العرب في بريطانيا | سجن الزعيم السابق لحزب ريفورم اليميني بتهمة تلق...

1447 جمادى الثانية 1 | 22 نوفمبر 2025

سجن الزعيم السابق لحزب ريفورم اليميني بتهمة تلقى رشى من روسيا

king-s-church-international-3mjspmQDM_M-unsplash
ديمة خالد November 21, 2025

أصدرت محكمة “أولد بيلي” حكمًا بالسجن لمدة 10 سنوات ونصف بحق ناثان غيل، الزعيم السابق لحزب “ريفروم يو كيه” في ويلز، بعد اعترافه بتلقي رشى مقابل إجراء مقابلات وخطب داعمة لسياسيين موالين لروسيا في أوكرانيا.

ويُعتقد أن غيل، البالغ من العمر 52 عامًا، حصل على ما يصل إلى 40 ألف باوند نظير خدماته لصالح شخصيات سياسية أوكرانية مرتبطة بالكرملين.

تورط مباشر مع شخصيات مرتبطة ببوتين

كشفت التحقيقات أن الأموال قدّمها أولِغ فولوشين، 44 عامًا، وهو شخصية وصفها مسؤولون أمريكيون سابقًا بأنها “أداة في يد الاستخبارات الروسية”.

وكان فولوشين يعمل بدوره لصالح فيكتور ميدفيدتشوك، أحد أبرز المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

القاضية السيدة تشيما-غروب قالت إن غيل أساء استغلال منصبه وأعاد “تقويض ثقة الجمهور بالديمقراطية”.

أول سياسي يُسجن بموجب قانون الرشوة

تُعد هذه القضية الأولى من نوعها التي يُسجن فيها سياسي بريطاني وفق قانون الرشوة.
وحزب “ريفروم يو كيه” وصف تصرّفات غيل بأنها “خيانة لا تُغتفر”، بينما اتهم رئيس الوزراء سير كير ستارمر غيل بأنه “قوّض مصالح البلاد”.

خطر على الأمن القومي

القائد دومينيك مورفي، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، وصف غيل بأنه “مشارك مستعد إلى حد استثنائي”، مؤكدًا أن أفعاله تمثل “تهديدًا مباشرًا للأمن القومي”.

وأشار إلى أن القضية تأتي ضمن سلسلة “أنشطة روسية” عدائية، تشمل هجمات مثل تسميم سالزبري 2018 وهجوم الحرق العمد في لندن 2024.

مقابلات وخطب مقابل الأموال

اعترف غيل بتلقيه أموالًا مقابل ظهوره في مقابلات تلفزيونية لصالح قناة 112 أوكرانيا لدعم ميدفيدتشوك، الذي كان يواجه آنذاك اتهامات بالخيانة.
كما ألقى خطابين في البرلمان الأوروبي دفاعًا عن قناتَي 112 و NewsOne، اللتين كانتا مهددتين بالإغلاق.

محاولة تجنيد أعضاء آخرين في البرلمان الأوروبي

كشفت التحريات أن فولوشين طلب من غيل تجنيد أعضاء آخرين من البرلمان الأوروبي لإجراء مقابلات مماثلة، وقد زوده بنقاط جاهزة لتمريرها إليهم.
وشملت قائمة المستهدفين أعضاء من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، دون علمهم بدوافع غيل المالية.

تنسيق فعالية لصالح “خطة سلام” مرتبطة بروسيا

استضاف غيل ميدفيدتشوك داخل مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ للترويج لما يسمى “خطة السلام” الخاصة بمنطقة دونباس، وهو حدث امتدحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اليوم التالي.

رسائل تكشف طبيعة “الهدايا”

أظهرت رسائل متبادلة بين الطرفين أن فولوشين كان يستخدم كلمات مشفرة للإشارة إلى المدفوعات، مثل “هدايا عيد الميلاد” و”بطاقات بريدية”.
كما عرض مبلغ 13 ألف دولار و4 آلاف يورو مقابل ترتيب فعاليات ومداخلات معينة.

إحباط سفر غيل إلى روسيا واعتقاله

أوقفت الشرطة غيل في مطار مانشستر عام 2021 بينما كان يستعد للسفر إلى روسيا لحضور مؤتمر ومراقبة انتخابات، وعثرت في هاتفه على رسائل متبادلة مع فولوشين.

وخلال تفتيش منزله، تم العثور على مبالغ مالية بالدولار واليورو.

الخيانة السياسية من داخل حزب ريفورم

استمر غيل في تلقي الرشاوى بعد مغادرته حزب يوكيب والتحاقه بحزب بريكست، ثم قيادته لحزب ريفورم يو كيه في انتخابات 2021.
وأكدت الشرطة عدم وجود أي صلة أو شبهة تخص نايجل فاراج.

دعوات لتحقيق أوسع حول النفوذ الروسي

طالبت شخصيات سياسية، بينها الديمقراطيون الليبراليون وحزب بلايد كامري، بإجراء تحقيق شامل في مدى التغلغل الروسي داخل السياسة البريطانية.
وصرح دارين ميلار، زعيم المحافظين في السينيد: “حزب ريفورم يمثل تهديدًا للأمن القومي”.

ووفقًا لمنصة العرب في بريطانيا AUK، إن قضية ناثان غيل تمثّل جرس إنذار خطيرًا بشأن احتمالات اختراق المؤسسات السياسية البريطانية من قبل قوى أجنبية معادية.

وتؤكد المنصة ضرورة:

  • تعزيز الشفافية السياسية
  • تشديد الرقابة على التمويلات الخارجية
  • فتح تحقيقات موسعة تكشف ما إذا كانت هناك قضايا أخرى مشابهة لم تتصدر المشهد بعد

وتشير منصة AUK إلى أن الثقة بالديمقراطية البريطانية تعتمد على محاسبة كل من يستغل منصبه لخدمة أجندات خارجية، وأن أي تهاون في هذا الشأن سيشكل خطرًا مباشرًا على استقرار البلاد وسلامة مؤسساتها.

المصدر: بي بي سي


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة