرائيلية في جامعتهم
نشطاء ينجحون بإجبار مصنع أسلحة إسرائيلي على إغلاق فرع له في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇