العرب في بريطانيا | تقرير يكشف زيارات سرية لقادة الجيش البريطاني إل...

1447 جمادى الأولى 22 | 13 نوفمبر 2025

تقرير يكشف زيارات سرية لقادة الجيش البريطاني إلى “إسرائيل” خلال إبادة غزة

تقرير يكشف زيارات سرية لقادة الجيش البريطاني إلى "إسرائيل" خلال إبادة غزة
عبلة قوفي November 3, 2025

كشفت بيانات حكومية حديثة عن قيام كبار المسؤولين العسكريين في بريطانيا بما لا يقل عن 12 زيارة رسمية إلى إسرائيل خلال الحرب على غزة، في وقت كانت فيه القوات الإسرائيلية تقصف القطاع وتتصاعد المطالب الدولية بفرض حظر على تصدير الأسلحة إليها.

وتُظهر السجلات الرسمية لوزارة الدفاع البريطانية، التي تغطي الفترة من نوفمبر 2023 إلى مارس 2025، أن تلك الزيارات تمّت في الغالب بعيدًا عن الأضواء، وشملت ضباطًا برتب رفيعة، من بينهم الأميرال السير توني راداكين، والمارشال الجوي السير ريتشارد نايتون، والجنرال السير جيمس هوكينول.

وبلغت تكلفة الرحلات المعلنة أكثر من 18 ألف باوند، دون احتساب رحلات أخرى لسلاح الجو الملكي سُجلت على أنها “بلا تكلفة”.

اتصالات مستمرة رغم الاتهامات بارتكاب جرائم حرب

قائد الجيش البريطاني: يجب على البلاد الاستعداد لحرب عام 2027

بحسَب تحليل أجرته منظمة العمل ضد العنف المسلح (AOAV) في لندن، حافظت المؤسسة الدفاعية البريطانية على تواصل منتظم مع الجيش الإسرائيلي طوال مدة الحرب، وهو ما وسّع نطاق التقارير السابقة لموقع (Declassified UK) التي كشفت عن خمس زيارات مماثلة واجتماعات عسكرية مشتركة.

وتوضح السجلات أن الزيارات تواصلت حتى عام 2025 رغم اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة. ومن أبرزها رحلة شيمون فهيمة، مدير البرامج الاستراتيجية في وزارة الدفاع البريطانية، الذي سافر إلى إسرائيل عقب وقف إطلاق النار في يناير 2025 لإجراء محادثات بشأن أسلحة الطاقة الموجّهة، وهي تقنيات متقدمة تستخدمها بريطانيا في تطوير أسلحة الليزر ذات الطاقة العالية.

إلا أن هذه الزيارة أثارت مخاوف من استفادة بريطانيا من تكنولوجيا عسكرية طُوِّرت في “مختبر فلسطين”، في إشارة إلى اتخاذ الأراضي الفلسطينية ميدانًا لاختبار الأسلحة الإسرائيلية.

من تل أبيب إلى لندن: جدول زيارات مزدحم

بريطانيا تواصل عمليات التجسس على غزة وسط استمرار الإبادة الجماعية

تُظهر الوثائق أن التواصل العسكري بدأ بعد أسابيع من هجمات الـ7 من أكتوبر 2023، حين سافر الفريق تشارلز ووكر إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماع ثلاثي ناقش الوضع في أوكرانيا وإسرائيل.

تبع ذلك في ديسمبر زيارة الأدميرال راداكين إلى تل أبيب برفقة وزير الدفاع آنذاك غرانت شابس، ثم زيارة الجنرال هوكينول بعد أيام قليلة من رفع جنوب إفريقيا دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

كما أجرى المارشال نايتون زيارة مماثلة في يناير 2024، تلاها لقاء آخر بين راداكين ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في وقت كانت فيه حصيلة الشهداء في غزة قد تجاوزت 25 ألف شخص.

وفي الأشهر التالية، توالت زيارات ضباط بريطانيين كبار إلى تل أبيب، شملت اجتماعات بشأن “العمليات المشتركة” و”التكامل العسكري”، وآخرها زيارة في مارس 2025 شارك فيها اللواء زاك ستينينغ والمارشال هارف سميث.

موقف رسمي مثير للجدل

الغارديان: 40 طالبا من غزة معرضون لفقدان منحهم الدراسية

رغم حساسية التوقيت، تصر وزارة الدفاع البريطانية على أن هذه اللقاءات جزء من “التواصل الدبلوماسي الاعتيادي” في إطار الجهود لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

لكن منظمات حقوقية وخبراء في السياسات الدفاعية رأوا أن استمرار التنسيق العسكري مع إسرائيل يتنافى مع القيم المعلنة لبريطانيا كمدافع عن “النظام الدولي القائم على القواعد”.

وقال روي إيسبستر من منظمة (Saferworld) لموقع ديكلاسيفايد: “من الصعب فهم كيف يمكن لحكومة تتحدث عن حقوق الإنسان أن تواصل دعم جيش متهم بارتكاب جرائم حرب. كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟”.

إن استمرار التعاون العسكري البريطاني مع إسرائيل في ذروة العدوان على غزة يطرح تساؤلات أخلاقية عميقة عن ازدواجية المعايير في السياسة الخارجية البريطانية.

وفي وقت تواجه فيه لندن ضغوطًا متزايدة من الرأي العام المطالب بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، فإن هذه الزيارات، التي جرت في الخفاء، تعزز الشكوك في حياد الموقف البريطاني، وتثير مخاوف من تواطؤ ضمني مع انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

الموقع: Declassified 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة