كيف يدعم إيلون ماسك اليمين البريطاني عبر منصة X؟
في أغسطس الماضي، ظهرت امرأة بريطانية تُدعى “آمي” أمام فندق بريتانيا في لندن خلال مظاهرة مناهضة للهجرة، قائلة: «إيلون ماسك زعيم عظيم، نحن لا نريد العقوبات، نريد حرية التعبير».
عبّرت آمي عن ثقتها المطلقة بمنصة ماسك “X”، معتبرةً إياها المنصة الوحيدة الجديرة بالثقة، وهي وجهة نظر تتزايد بين البريطانيين.
بعد أسابيع، هتف آلاف المتظاهرين باسم ماسك في مسيرة “اتحدوا من أجل المملكة” التي نظمها الناشط اليميني تومي روبنسون.
وتحدث ماسك عبر بث مباشر من أمريكا، وظهر على شاشة ضخمة في وستمنستر أمام حشد ضخم، في مشهد جسّد نفوذه المتنامي في السياسة البريطانية.
منصة X تتحول إلى أداة نفوذ سياسي

منذ استحواذ ماسك على تويتر عام 2022 وتحويله إلى X، استخدم المنصة في دعم رموز اليمين البريطاني، وتشجيع البريطانيين على رفع الأعلام الإنجليزية.
رغم أنه لا يملك سلطة رسمية في المملكة المتحدة، إلا أن قدرته على توجيه السرد العام عبر X جعلته أحد أكثر المؤثرين في تشكيل النقاش السياسي البريطاني.
تحقيق Sky News يكشف: خوارزمية X تُفضّل اليمين
تحليل حسابات سياسية وهمية
كشفت Sky News عن تحقيق معمّق أُطلق عليه “ملفات X”، أظهر أن خوارزمية المنصة تُروّج بشكل واضح للمحتوى اليميني. وقام الباحثون بإنشاء تسعة حسابات بريطانية وهمية (يسارية، يمينية، ومحايدة)، وجمعوا أكثر من 90,000 منشور على مدار أسبوعين، بمشاركة خبراء في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
نتائج الدراسة
- أكثر من 60% من المنشورات كانت من حسابات يمينية.
- 32% فقط من منشورات يسارية.
- 6% من حسابات غير حزبية.
حتى الحسابات المحايدة رأت ضعف كمية المحتوى اليميني مقارنة باليساري، ما يشير إلى تحيز خوارزمي واضح في المنصة.
الأصوات السياسية البارزة في واجهة المنصة

قارن فريق التحقيق بين 33 سياسيًا بريطانيًا من مختلف الاتجاهات. ورغم أن بعضهم ينشر أكثر من غيره، إلا أن الظهور في خلاصات المستخدمين لم يكن متوازنًا:
- كيمي بادنوك، زعيمة المحافظين، حافظت على توازن بين نسبة منشوراتها ونسبة ظهورها (حوالي 3%).
- روبرت لو، النائب اليميني المستقل، ظهرت منشوراته أكثر بأربع مرات من حجم نشاطه الفعلي.
- بينما جورج غالواي، السياسي اليساري، رغم نشاطه الكبير، لم يظهر سوى بنسبة 3% من منشوراته.
علق لو قائلاً: «لا توجد مؤامرة، البريطانيون يحبون الصراحة، والخوارزمية تكافئ ذلك».
في المقابل، أكد محللو البيانات أن هذا التفاوت ناتج عن تحيز خوارزمي متعمد داخل الشركة.
قلق سياسي من نفوذ ماسك
أثار هذا النفوذ المتزايد قلق سياسيين بارزين.
خلال مؤتمر حزب العمال، وصف إد ميليباند ماسك بأنه “تهديد للمجتمع والديمقراطية البريطانية”.
أما سير إد ديفي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، فقال إن الحكومة لا تتعامل بجدية مع تدخل ماسك في الشأن البريطاني: «ينبغي أن نكون أكثر قلقًا، فهذه التأثيرات تُضعف الديمقراطية وتسمم الحوار السياسي».
هيمنة المحتوى المتطرف
أظهر التحقيق أن أكثر من نصف المحتوى السياسي الذي تعرضه X على المستخدمين مصدره حسابات متطرفة، و72% منها يمينية. وركز المحتوى اليساري المتطرف على العدوان في غزة والهجوم على رموز اليمين، بينما اليميني ركّز على الهجرة و”عصابات التحرش”.
منصة أقل تدقيقًا وأكثر تضليلًا

بعد استحواذ ماسك على تويتر، أقال نحو 80% من الموظفين، بينهم فريق تنسيق المحتوى المسؤول عن الحد من انتشار الأخبار الكاذبة.
يقول أحد المدراء السابقين: «إلغاء هذا الفريق جعل الأكاذيب تنتشر بسرعة غير مسبوقة».
ورغم استبدال الفريق بأداة Community Notes التي تعتمد على المستخدمين لتصحيح المعلومات، إلا أن الخبراء يعتبرونها بطيئة جدًا في الحد من التضليل.
باتت X المنصة الرئيسية التي يعتمد عليها سياسيون يمينيون مستقلون مثل روبرت لو وبن حبيب، مؤسس حزب Advance UK المدعوم من تومي روبنسون.
خوارزمية تخدم مصالح الأقوياء
يرى المدير التنفيذي السابق في تويتر بروس دايسلي أن ماسك يستخدم X بالطريقة نفسها التي استخدم بها تويتر للتأثير في السياسة الأمريكية، معتبرًا أن المنصة «باتت قادرة على توجيه الرأي العام في بريطانيا أيضًا».
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن نتائج هذا التحقيق تسلّط الضوء على خطر الاحتكار الرقمي للرأي العام، إذ باتت المنصات الكبرى مثل X قادرة على إعادة تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في الدول الديمقراطية عبر أدوات تقنية غير خاضعة للرقابة الكافية.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
