العرب في بريطانيا | إجلاء طالبة دكتوراه وعائلتها من غزة إلى بريطاني...

1447 رجب 1 | 21 ديسمبر 2025

إجلاء طالبة دكتوراه وعائلتها من غزة إلى بريطانيا بعد ضغوط وانتقادات

إجلاء طالبة دكتوراه وعائلتها من غزة إلى بريطانيا بعد ضغوط وانتقادات
ديمة خالد December 20, 2025

أجلت الحكومة البريطانية هذا الأسبوع طالبة الدكتوراه الفلسطينية منار الهوبي وعائلتها من قطاع غزة إلى بريطانيا، في خطوة جاءت بعد أشهر من الضغوط الإعلامية والانتقادات الحقوقية التي وُجهت إلى سياسات لندن المتعلقة بإجلاء الطلبة من غزة، وسط حرب متواصلة وأوضاع إنسانية متدهورة.

كانت الهوبي قد فازت بمنحة دراسية ممولة بالكامل لمتابعة الدكتوراه في جامعة غلاسكو، غير أن محاولاتها السابقة لإجلاء عائلتها قوبلت بالرفض، رغم امتلاكها تأشيرة تسمح بضمّ المعالين. وسلّطت صحيفة الغارديان في أكتوبر الضوء على قضيتها، ما أعاد الملف إلى واجهة النقاش العام في بريطانيا.

وعقب موجة انتقادات واسعة، أعلنت الحكومة البريطانية تراجعها عن موقفها، مؤكدة أنها ستتعامل مع طلبات إجلاء المعالين على أساس «كل حالة على حدة». وقد وصلت الهوبي وعائلتها إلى الأردن تمهيدًا لسفرهم إلى بريطانيا، ليكونوا العائلة الوحيدة من غزة التي تمكّنت من المغادرة معًا بدعم رسمي بريطاني، في وقت اضطر فيه طلاب آخرون إلى السفر منفردين أو التخلي عن فرصهم الأكاديمية.

برنامج إجلاء محدود للغاية

إجلاء طالبة دكتوراه وعائلتها من غزة إلى بريطانيا بعد ضغوط وانتقادات

من المقرر أن ينتهي العمل ببرنامج الإجلاء البريطاني من غزة في 31 ديسمبر 2025، إلا أن طلابًا وصفوه بأنه بطيء، ومربك، ويعاني من ضعف التواصل وغياب الشفافية. وقد أدى ذلك إلى بقاء عدد من الطلبة عالقين في القطاع، في ظل نقص حاد في الغذاء، وانتشار الأمراض، وتدهور البنية التحتية.

وأشار طلاب إلى تعرضهم لضغوط غير مباشرة للسفر دون أطفالهم، رغم إعلان الحكومة السماح بإجلاء المعالين، ما يعكس تناقضًا بين الخطاب الرسمي والممارسة الفعلية.

من بين هؤلاء، وهّاج محمد (32 عامًا)، الذي وصل إلى غلاسكو لبدء دراسة الدكتوراه بعد أن نُصح بالإجلاء منفردًا، على أمل أن تلحق به عائلته لاحقًا. وبعد مرور شهرين، لا تزال زوجته وطفلاه عالقين في غزة دون جدول زمني واضح أو ضمانات رسمية.

ويقول محمد إن الشعور بالذنب وعدم اليقين يلازمانه يوميًا، ويؤثران في حياته النفسية والأكاديمية، في ظل غياب أي تفسير رسمي لعدم إدراج عائلته ضمن آخر رحلة إجلاء.

أمهات يرفضن المغادرة دون أطفالهن

إجلاء طالبة دكتوراه وعائلتها من غزة إلى بريطانيا بعد ضغوط وانتقادات
العدوان الإسرائيلي على غزة (أنسبلاش)

من جهتها، أكدت أماني شاهِر، وهي أم لثلاثة أطفال، أنها لن تسافر للالتحاق ببرنامج الماجستير البحثي في جامعة بريستول دون عائلتها. وقالت إن غياب المعلومات الواضحة بشأن مستقبل برنامج الإجلاء يزيد من حالة القلق بين الطلبة، ويدفعهم إلى خيارات قسرية بين التعليم والأسرة.

كما يواجه محمد الدلو، الحاصل على منحة دراسية في كلية لندن للاقتصاد، وضعًا مشابهًا، إذ يعيش منذ ستة أشهر في حالة انتظار بيروقراطي. ويعاني ابنه من توحد شديد حُرم بسببه من العلاج منذ عامين، ما جعله يرفض مغادرة غزة دون ضمان إجلاء عائلته كاملة.

وكشفت مصادر عن نقاشات جرت بين وزارة التعليم البريطانية والجامعات حول إمكانية بدء الطلبة العالقين دراستهم عن بُعد، إضافة إلى احتمال تمديد برنامج الإجلاء. غير أن هذه الخيارات تبقى مرهونة بموافقة وزارة الداخلية، في وقت تواصل فيه الحكومة التزام الصمت حيال مستقبل البرنامج.

وإجلاء طالبة واحدة مع عائلتها، رغم أهميته الإنسانية، لا يمكن تقديمه بوصفه نجاحًا لسياسة حكومية، بقدر ما يكشف عن خلل عميق في آلية التعامل مع الطلبة الفلسطينيين من غزة. فالحق في التعليم لا ينبغي أن يكون مشروطًا بالتخلي عن الأسرة، ولا يجوز استخدام وحدة العائلة كورقة ضغط غير معلنة.

و استمرار الغموض والتعامل الانتقائي مع ملفات الإجلاء يضع الحكومة البريطانية أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية، خاصة في ظل التزاماتها المعلنة بحماية المدنيين ودعم التعليم. كما تدعو إلى تمديد برنامج الإجلاء، ووضع آلية شفافة تضمن للطلبة الفلسطينيين حقهم في التعليم الآمن دون فرض خيار قاسٍ بين مستقبلهم الأكاديمي وسلامة أسرهم.

المصدر: الغارديان


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة