قصة سارة شريف ليست مأساة فردية.. بل مرآة لنظام يخذل الأطفال مرارًا بقلم توم بيتيفور
اليوم، يكشف تقرير جديد مرة أخرى عن إخفاقات النظام، لينضم اسم سارة شريف إلى تلك القائمة المظلمة. اللورد لامينغ، خبير حماية الأطفال الذي قاد التحقيق في مقتل الطفلة فيكتوريا في حي هارينغي شمال لندن عام 2000، عبّر لاحقًا عن حزنه الشديد عند وفاة الطفل بيتر المعروف ب “بيبي بي” بعد ثماني سنوات في الحيّ نفسه شمال لندن.
وكما حدث مع فيكتوريا، كان بيتر معروفًا لدى وكالات الرفاهية والصحة، لكنه مات رغم الإصلاحات التي تبعت تحقيق لامينغ. قال اللورد في ذلك الوقت: “ما كنت آمله هو أن يطور حي هارينغي خدمات تجعله نموذجًا للممارسات الجيدة. ورغم أن توصياتنا لم تكن موجّهة إلى حي هارينغي وحده -بل على المستوى الوطني لجميع الخدمات- فقد كنت آمل أن تكون حافزًا كافيًا لحي هارينغي ليقول: لن يحدث هذا مرة أخرى”.
وها هي قضية سارة تتشارك كثيرًا من أوجه الشبه مع فيكتوريا.

تشابه مؤلم بين الحالات
كلتاهما ( الطفلة فيكتوريا والطفلة سارة) تعرّضت للضرب بأسلحة، وقُيِّدت، واحتُجزت كسجينة على يد مقدّمي الرعاية الأساسيين لها.
عندما ماتت فيكتوريا في شباط/فبراير 2000، كان وزنها 3 ستون و10 أرطال (أي نحو 24 كيلوغرامًا)، وعلى جسدها 128 إصابة منفصلة. ورغم أنه عاينها عشرات المختصين الاجتماعيين والممرضين والأطباء والشرطة، فقد أخفق الجميع في ملاحظة الإساءة ووقفها.
وتتكرر في هذه القضايا عوامل واحدة: سوء التواصل، وعدم المتابعة، وأخطاء إدارية أساسية، والأخطر من ذلك كله مقدّمو رعاية كاذبون وماكرون يفعلون كل ما بوسعهم لخداع السلطات.
أطفال لا يُصغى إليهم

وفي قلب كل مأساة طفل لا يُستمع إليه، ولا يحظى بما يكفي من الاهتمام من خدمات عامة تكون في الغالب على وشك الانهيار.
لكن من غير الواقعي الاعتقاد بأن هذه القائمة لن تطول مستقبلًا. الأخطاء لا يمكن القضاء عليها بالكامل في حياتنا المهنية، وأنا أعرف ذلك بوصفي صحفيًّا. لكن السبيل الأمثل للتعامل معها هو أن نكون منفتحين وصريحين ومستعدين للتغيير مع تطوّر الصورة.
ضرورة الاعتراف بالأخطاء والتعلّم منها
ولتقليل احتمال تكرار مثل هذه الإخفاقات في المستقبل، علينا أن نكون مستعدين للاعتراف بالأخطاء ومحاولة التعلّم منها.
ويجب ألّا ننسى أبدًا ونحن نعترف بالخطأ ونتعلم منه، أن عرفان شريف هو من قتل سارة.
المصدر: ميرور
اقرأ أيضًا:
- قضية سارة شريف.. استئناف قضائي جديد يثير الجدل
- نهاية القضية التي هزت بريطانيا.. الحكم على والد سارة شريف وزوجته بالسجن المؤبد
- قضية سارة شريف تعيد إحياء النقاش حول منع ضرب الأطفال في بريطانيا
جميع المقالات المنشورة تعبّر عن رأي أصحابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة
الرابط المختصر هنا ⬇
